بعد اسبوع من هزيمة أمل الخاسرين، الذين اكتشفوا مرة اخرى ولم يستوعبوا أنهم أقلية؛ أن قوتهم في ضعفهم. بعد اسبوع من احتفالات المنتصرين، اولئك الذين لم يدركوا أن حكم مباي قد سقط قبل 38 سنة وأنهم الحاكمين منذ ذلك الوقت (باستثناء بضع سنوات من الاحتمالات التي أُهدرت – رابين، باراك وربما شارون). بعد اسبوع من اعطاء الشرعية لمواصلة المحادثات المتغطرسة وحماقات الاغلبية، التي تنكرت لوضعها ولمسألة من هو المسؤول عن ذلك، قبل أن تنتخب من بطنها وليس من عقلها. الانغلاق السياسي، الاعتماد على القوة العسكرية، المسيحانية المتعجرفة، الاحتلال المسيحاني، الرأسمال الشريك للحكم والهرولة نحو دولة فصل عنصري – كل ذلك أعطاها دفعة من الوقود والتسارع.
بمساعدة التخويف والاكاذيب، العنصرية والاتهامات الوهمية، نجح نتنياهو في أن يجعلهم يتوبون وهم متشككون ومحبطون ويُنسي للحظة أي زعيم سيء هو. مقاول انتخابات محتال وعديم المسؤولية، أناني وجبان. المركز الصهيوني تضاعف باتحاده وفشل في الحملة رغم الروح القتالية لنشطائه الشباب. بوجي بقي بوجي، رجل مهذب ناعم، توقع أن يكون خصومه مهذبين مثله وتلقى صفعة على وجهه. بالنسبة للفني الاكثر شجاعة ليس لديها طموح حقيقي لأن تحظى بجمهور واسع.
يخطيء من يعتقد أن المعسكر الصهيوني وميرتس تعاليا على الضواحي: على أنواعها المختلفة، لمعرفتها أن الحكومة تتجاهل المشكلات الامنية والتشغيل واغلاق المصانع من قبل اصحاب رؤوس الاموال، ووقف ارتفاع أسعار الغاز الذي كان بامكانه انقاذ عدد من الصناعات. الحكومة لم تأخذ سكان المحيط في الحسبان، لأنه من وجهة نظرها لم تحسب اولئك الذين يريدون ويستطيعون مساعدتها.
لحظة، ما هو المحيط؟ هو اولئك الذين فقدوا الأمل، الـ 10 بالمئة الأفقر (لا يشمل ذلك عمال "كيل")، العاطلين عن العمل، المحرومين من الدعم والتعليم، الجنود المسرحين وباقي المقموعين. رغم أنهم يتهمون بيبي وحكومته بصورة علنية بسوء وضعهم، اغلبيتهم في النهاية يصوتون لليكود، أي لبيبي، باصرار مقدس لمقبلي المازوزة؛ جنود، متدينون، شرقيون واشكناز. لا تشوشوا بالحقائق حاملي جينات الليكود من الجيل الثالث. بالنسبة اليهم كل هذا باطل ازاء نجاح بيبي وهزيمة اليسار. "ليكود حتى الموت"، قال في التلفاز عجوز من الجنوب. هم وممزقو بطاقات العضوية، الذين أقسموا أنهم لن يصوتوا لنتنياهو بعد الآن، ومع ذلك انتخبوا الليكود، إنهم المسؤولون عن عدم تحسن وضعهم.
الآن، لينمو العوسج ويساعد في ادارة ازمته مع رئيس الولايات المتحدة والعالم، مجلس الامن والمحكمة الدولية، وفي سيطرته على تشكيل الائتلاف مع المرشحين الجشعين، الذين رغم أنه قلصه على مقاسه، فكل واحد منهم يستطيع بواسطة "أستحق ذلك" و"تعهدت لي"، تفكيك الائتلاف. علينا أن نأمل أن تقوم قبالتهم معارضة مقاتلة، وأن يكف لبيد وهرتسوغ عن نسج الاحلام بصورة منفردة للدخول الى الحكومة أو اسقاطها. أعطوا الحكومة الفرصة لانهاء طبختها وحدها، تعاونوا بحكمة وجرأة وغضب وامنعوا خطوات تدميرية متوقعة (القوانين التي يتعهد بها ليفين مثلا). ربما يطلب كحلون، بقوته وشجاعته في الحكومة، تمكينه من أن يكون الباروميتر الاجتماعي – الاقتصادي الذي يمثلنا جميعا، أي أن يكون الطابور الخامس الايجابي.
هناك ايضا افضلية للانقلاب المضاد: الحزبان الكبيران كبرا كثيرا، والاحزاب المتوسطة صغرت. هكذا نحن نتقدم نحو بلورة ثلاث كتل، لفصل الدين عن السياسة ولمعارضة قوية لكل حكومة تحاول أن تخدعنا. في الوقت الحالي وقبل الاعصار، يمكننا أن نتمدد ونشاهد باستمتاع حرب المقاعد للنصف الثاني من الشعب.


