خبر : أبو مازن: الاصبع المتهمة - والواقع \ بقلم: عومر دوستري \ اسرائيل اليوم

الإثنين 06 أبريل 2015 01:09 م / بتوقيت القدس +2GMT




في مقابلة مع صحيفة "كل العرب" أوضح رئيس السلطة الفلسطينية محمود عباس (أبو مازن) في الاسبوع الماضي أنه بدون حل النزاع الاسرائيلي الفلسطيني سيصل الارهاب والتطرف الذي يظهر في هذه الايام في أرجاء الشرق الاوسط أيضا الى داخل اسرائيل.
في هذا التصريح حاول عباس انتاج صورة مخادعة، التي على أساسها فان التجميد السياسي هو بسبب اسرائيل وليس بسبب رفضه المتصلب، وكذلك يعرض صورة مشوهة تظهر وجود علاقة بين تعزز الجهاد الاسلامي الاصولي العالمي وبين النزاع الاسرائيلي العربي. ولكن خلافا لاقواله الماكرة فان الواقع يثبت بالضبط العكس. إن دعوته المزيفة للمفاوضات – بعد أن كان هو نفسه الذي ترك جولة المفاوضات السابقة وجولة المفاوضات التي سبقتها – واعتداله المزيف تواجه جدار الوقائع. معهد "نظرة" للاعلام الفلسطيني كشف أنه فقط قبل اسبوع اختارت القناة الرسمية لتلفزيون السلطة أن تبث مقطع فيه يدعو تلميذ مدرسة الى قتل اليهود ("سنحارب اليهود، سنقتلهم وسننتصر عليهم"). هذا كما هو مفهوم ليس التحريض الوحيد. وزارة التعليم في السلطة نظمت في السنة الماضية لقاءً رياضيا باسم المخرب الذي قتل وجرح العشرات من الاسرائيليين، وأعطى وزير التربية جائزة للشاعر المصري هشام الجخ بعد أن قرأ قصيدة احتوت على الكلمات التالية: "عدوي، صهيون، شيطان له ذيل". انضم الى هؤلاء مسؤول الرياضة في السلطة الفلسطينية الذي منح رعايته لدوري كرة الطاولة باسم دلال المغربي، المخربة التي قادت عملية الساحل في 1978 والتي انتهت بقتل 37 اسرائيليا.
ايضا محاولة عباس ربط الجهاد العالمي بالصراع الاسرائيلي العربي فشلت أمام الواقع. في الايام الاخيرة نشر أن تنظيم الدولة الاسلامية سيطر على أجزاء واسعة من مخيم اليرموك للاجئين الفلسطينيين في سوريا، وقام باعدام عشرات الفلسطينيين الذين لم يحصلوا على مكانة مواطن في سوريا وفي الدول العربية المجاورة، كجزء من محاولة تلك الدول أن تبقي على قيد الحياة "حق العودة". من الواضح أن المذبحة الحالية من المسلمين للمسلمين – وايضا للفلسطينيين الذين يُنظر اليهم في المجتمع العربي كضحية – ليس هناك علاقة باسرائيل.
محمود عباس يكذب بدون أن يرف له جفن ويتمسك بمحاولة نزع الشرعية والتشويه المتعمد ضد دولة اسرائيل ومن يقف على رأسها. هذه المحاولات من غير المتوقع أن تساعده، وخاصة في هذا الوقت الذي يرى فيه العالم أن النزاع الاسرائيلي العربي ليس جزءً مركزيا من مشاكل العالم.
من المؤثر أنه باستثناء صحيفة أو اثنتان في اسرائيل لا يوجد أحد يتعامل مع عباس بجدية، وحتى الدول العربية التي تتعامل في شؤون أكثر قليلا من الأهمية.
وفي هذه الاثناء فان الحقائق البسيطة والوقائع تثبت ذلك مرارا وتكرارا – خلافا لادعاءات معسكر اليسار، فان محمود عباس ليس "الشريك" للاتفاق. العكس هو الصحيح، عباس يقوم بكل ما في وسعه من اجل منع حل حقيقي للصراع ويحرض ويشجع "المقاومة الشعبية" التي هي الاسم المغسول للاعمال الارهابية بالسلاح البارد.
الى حين حدوث تغيير حقيقي في القيادة الفلسطينية، فان الوضع السياسي من المتوقع أن يبقى على حاله، وعندما ننظر الى ما يجري في الدول المحيطة ربما ذلك هو القرار الحكيم من قبل الفلسطينيين بألا يقوموا بأي شيء يمكن أن يجلب عليهم حماس أو تنظيم الدولة الاسلامية. وهكذا يمكن بالتأكيد أن نفهم لماذا تقف القيادة الحالية مكتوفة الأيدي وتتهرب من كل محاولة حقيقية للتوصل الى اتفاق سياسي. هذا وضع جيد للطرفين.