خبر : القبض على آيخمان: الامساك الذي وحد الشعب اليهودي \ بقلم: دان مرغليت \ اسرائيل اليوم

الخميس 16 أبريل 2015 02:13 م / بتوقيت القدس +2GMT



          دافيد بن غوريون لم يصدر أمرا في أي يوم ­للقبض على أدولف آيخمان. قال أمس أحد المشاركين في العملية، رافي ايتان، في ندوة عقدت في متحف "مسوءه" (الشعلة) في تل اسحق. رئيس الحكومة الاول فقط وجه رجال الموساد ليحضروا الى البلاد واحدا من المجرمين النازيين لمحاكمته، وأن يبين للاسرائيليين فظائع الكارثة.

          ليس هناك سبب للتشكيك في وصف ايتان ولكن ما زلت اعتقد أنه ليس صدفة أنه تم التأكيد على اعتقال آيخمان أكثر من اعتقال الطبيب – الشيطان – يوسف منغليه أو مارتن بورمان وآخرين. آيخمان كان في حينه اسم مشهور في البلاد نظرا لأن نشاطاته خلال ماكنة القتل الالمانية تم الكشف عنها باستفاضة خلال محاكمة الدكتور اسرائيل كاستنر في الخمسينيات.

          لقد كان آيخمان مشهورا جدا لدرجة أنه في عمود ساخر للكاتب شبتاي تيبت تم وصف ولدين من تل ابيب تراهنا فيما بينهما، أحدهما لقب صديقه بهتلر والثاني رد عليه بآيخمان. وقد فاز الثاني. حيث أنه في وعي الصغار، الذي كان مصدره الاهتمام بأحاديث آبائهم حول محاكمة كاستنر ذُكر آيخمان أكثر من أدولف هتلر، لهذا فمن الطبيعي أن تكون ملاحقة آيخمان أكثر تكثيفا.

       الدموع تشهد

          على أي حال، توجيه بن غوريون كان استراتيجي قومي. بعد 15 سنة على انتهاء الحرب العالمية الثانية سادت في اسرائيل الغطرسة الصبارية (غطرسة مواليد البلاد)، التي سخرت من المنفى ومن يهوده، وتركزت في الآثار واللغة التي تجددت في الوطن، الشواهد بحد ذاتها. لكن محاكمة آيخمان التي لم تكن لتحدث بدون أن يصدر بن غوريون تعليماته لاعتقال المجرم، حددت حقيقتين دراماتيكيتين:

الاولى، الشهادات في المحكمة انشأت تماثلا مع ضحايا الكارثة وأضافت مدماكا يهوديا جذريا للحائط القوي بحد ذاته للاعتزاز بكونك من مواليد البلاد مع نكهة كنعانية. لقد كانت هذه الشهادات الى درجة ما منذ ذلك الحين وربما الى الأبد أساسا لقانون القومية اليهودية بمعناه الحقيقي.

الثانية، محاكمة آيخمان رفعت منسوب الطلب للأمن القومي. ربما لم يكن صدفة أنه بالتحديد في تلك السنوات انشغلت الحكومة في تطوير الخيار النووي الذي رأى فيه بن غوريون تجسيدا لـ "الملجأ الآمن" الذي وضعه ثيودور هرتسل في مركز حلمه الصهيوني. كان ذلك انجازا عظيم الأهمية الذي يتحقق منذ 55 سنة، رغم أنه يرافقه اندفاعات ليست قليلة من مشاعر الخوف وانعدام الثقة تجاه كل ما هو غريب ومختلف.

          ليس واضحا ما اذا عرف المنشغلون في عملية اعتقال المجرم النازي في وقت التنفيذ، الى أي درجة ستوحد عمليتهم الشعب اليهودي. الدموع في المراسيم التي ستُجرى هذه الليلة في "يد واسم" هي دليل على ذلك.