هل الأعور الدجال أو المسيخ الدجال ، شخص ، أمم هو حالة تتكرر و تتخذ قوالبا و أشكالا من الفتن و النكسات الإجتماعية و الثقافية و الدينية و الفكرية ؟ فالعور و عدم وضوح الرؤيا و ضعف البصر و البصيرة ، و الكذب و الهرطقة و التنطع صفات يمكن أن تهعتري المجتمعات ولا تقتصر على الأشخاص .. كما هي واردة في الأثر و الرواية ، و التي – بالمناسبة - لا تؤكدها أي آية من آيات القرآن الكريم ، بل هي حالات نكوص و إنهزام و تشتت تشهدها المجتمعات و الأمم.
إذن : العور ، و قصر النظر ، و الدجل ، أصبحت سمة العصر و عنوانه ، أنت إذا إنقطعت للمتابعة و البحث ، ومراقبة ما يجري على الساحة من خلاف و إختلاف وشك و تشكيك، طال كل شئ حتى وصل الإسلام و الرسالة الشريفة الخاتمة ، بل و القرآن وكلمات الله ،سترى بالضرورة ، راي العين ، من غير أن يزيغ منك البصر أو يطغى، أن كثيرا من الثغرات ، و الأدوات الخبيثة من الحجج و التقولات و الإشكالات التي تتهم دين الله الخاتم الجامع الكامل ( الْيَوْمَ أَكْمَلْتُ لَكُمْ دِينَكُمْ وَأَتْمَمْتُ عَلَيْكُمْ نِعمَتِي وَرَضِيتُ لَكُمُ الْإِسْلَامَ دِينًا ) المائدة/3 ، تم تسليمها تسليم يد ، من قبل علماء و مشايخ و مفسرين ، و عابدي أصنام الأثر و الرواية و التراث ، فلا ألوم قناة القمص زكريا - الحياة و المشرفين عليها من غلاة المسيحية الصليبية و الكارهين للقرآن و النبي الخاتم عليه الصلاة و السلام بل و الكارهين - في إدعائي و رأيي للسيد المسيح عليه الصلاة و السلام - تلكم القنوات وشياطينها ، و داعش و أخواتها ،و يهود و صهاينتهم ، و كل نافث في العقد ، و حاسد و متنطع ، فالكتب تملأ الأرصفة فضلا عن المكتبات ، و الإعلام الإلكتروني و مواقع التواصل تعج ، بل تزدحم بترهات ونفايات و حقد على القرآن و المسلمين ، و تعج أيضا ، بمن يتصدى لهذه الحملات و تلك الغشاعات و الهجمات الحاقدة ، ولكن للاسف بحجج تزيد الطين بله ،و بردود أتفه من الإتهام و أخطر من التجريم ذاته ،وللأسف تلكم الردود من أفواه مشايخ و حاملي درجات علمية ، يدافعون و في دفاعهم يقرون ما يراد لهم أن يقروا به إلصاقا بالإسلام و الرسول عليه الصلاة و السلام ،فعلى سبيل المثال لا الحصر تجدهم يقرون ملك اليمين من النساء ،ويقرون قتال الناس و ذبحهم ، ويقرون الإستعباد ، و يقرون النسخ من القرآن و أشياء كثيرة لا يمكن لعاقل أن يقرها ، فضلا عن كونه متفكر في كتاب الله..
فلا عجب ، في أن يتشكك الشباب في أهليتهم و مرجعيتهم ذاتها ، وهم بمراوغتهم و تشبثهم بالموروث الفاني ، و التفاسير البالية ، و المذاهب السياسية المتلبسة لثوب الدين ، إنما يزودون شذاذ الآفاق و المرتدين و الأبالسة بالحجج و الأسباب ، بل و خلقوا أجيالا و أو يريدون ، تعيش بأجسادها في القرن الواحد و العشرين ، بينما تعيش فكرا و منهجا من القرون الوسطى ، في هذا العصر الذي نعيش ، يتحول الدين إلى تاريخ ، و يريدون لنا أن نتمسك به و نغير الحضر وفق معايير تاريخية أكل عليها الزمن و شرب ، بينما يتهمون الباحثين و الساعين إلى التفكر في كتاب الله ، و المؤمنين حقا بكماله و تمامه كما أشارت النصوص الواضحة ، يتهمون من يقول بذلك بالخروج على السنة وهدم أركان الدين ، يريدون أن تتحجر العقول ، و يحولون السنة إلى " عهد جديد " مقدس ، و يدعون أنها ( بوحي ثان ) ويستميتون في الدفاع عن أوثانهم التي صنعوها بأيديهم ، اللهم إجعلنا من الغيورين على كتاب الله ، و صحيح الإسلام . ممن يؤمنون بقدسية القرآن قول الله ، الذي فيه بيان لكل شئ ، و لا يحتاج إلا إلى التدارس و الإستنباط الواعي ، عملا بقوله تعالى (وَنَزَّلْنَا عَلَيْكَ الْكِتَابَ تِبْيَانًا لِكُلِّ شَيْءٍ) [ النحل :89] ، القرآن الذي لا قدسية لقول غيره ، ولا بعده ، ويحترمون و يتبعون ما يثبت و يمتثل لقول الله في القرآن من السنة الشريفة لسيدنا محمد عليه الصلاة و السلام .. اللهم قنا شر هذا العصر ، الممتلئ بالفتن ، قنا الدجل و قصر البصر و إنحسار البصيرة ، و أبعد عنا وساوس الشياطين من الإنس و الجن ، و أبطل عمل تجار الدين إنك أنت الهادي .


