خبر : عن الساعات، الصنارات والقنبلة الايرانية \ بقلم: آري شافيت \ هآرتس

الخميس 16 أبريل 2015 01:59 م / بتوقيت القدس +2GMT



ربيع 2015 كان عاصفا. بداية حملة الانتخابات، بعد ذلك نتائج الانتخابات، بعد ذلك صفقة لوزان، ولكن الصيف الذي بعد الربيع من شأنه أن يكون اصعب بكثير. اذا لم تنقذنا ايران من ايران في اللحظة الاخيرة، ففي تموز – آب من شأننا ان نجد أنفسنا في احد السيناريوهين: مس شديد بوضع اسرائيل الاستراتيجي بسبب التوقيع على اتفاق سيء مع ايران، او مس شديد بوضع اسرائيل الاستراتيجي لانها تتهم بانها أفشلت صفقة منشودة مع ايران. مهما يكن من امر، لن يكون سهلا. المفترق الذي أمامنا هو مفترق خطير.

سيناريو الاتفاق: جون كيري، آرنست مونيز وويندي شيرمن (الذين اداروا مفاوضات واشنطن مع طهران) ارتكبوا خطأين اساسيين. خطأ واحد هو خطأ الساعات. صحيح، اذا كانت الصيغة الامريكية لتفاهمات لوزان ستكون الصيغة الملزمة – فان الساعة المتكتكة للمسافة بين ايران والقنبلة ستعاد الى الوراء ببضعة اشهر. ولكن في نفس الوقت، فان الساعة الصدئة للمسافة بين الغرب وبين المواجهة مع ايران المتحولة نوويا ستعاد الى الوراء ببضع سنوات. فقدرة الديمقراطية الكبرى في أمريكا والديمقراطيات المحبة للسلام في اوروبا على تجنيد العالم وتجنيد نفسها لعمل ضد ايران التي تندفع نحو النووي توشك على الضرر اكثر بكثير من قدرة ايران على الانطلاق. وكنتيجة لذلك، فان الحاجز الاساس الذي وقف في طريق ايران في السنوات الاخيرة سيضعف، سيتفكك وسيختفي.

اما الخطأ الثاني لكيري، مونيز وشيرمن فهو خطأ الصنارات. صحيح انه حسب الصيغة الامريكية لتفاهمات لوزان، سيضطر الايرانيون الى التخلي عن معظم الاسماك النووية التي اصطادوها (9.7 طن من اصل 10 أطنان من المادة المشعة)، ولكن الصنارات ستبقى في ايديهم. فأجهزة الطرد المركزي في نتنياز وفوردو وامكانية تطوير أجهزة طرد مركزي متطورة ستجعل من السهولة جدا امكانية الاستئناف في المستقبل لمخزون السمك – الذي في الجولة التالية لن يكون سردينا بل قرشا.

عندما ستنزل مرة اخرى الصنارات المتطورة للصيد في المياه المشعة – فان الفجوة بين الساعات ستتسبب في الا يكون هناك من يوقفها. فالتحول النووي لا بد سيأتي، وسيبكر في المجيء، وسيدهور بشكل دراماتيكي وضع اسرائيل الاستراتيجي.

اما سيناريو افشال الاتفاق: تفاهمات لوزان جعلت المصالحة مع ايران روحاني والاعتراف الرسمي ببنيتها التحتية النووية حجر أساس في السياسة الرئاسية ومفهوم الامن الامريكي. وعليه، فيخطيء من يشبه الازمة الامريكية الاسرائيلية الحالية بالازمات السابقة في 1948، 1967، 1973، 1981 (المفاعل في العراق) و 2007 (المفاعل في سوريا). هذه المرة اسرائيل لا تفعل كما تشاء في ساحتها، بل توجد في مسار صدام مع ما يعتبر في نظر البيت الابيض مصلحة جوهرية لامريكا نفسها.

لا يمكن التقليل من اهمية شدة الخطر الذي يأخذه راكب الدراجة الاسرائيلي حين يحاول وقف سائق القاطرة الامريكي ومنع راكبي القطار من الوصول الى مقصدهم. اذا كان الانطباع الناشيء في واشنطن في اواخر الصيف هو أن اسرائيل منعت الولايات المتحدة من تحقي مبتغاها – فليرحمنا الله.

هكذا بحيث أنه اذا كان هناك سياسي في جفعات رام في القدس، فعليه أن يرى بوضوح السيناريوهين – وأن يبحث بالشموع عن سيناريو ثالث. الكثير جدا من الاخطاء ارتكبت هنا في العقد الاخير في الموضوع الايراني. من القيادات، وكذا من الاستراتيجيين ومن الصحفيين التهكميين الذين استخفوا بالمشكلة الوجودية واستهتروا بكل من حاول التصدي لها. في هذه المرحلة الحرجة لا يمكن لاسرائيل أن تسمح لنفسها بخطأ آخر. الصراع هو صراع في أعلى الجبل. ومع انتهاء عاصفة الربيع، مطلوبة استراتيجية اسرائيلية جديدة، ابداعية وذكية.