خبر : لا توجد كارثة بديلة \ بقلم: بن – درور يميني \ يديعوت

الخميس 16 أبريل 2015 02:00 م / بتوقيت القدس +2GMT



عقدت مساء أمس الكثير جدا من طقوس احياء الكارثة. قسم كبير منها كان مع اضافة الكلمة "البديل". وما هو هذا البديل؟ يدور الحديث اساسا عن التشكيك بذكرى الكارثة، معارضة خروج الوفود الى اوشفتس بدعوى ان هذه "دكتاتورية الذكرى"، بوقفة حماسية بان الدرس هو وطني وليس كونيا، بل ويقال – فاشي وليس انسانيا.

من يقول بهذه البدائل يشعرون بانهم متنورون وتقدميون. والهدف الاسمى معروف: التشكيك بالقومي باسم الكوني، بالصهيوني باسم الانساني. لا يوجد هنا شيء جديد. لقد سبق للمؤرخ ارنولد توينبي ان ادعى في الماضي بان اسرائيل هي نازية لانها ارتكبت مذبحة دير ياسين. وادعى المؤرخ الالماني آرنست نولتا بان ما فعله الستالينيون لا يختلف كثيرا عما فعله النازيون، وان الادعاء بـ "ذنب الالمان" لا يختلف عن الادعاء النازي بـ "ذنب اليهود". وكان توينبي يعرف بان المذابح ارتكبت في اثناء كل مواجهة او كفاح للتحرر الوطني في الزمن الحديث. هذا لا يجعل كل الشعوب نازيين. ويفترض بنولتا ان يعرف بان "ذنب اليهود" كان فرية دم. اما ذنب الالمان بالمقابل، فهو حقيقة.

لقد كان توينبي ونولتا اول القطر. في السنوات الاخيرة هناك طوفان من التشويهات. فحتى توقيف عربية للتفتيش، نصف ساعة في المطار، وكذا طفل فلسطيني يبكي، اعتقل بعد رشق الحجارة، اصبحت في العالم وفي اسرائيل "دليلا" على أن الاسرائيليين هم نازيون. هذا ليس انتقادا. هذا ليس استخلاصا للدروس الكونية. بل العكس. هذا تشويه وتشهير. مرة ضد اليهود . اليوم ضد اسرائيل. هذه ليست عدمية الشر، على حد قول حانا ارناتد عن النازيين. هذه عدمية وهم النازية.

اسرائيل لم تقم بسبب الكارثة. فقد قامت الحركة من أجل اقامة وطن قومي لليهود وتثبتت قبله بكثير. ونشأت حركات التحرر القومي في اوروبا ايضا واساسا على خلفية انهيار الامبراطوريات. ومشكوك ان تكون هناك حركة قومية لم ترتكب ايضا مظالم في اثناء الكفاح. الظلم لا يلغي الحق. افليس لتركيا حق وجود بسبب المظالم، وحتى قتل الشعب الارمني، الذي ارتكبته في اثناء تحولها الى دولة قومية؟

لقد اصبح التحرر القومي حقا معترفا به في قانون الشعوب، وما فعلوه باليهود عزز، ولم ينفِ حقهم في تقرير المصير وفي دولة قومية يهودية. فهل للكرواتيين والسلوفانيين والتشيكيين والسلوفاكيين والارمن وغيرهم كثيرين آخرين حق في تقرير المصير والسيادة والدولة القومية كحق معترف به في قانون الشعوب وفقط لا لليهود؟

هكذا بحيث أن الدرس لكل بني البشر هو ان يتذكر والا ينسى. لان ما حصل قد يحصل مرة اخرى. لان ما فعلوه باليهود في حينه، ثمة من يروج لفعله على رؤوس الاشهاد اليوم ايضا. ان نتذكر بان التشهير والتشويه في تلك الايام اياها يعود الينا في تشهير وتشويه هذه الايام. ان نتذكر بان ذات الايديولوجيا الجديدة، الدينية، المتزمتة، لا تريد فقط ابادة الاجانب والكفار، بل وان تقيم امبراطورية ظلماء وعالمية. ان نتذكر بان ذات مرة اختار العالم العمى، ولا حاجة لان يختاره مرة اخرى.

ان نتذكر والا ننسى بان الحق القومي لا يستبعد احترام الساكن والاجنبي والاقلية. ان نتذكر والا ننسى، بانه مثلما في حينه كان من رفض حق اليهود في الوجود كبني بشر، ثمة من يرفض اليوم حقه في تقرير المصير. ان نتذكر والا ننسى بان الدرس الكوني واليهودي والقومي والصهيوني والانساني – يكمل الواحد الاخر. وان نتذكر بان طقوس الذكرى التي ترفض الدرس القومي بسب الكوني، او ترفض الدرس الكوني بسبب القومي – ليست جزءا من ذكرى الكارثة. فهي سحق لدروس الكارثة.