خبر : خسارة لفتح وهزيمة للمنظمة انتخابات بيرزيت معيارية دائما ..بقلم: د. وحيه أبو ظريفة

الخميس 23 أبريل 2015 12:10 م / بتوقيت القدس +2GMT





للتهرب من الواقع الأليم وللهروب من المسئولية والمحاسبة سيبدا كثيرون الحديث عن عدم أهمية انتخابات جامعة بيرزيت ونتائجها وأنها مجرد انتخابات في جامعة واحدة وسيتم الحديث عن نتائج الخليل وبيت لحم وغيرها من الجامعات
لقد سجلت جامعة بير زيت ومنذ الثمانينات نفسها بوصلة للتوجه السياسي للشعب الفلسطيني فكانت حامية للمشروع الوطني ووحدة فتح ووحدانية تمثيل منظمة التحرير كممثل شرعي وحيد للشعب الفلسطيني وكانت دائما تحدد القادم من التطورات السياسية والتوازنات الداخلية ولم تكن مجرد مؤسسة تعليمية بل منارة للعلم والديموقراطية وان نتائج انتخاباتها خاصة في ظل عدد الطلاب الكبير وتنوعهم الجغرافي وانتمائهم الاجتماعي ومستواهم الاقتصادي وارتفاع مستوى الوعي والثقافة لديهم وتميز مستواهم العلمي والأكاديمي اضافة الي الجو الديموقراطي التي توفره إدارة الجامعة لطلابها وجو المنافسة الجاد اضافة الي طريقة الانتخاب حسب التمثيل النسبي لمجلس الجامعة
ان نتائج الانتخابات تظهر عدد من المؤشرات ربما ليس أهمها فوز كتلة حماس بالاغلبية المطلقة بحصولها على ٢٦ مقعدا وقدرتها علي تشكيل سكرتارية المجلس بمفردها ولكن هناك مؤشرات إضافية وربما اكثر أهمية اولا: تظهر النتائج مدى تراجع حركة فتح بخسارتها أربعة مقاعد وفوز حركة حماس بستة مقاعد جديدة نسبة الى الانتخابات السابقة وهذا يعبر عن الأزمة الداخلية لدى حركة فتح وان التهرب من معالجتها سينعكس بالضرورة علي واقع الشعب الفلسطيني باكمله
ثانيا: فشل منظمة التحرير في تشكيل قائمة موحدة كانت بكل تاكيد ستفوز بالاغلبية المطلقة باحتساب مجموع أصوات كتلها التي خسرت بفارق ١٣ صوتا فقط كان سهل الحصول عليها من الأصوات المقاطعة او الأوراق البيضاء لو كانت قائمة موحدة
ثالثا: فشل حتى اليسار مرة اخرى في تشكيل قائمة موحدة تعبر عن القطب الثالث وبالتالي خسر أصوات الفصائل خارج القوائم وأهمها المبادرة وجبهة النضال وغيرهم مما كانو سيمنحون اصواتهم لكتلة موحدة لليسار كبديل قوي يستطيع ان يفرض واقع مختلف في تحالفات المجلس الجديد
رابعا: انسداد الأفق السياسي في عملية التسوية وربما تراجع مشروع المنظمة باكمله بسبب السياسات الاسرائيلية وايضاً الفوضى الداخلية سياسيا ومؤسساتيا جعل عدد كبير من خارج أعضاء حركة حماس يصوتون لصالحها ليس تأييدا لها بل احتجاجا على اداء السلطة وسياساتها ورفضا للهيمنة والتفرد وتحذيرا من ان غياب المعالجات سيؤدي الى هزائم متتالية
ان نتائج انتخابات بيرزيت ليست نهاية العالم بل هي محطة هامة يجب ان يتعلم منها الجميع وان تكون رسالة واضحة من نموذج عن الشعب ورؤيته للواقع التى تفرض علي قيادة الأحزاب والفصائل العمل على تجديد هياكلها واليات عملها وربما شخوصها ايضا ان كان هناك تطلع لنتائج افضل في الانتخابات القادمة سواء في الجامعات او النقابات او حتى الانتخابات العامة

أستاذ العلوم السياسية - غزة