خبر : اللعبة المُحنكة لايران \بقلم: زئيف مغين \ اسرائيل اليوم

الخميس 02 أبريل 2015 02:08 م / بتوقيت القدس +2GMT



آية الله خامنئي لم يكن هو الشخص المعد ليكون الزعيم الاعلى لايران. منتظري، التلميذ البارز لقائد الثورة الاسلامية الخميني، تم اعداده رسميا لهذه الوظيفة العليا، لكنه أقصي في اللحظة الاخيرة بسبب آرائه المعتدلة. في مذكراته يتحدث كيف جاءت لزيارته في نهاية القرن الماضي بعثة من اعضاء البرلمان للتشاور معه في عدة مواضيع: "في البداية قرأت عليهم الآية الكريمة من القرآن: "وإذ تأذن ربك ليبعثن عليهم الى يوم القيامة من يسومهم سوء العذاء إن ربك لسريع العقاب وانه لغفور رحيم" (سورة 7 الآية 167)، (ترجم الكاتب الاية على النحو التالي: إذ تأذن ربك انه سيبعث لبني اسرائيل قوى تعذبهم عذابا اليما ومستمرا حتى تنبعث الاموات – المصدر). وشرحت لهم أنه حسب هذا القول الاصلي الواضح فان اليهود كانوا دائما مضطهدين وانهم لن يحظوا مطلقا بالراحة. وعندها اقتبست من التراث اقوال الامام السادس (المذهب الشيعي): تعاظم مجده جعفر الصادق. الذي اعلن فيه ثلاث مرات أن: اولئك الذين في نهاية الامر سيقضون على اليهود سيكونون علماء مدينة قم (أي علماء الدين الذين يحكمون اليوم ايران)". (منتظري، خواطر، صفحة 405).

هذا ما يقوله زعيم المعسكر "المعتدل والليبرالي" في ايران. ليتصور القاريء بنفسه بالاحرى ما هي وجهة نظر خامنئي تجاه تدمير دولة اليهود. خامنئي صاحب الرؤيا الاكثر اصرارا وهجومية وعنفا. هذا الرجل الذي أيد في حينه اعدام آلاف المعتقلين السياسيين من حركة المجاهدين، اغلبهم بنات في سن البلوغ واليوم يعطي الضوء الاخضر وحتى المساعدة الكبيرة لبشار الاسد ليذبح اكثر من 100 ألف مواطن سوري مسلم. عندما أسمع اشخاصا حولي الذين يجب أن يكونوا أذكياء يثرثرون بشأن "تكتيك التخويف" لرئيس الحكومة نتنياهو فيما يتعلق بايران النووية – أو حتى ايران غير النووية، التي تشغل اليوم ليس أقل من اربع دول شرق اوسطية وعدد لا بأس به من منظمات الارهاب القوية – فان علي أن أستغرب على أي كوكب هم يعيشون.

هناك سابقة للاتفاق الآخذ في التبلور في لوزان بين الجمهورية الاسلامية والغرب. أقل من سنة ونصف مرت منذ أن وقعت سوريا على الاتفاق لنقل كل مخزون سلاحها الكيميائي للمراقبين في الامم المتحدة. كيف يعرف المراقبون أنه تم نقل كل السلاح الكيميائي الموجود لدى الاسد إليهم؟ الامر بسيط جدا. الرئيس الاسد أعطى كلمته كرجل، واذا لم يكف ذلك فان ثقته سيتم تعزيزها من قبل جهة أكثر أمانة: فلادمير بوتين. من اللحظة التي وقعت فيها سوريا على هذا الاتفاق فان كل الاقوال والتهديدات الغربية حول تدخلها العسكري – عن أي تدخل – توقفت، وحصل حاكم سوريا الذي قتل في الجولة الحالية عشرات من أبناء شعبه بواسطة اسلحة كيميائية، على ضوء اخضر لمواصلة قتل عشرات الآلاف بدون أن يفعل الغرب شيئا، بواسطة السلاح الذي ذبح به أبناء شعبه بنجاح كبير وهو سلاح تقليدي.

وهكذا سيكون الامر مع ايران. سيوافق نظام آيات الله على تقليص محدود في مستوى تخصيب اليورانيوم. في دولة نجحت في اخفاء التخصيب العالي في المنشآت السرية خلال سنوات. هل المراقبين الذين يصعوبة يعرفون أين هم موجودين على خارطة بلاد واسعة، سيؤمنون ذلك؟ أم أننا سنعتمد ثانية على بوتين؟ ومقابل هذا التنازل حتى لو كان حقيقيا تماما فقط سيبعد الايرانيين عن السلاح النووي مسافة عدد من الاشهر المعدودة. ستحصل الجمهورية الاسلامية على حرية العمل تقريبا في الساحة الشرق اوسطية لتفعل ما تريد، وبالتأكيد ألا تسمع المزيد من الاحتجاجات تجاه سلوكها مع مواطنيها أو تهديداتها الآخذة في التزايد تجاه اسرائيل.

وهناك زيادة اضافية: ستنتهي العقوبات، الامر الذي سيُمكن الايرانيين من تأمين القاعدة الاقتصادية المطلوبة من اجل دفع تجسيد تطلعاتهم السياسية والايديولوجية. واذا لم يكن هذا كافيا، فان آيات الله يعظمون اليوم المخاوف الغربية من داعش من اجل تحويل الشيعة على اختلاف انواعهم – الذين شكلوا قبل عدة سنوات محور الشر – الى افضل الاصدقاء للغرب. ايران لم تخترع الشطرنج، لكنها تلعبه افضل بعدة مرات من خصومها