خبر : خطأ في القبيلة \ بقلم: ب. ميخائيل \ هآرتس

الأربعاء 25 مارس 2015 12:15 م / بتوقيت القدس +2GMT



          يقال ان القبيلة قالت قولتها. يقال ان ابناء القبيلة تدفقوا الى صناديق الاقتراع كي يقفوا الى جانب رئيس القبيلة الحالي. كي ينقذوا كرامتهم المداسة. كي ينتقموا من الاهانات. كي يردوا على الاحتقار وعلى التعالي.

          وبالفعل، اقوال فظيعة قيلت عن الشرق وعن عاداته. اقوال فيها تحقير واهانة وتعالٍ. وهاكم مثال:

 "ليس لنا، نحن اليهود، أي شيء مشترك مع ما يسمى "الشرق"، شكرا للرب. وبقدر ما يوجد لجماهيرنا غير المتعلمين تقاليد وجمل قديمة روحية، تذكر "بالشرق"، ينبغي اشفاؤهم منها. ومع أننا ننشغل في هذا في كل مدرسة معقولة، وبهذا ايضا تنشغل بعناية وبنجاح خاص الحياة نفسها.

"نسير نحن الى بلاد اسرائيل، بداية، من اجل راحتنا القومية، وثانيا – كما قيل "كي نوسع حدود اوروبا حتى الفرات". بتعابير اخرى، كي نكنس من بلاد اسرائيل وبشكل جذري بقدر ما يدور الحديث عن اليهودية التي فيها في الحاضر والمستقبل، كل آثار "الروح الشرقية". وما يتعلق بالعرب الذين في بلاد اسرائيل، فهذا شأنهم؛ ولكن اذا كان بوسعنا أن نصنع لهم جميلا، فهذا هو جميل واحد: ان نساعدهم هم ايضا على التحرر من "الشرق".

"وبقدر ما يتعين علينا، على مدى الفترة الانتقالية، ان نعيش في بلاد اسرائيل في محيط مشبعة بروائح "الشرق"، سواء كان هذا محيطا عربيا أم يهوديا لامناء اسرائيل، فاننا نوصي بذات الحركة، التي يفعلها كل واحد منها عندما يمر في الشوارع "الشرقية" الضيقة لاسطنبول، القاهرة أو القدس: ان نطوي السترة كي لا تغطى بالغبار وأن ننظر جيدا اين نضع القدم. ليس لاننا يهود؛ وليس حتى لاننا من اوروبا، بل ببساطة لاننا بشر حضاريون".

من هو الذي كتب هراء كهذا؟ أهو مبايي نذل؟ كيبوتسي متعالٍ؟ رجل ميرتس وقح؟

ليس بالضبط. زئيف جابوتنسكي هو الذي كتبه. الاب الروحي، الايديولوجي، المفكر، السياسي لـ "حيروت"، بيغن، بيبي، "ماحل" ("مبادىء توجيه لمشاكل الساعة"، معهد جابوتنسكي، صفحة 91).

ودرء للشك، فان جابوتنسكي لم يكن عنصريا. ولا حتى ملغرام واحد من العنصرية كان فيه – ينبغي الاطلاع على كتاباته كي نفهم ذلك. صحيح أنه كان قوميا متزمتا، ولكنه كان ليبراليا مطلقا ومؤيدا شديدا للثقافة الاوروبية ("الثقافة" كمنظومة من القيم الاساسية، انماط الحياة، سلم الاولويات، مكانة المرأة، مكان الدين). لقد كان هذا هو جذر ضغينته نحو الهلال الخصيب. ليس العرق، ليس القومية، ليس الطائفة. فقط القيم والعادات.

يئير جربوز هو الاخر ليس عنصريا. ولا حتى ملغرام واحد من العنصرية يوجد فيه. هو ايضا، مثل جابوتنسكي اغضبته ذات الأمور: المعتقدات الخرافية، عبادة الموتى. جعل التافه اساسيا والاساسي تافه. ومن يولي هذه المقاييس الهزيلة بطوائف الشرق بالذات هو هو العنصري. وهو ايضا الجاهل، وذلك لان هذه منتشرة في معظم طوائف اسرائيل.

الجدال بين منظومة القيم المنسوبة لاوروبا (التسامح، المساواة، العلمانية، حرية العقل والعلم)، وبين منظومة القيم المنسوبة للهلال الخصيب (الشوفينية الرجولية، التزمت الديني، الانغلاق والقدرية)، هو جدال مرير، ولكنه شرعي. ومحاولات اغلاق افواه المتجادلين بتهم مدحوضة من العنصرية ليست الا تلاعبا سياسيا انتهازيا.

ولكن استنتاجا واحدا يستخلص بوضوح من أحداث حملة الانتخابات هذه: لو كان جابوتنسكي حيا اليوم، لكان ركل بقدم فظة الى اطراف المعسكر الصهيوني، اقتلع من مناهج التعليم واضطر الى الحذر الشديد عند فتحه الباب لغريب يحمل البيض.