خبر : الحفاظ على التوازن \ بقلم: اليكس فيشمان \ يديعوت

الأحد 26 أبريل 2015 12:36 م / بتوقيت القدس +2GMT



في كل مرة يعزى فيها لسلاح الجو الهجوم على منشآت للجيش الاسرائيلي، يزعم بانه يساعد الجهات المعارضة المركزية لحكم الاسد: جبهة النصرة وداعش. يبدو هذا مدحوضا ولكن هذه هي الصيغة.

لا توجد اعمال عسكرية حيادية في سوريا: فاذا اصبت جانبا – عززت الاخر. هذه جيفة وتلك فطيسة وعليه فينبغي أن يكون سبب استثنائي في خطورته، يعرض للخطر المباشر مصالح اسرائيل كي تنفذ ظاهرا خطوة عسكرية كفيلة بان تفيد الاسلاميين في سوريا.

قبل ان نخرج هنا بهتافات الفرح بنجاح الغارة الجوية الغريبة في سوريا والتي نسبت لاسرائيل في نهاية الاسبوع ينبغي ان نتذكر: قبل بضعة عقود ايضا بدت هنا فرحة مشابهة حين هاجم الجيش الاسرائيلي اهدافا سورية في لبنان "لاسباب امنية ملموسة" – وجرنا الى تدخل في حرب أهلية لا صلة لنا بها وورطتنا على مدى 18 سنة في الوحل اللبناني.

وحسب المنشورات الاجنبية، فان الهجوم في نهاية الاسبوع تم في القطيفة: مجال من المعسكرات السورية المجاورة لمنطقة القلمون، على الحدود السورية – اللبنانية. وتثير القطيفة ذكريات مريرة لدى قدامى حرب يوم الغفران ورجال استخبارات قيادة المنطقة الشمالية: فهناك يستقر الكوماندو السورية ومن هناك انطلق مقاتلوه لاحتلال جبل الشيخ في 1973. وعندها كان يتواجد هناك ايضا لواء صواريخ "فروغ" الذي اصاب رمات دافيد، بينما تتواجد اليوم في هذه المعسكرات ألوية الصواريخ المتقدمة للجيش السوري، بما في ذلك لواء السكاد 155 الذي هوجم أول امس.

في الصور التي نشرت ظهرت مبان مشتعلة - أغلب الظن مخازن – في داخل منطقة مبنية بكثافة. والفرضية المعقولة هي أن هذا الهجوم جاء ليحبط محاولة اخرى من حزب الله لنقل عتاد من سوريا الى لبنان تحت غطاء السحب السميكة التي رافقت المنطقة في الايام الاخيرة.

محظور الاستخفاف بنقل الصواريخ والمقذوفات الصاروخية من سوريا الى لبنان، ولكن القصف الجوي الموضعي يتقزم امام قطار السلاح الفرنسي – السعودي الذي يضخ الى الجيش اللبناني هذه الايام حقا، في وضح النهار ودون عراقيل. ويدور الحديث عن توريد للسلاح الفرنسي المتقدم – بتمويل سعودي بمقدار 3 مليارات دولار – بهدف اعادة تسليح الجيش اللبناني.

في الحقنة الاولى وصلت 6 مروحيات قتالية، ثلاث سفن مسلحة، مجنزرات، صواريخ مضادة للدروع، ذخيرة، وهذه مجرد البداية. ويقاتل الجيش اللبناني كتفا الى كتف مع حزب الله لمنع دخول الاسلاميين الى لبنان، ولا شك لدى أحد في اسرائيل بان هذا السلاح الفرنسي المتطور سيخدم في نهاية المطاف حزب الله الذي يتعاون بشكل وثيق مع الجيش اللبناني. إذن اين التوازن؟ فتوريد السلاح الفرنسي أكثر خطرا من ناحيتنا بكثير.

كما ان على اسرائيل ان تكون قلقة من منظمات محطمة للتعادل توردها ايران لحزب الله، ولكن هذه المنظومات لا توقف بقصف المخازن. ونقل صواريخ اخرى – الى مخزون عشرات الاف الصواريخ التي توجد لدى حزب الله منذ الان – اقل اهمية بكثير من منع قدرة الدقة التي تمنحها ايران لترسانة صواريخ حزب الله.

بالمقابل، فان قصف المنشآت السورية في نهاية الاسبوع كفيل بالتأكيد بالتأثير على القتال في منطقة القلمون: فمنذ اكثر من اسبوع والاطراف تستعد في ساحتين، جبل القلمون ودمشق، لما يبدو كمعركة حاسمة: داعش الذي دحر من مدينة كوباني الكردية يركز جهدا حول دمشق. قسم من قواته منتشر على مسافة اقل من 30كم من مطار العاصمة السورية. قوات اخرى له منتشرة في الاحياء المحيطة بدمشق، على مسافة اقل من 10كم فقط من قلب المدينة. وفي القلمون ايضا توجد حشود لداعش للسيطرة على محور الحركة الاستراتيجي بين مطار دمشق ولبنان وشمال سوريا. واوقف الجيش السوري ورجال حزب الله الذين عملوا مؤخرا في جنوب هضبة الجولان في منطقة درعا الهجوم هناك ونقلوا قواتهم الى منطقة دمشق كي يخلقوا هناك حزاما دفاعيا ضد الهجوم المقترب.

إذن من بالضبط، من كل هذه العصبة، يوجد لاسرائيل مصلحة في اضعافه أو تعزيزه؟.