"هل من الشمال يأتي الشر؟"، ربما سيأتي من الجنوب؟ في اطلاق صواريخ حماس من غزة الى اسرائيل أو في نقل الصواريخ من سوريا الى لبنان، بالتنسيق أو بدونه؟ هذا مهم، يجب أن يُدرس ولكن الرد الاسرائيلي يجب أن يكون واحدا، وليس فيه استثناءات إلا في ظروف خاصة: ما يُفتح يتم اغلاقه فورا. لن يكون هناك وجبات مجانية ولن يكون اطلاق نار أحادي الجانب.
هذه النظرية تقتضي التوضيح: من الواضح أنه يمكن أن تكون هناك حالات لا يجد فيها اطلاق النار تجاه اسرائيل ردا سريعا، ومن الممكن حتى أن يمر دون رد. ولكن هذه حالات نادرة جدا ومنفردة بدرجة كبيرة وغير معقولة جدا، حيث أنها نظرية أكثر منها عملية. يجب ذكر ذلك من اجل أن نوضح أن الامر ليس تلقائيا وكأنه يتم القيام به من قبل انسان آلي.
لكن ليس هذا فعليا. على اطلاق صواريخ قليلة من غزة ردت اسرائيل بالنيران بقوة منخفضة. ارسالية صواريخ بدايتها في ايران تشق طريقها من سوريا الى لبنان، قام سلاح الجو بتدميرها حسب ادعاءات تقارير اجنبية، بالقرب من دمشق. هذه دائما سياسة صحيحة، وفي الاساس الآن. في الحادثتين وفي حوادث مشابهة لها يدور الحديث عن عنف قتالي مصدره آيات الله. بالضبط في الوقت الذي فيه الادارة الامريكية على وشك التوصل الى اتفاق مع ايران حول البرنامج النووي متجاهلة مخاوف معظم العالم من هذا الاتفاق – من المهم التوضيح فعليا بأنه ليس في هذا التوجه ما من شأنه اضعاف الاصرار الاسرائيلي.
لقد تعهدت اسرائيل بالتصدي لنقل سلاح كهذا لحزب الله أو بالرد على اطلاق النار من حدود موجودة تحت السيطرة الوحيدة لحماس – المنظمتان اللتان تعيشان على الدعم الايراني، ومن المحظور أن تبدو وكأنها ارتدعت (اسرائيل). ما كان هو ما سيكون، وحتى ربما بقوة أكبر.
في قطاع غزة الامور واضحة. اذا ادعت حماس بأن من أطلق النار تجاه اسرائيل ليسوا من قواتها فعليها أن تتدخل لمنع اعمال كهذه من قبل تنظيمات اخرى في القطاع. إن بقدرتها القيام بذلك. إن هجوما اسرائيليا سيساعد حماس على التوضيح لرعاياها لماذا عملت ضد تنظيمات ارهابية تتجاهل سلطتها المركزية.
أمام حزب الله ليس هناك أي ادعاء بأن السلاح تم اعداده لارهاب المنظمات الهامشية. ليس هناك في الجبهة الشمالية منظمات كهذه تتلقى مساعدة مباشرة من ايران، لهذا يدور الحديث عن سلاح حسن نصر الله، والضربة الوقائية له هي أكثر من شرعية، بالتأكيد أنها تستند على علاقة خطيرة مع ايران.
النشاط العسكري المنسوب الى اسرائيل لم يهدف الى حل المشكلة، كما أنه لا يستطيع. إنها بالاجمال سلسلة هجمات متواصلة منسوبة لاسرائيل – وحسب نفس المنشورات في وسائل الاعلام الاجنبية – أُعدت للحفاظ على الوضع الراهن في مخازن الصواريخ لمنظمة الارهاب الكبرى.


