خبر : الحسابات الخاطئة في اليمن ...بقلم: عمر حلمي الغول

الثلاثاء 14 أبريل 2015 08:19 ص / بتوقيت القدس +2GMT



قدر القائمون على عاصفة الحزم في اليمن، ان لا يزيد زمن حربهم عن اسبوع او عشرة ايام بحد اقصى وتحقيق هدف عودة الحوثيون إلى طاولة المفاوضات. غير ان حسابات  السعودية جانبت الصواب في أكثر من مفصل، اولا في وقوعها في شرك التحريض القطري التركي بشن الحرب؛ ثانيا في رهانها غير الواقعي على تشكيل إئتلاف "سني" يضم إضافة لدول الخليج كل من مصر وتركيا وباكستان؛ ثالثا تقديريها لزمن الحرب الناجم عن سوء تقدير للحلفاء والخصوم؛ رابعا الرهان الخاسر على مدى دعم الولايات المتحدة الاميركية لها في الحرب؛ خامسا خلق توترات غير معلنة مع مصر والامارات في اليات معالجة المعركة مع الحوثين وعلي عبد الله صالح؛ سادسا ضابية الخروج من رياح العاصفة المجنونة.

هذه وغيرها من العوامل صعبت الموقف السعودي، رغم انها قدمت دروس مهمة للقيادة السعودية، لعلها تفيدها راهنا ولاحقا في إستخلاص عبرها ودلالاتها من حيث، عدم السقوط مجددا في الرهان على تشكيل تحالف ذات بعد طائفي، لان مثل هذا التحالف يتناقض من حيث المبدأ مع رغبة المملكة السعودية في القمة العربية ال26 الماضية بتشكيل قوة عربية مشتركة؛ كما انه يؤثر سلبا على العلاقات العربية العربية؛ اضف الى أن كل من تركيا وباكستان، لم تكن على مستوى الحدث. ليس هذا فحسب، بل ان تركيا ارادت توريط السعودية في حقل الالغام اليميني، بهدف إضعاف قوتها ومن ثم وضعها تحت ابط التحالف التركي القطري. مع ان العربية السعودية، قدرت انها نجحت في إستقطاب تركيا لجانبها، وإفترضت انها ابعدتها عن إيران، وراهنت على التصريحات الاردوغانية العنترية عشية زيارته لطهران، والتي انكشف خوائها مع اعلان الرئيس التركي في السابع من ابريل الحالي في العاصمة الايرانية، انه يؤيد الحل السلمي للمسألة اليمنية، مما صدم القيادة السعودية، وأسقط الرهان من يدها.

كما ان باكستان، التي حظيت تاريخيا بدعم غير محدود من قبل السعودية ودول مجلس التعاون الخليجي، تراجعت عن مواقفها الداعمة لعاصفة الحزم، ولم تتمكن نتاج الصراعات الداخلية، وقوة المعارضة من تبني الخيار العسكري، وفشلت حكومة نواز شريف من إرسال قوات عسكرية لدعم العاصفة السعودية، لان البرلمان الباكستاني صوت ضد الاشتراك في حرب اليمن باية قوات. مما اثار ردود فعل سعودية وخاصة اماراتية عنيفة على الموقف الباكستاني.

الاهم مما تقدم، ان خيار الحرب البرية، لم يحسم، لان عددا من الدول العربية من بينها مصر والامارات العربية والكويت فضلا عن سلطنة عُمان، التي نأت بنفسها بالاساس عن العاصفة، لم تحبذ الغرق في متاهة اليمن، وانحازت لخيار الحل السياسي، لانه الحل الانسب لجميع الاطراف، وواصلت كل من مصر والسلطنة إتصالاتها مع إيران لتقريب وجهات النظر، ودفع الحوثين للجلوس على طاولة المفاوضات. كما ان الولايات المتحدة قلصت من حدود دعمها للعاصفة، وحصرتها في نطاق عدم السماح بتعريض امن السعودبة للخطر، ومواصلة تفذية الطائرات المشاركة بالعاصفة بالوقود في الجو، مما ضاعف من ارباك القيادة السعودية، وفي نفس الوقت، قربها من مصر، وباتت اذانها أكثر إصغاءا للصوت المصري الاماراتي الواقعي.

غير ان المشكلة الان، تكمن في ان الحوثين وعلى عبد الله صالح، هما من يدفع بالامور نحو الحرب البرية، لان رهان السعودية على الجيش اليمني باء بالفشل، لان الرئيس السابق المتنفذ في مؤسسة الجيش، قطع الطريق على تمرد الجيش لصالح الخيار السعودي. لا بل تمكن الحوثيون من التمدد في العديد من المحافظات وخاصة في عدن، العاصمة السياسية المؤقتة. وبات هناك خشية على شن الحوثيين حرب على الاراضي السعودية كما حصل عام 2010، الامر الذي وضع حلفاء المملكة امام ثلاثة خيارات الاول حشد قوات على الحدود الشرقية للمملكة لمنع الحوثين من التفكير بتوسيع دائرة الحرب؛ ثانيا توسيع دائرة الحرب باليمن من خلال الانخراط في الحرب البرية؛ ثالثا التوصل للحل السلمي عبر البوابة الايرانية وقرار متوازن من مجلس الامن.

الخيارات جميعها مفتوحة امام القائمين على عاصفة الصحراء. وقادم الايام كفيل بالاجابة على اي الخيارات سينتصر ويقرر مصير الحرب باليمن.

oalghoul@gmail.com