خبر : انتصار آخر كهذا وضعنا \ بقلم: ايتان هابر \ يديعوت

السبت 04 أبريل 2015 11:22 ص / بتوقيت القدس +2GMT



          كل سياسي مبتدىء يعرف بانه في مواضيع المنشآت النووي يمكن بل ومسموح خداع كل العالم.

          النووي ليس فقط مضاعفا للقوة العسكرية بل يجعل الدولة، كل دولة، امبراطورية حقيقية: الموقف من كل دولة نووية، وقليلة مثلها في العالم، يختلف تماما عندما تكون لديها، او يفترض أن تكون لديها، منشآت نووية. الدولة التي تستثمر مليارات من حليبها ودمها كي تبني منشآت نووية، مستعدة لان تستثمر ايضا مئات الملايين في الخداع والتضليل. فلم تولد بعد الدولة التي استثمرت في بناء منشآت نووية ووافقت على التنازل، ونكاد نقول: "هكذا عبثا"، عن قوتها النووية التي تجعلها قوة عظمى.

          ان الانجازات السياسية التي تحققت أمس في لوزان، سويسرا، هي هزيمة فاخرة للعالم الغربي الذي تعب من ادارة حرب عالمية سياسية، وربما ايضا عسكرية، ضد المنشآت النووية في ايران. هزيمة فاخرة لرئيس الولايات المتحدة، براك اوباما، ولسياسته المتصالحة والمستعدة للتنازلات، طالما كانت هذه لا تجري في ورديته. كما أن هذه ضربة لايران، التي سيسمح لها لاول مرة في التاريخ ان ترفع قليلا اطراف الستار الذي يغطي على أطراف غرفة نومها.

          ولكن ايران، في الطريق الى الهيمنة على العالم العربي والرغبة في السيطرة على هذا الجزء من العالم حيث نعيش، لن تتنازل. فتنازلاتها في اثناء محادثات لوزان كانت مثل تنازلات دولة اخرى، معروفة لنا، تصرفت بأدب في الصف، تلقت علامات عالية، ولكنها بنت منشآت نووية فاخرة، وهي تعيش على الغموض النووي منذ سنوات وأجيال.

          لقد فهم نتنياهو من اللحظة الاولى تقريبا، مثل سياسيين اسرائيليين آخرين، نواة الخطر الكامن في المنشآت النووية الايرانية. وقد أدار حربا فاخرة، انتهت بهزيمة ساحقة. ايران ستكون ذات قدرة نووية مهما يكن، حتى وان كان بتأخر بضع سنوات. ارضها ومالها يكفيان لتضليل حتى افضل اجهزة الاستخبارات.

          كل الاطراف المشاركة في قضية النووي الايراني شرحت امس وستقول غدا انها انتصرت. ستثرثر عن "السلام العالمي" وعن الحاجة الى ابعاد ايران عن النووي. كان لهم الوقت للتبجح في واحد من الفنادق الاكثر فخرا التي يمكن تصورها.

          الكل سيقولون انهم استنفدوا الموضوع "حتى النهاية" ولا يمكن أكثر. وبالنسبة للعالم الغربي، وكذا لايران، هذا انتصار من النوع الذي يقال عنه في القواميس: انتصار بيروس. ومن يريد أن يعرف ما هو "انتصار بيروس" فليتفضل ويراجع القواميس. انتصار آخر كهذا وضعنا (انتصار بيروس هو الانتصار الاشبه بالهزيمة – المصدر).