خبر : إنهم مخيفون \ بقلم: نوريت كنتي \ معاريف

الثلاثاء 24 مارس 2015 01:38 م / بتوقيت القدس +2GMT



          الطلب من وسائل الاعلام بمحاسبة النفس تحول في الايام الاخيرة الى موضة. سأقترح هنا عددا من الجهات التي عليها أن تقوم بمحاسبة النفس ولكن بطريقة مختلفة. شخص من المحللين واصحاب الرأي الذين هاجموا وسائل الاعلام واليسار والتل ابيبيين والمنعزلين، لم يقم بشملهم في دعوته. اذا نجح نتنياهو بفضل غربوز أو بسبب تعالي اليسار أو وسائل الاعلام أو حملة التخويف فان ذلك ليس له علاقة لأنه كانت هناك حملة تخويف.

          رئيس الحكومة استغل عدم رفض أحد اجراء مقابلة معه، واستغل دقائق البث الكثيرة ليس لطرح حلول للمشاكل ولكن من اجل التخويف من اليسار والعرب. ليس الهدف هو الجملة المعروفة "داعش، حماس وايران" حيث أن هذه مشاكل موضوعية قائمة ومن المشروع التحذير منها، وحتى التعهد بمعالجتها بصورة أفضل من الآخرين.

          ومن المشروع ايضا التوجه باستخفاف الى "تسيبي وبوجي". إن ذلك يتضمن داخله الكثير من التعالي وحتى الشوفينية، لكنه أمر مشروع طالما أن الاثنين يُعدان أنفسهما لرئاسة الحكومة. من المنطقي والمسموح مهاجمة المرشح، وفي هذه الحالة ليس هناك شك أن المرشح المهاجم أكثر كان بالتحديد رئيس الحكومة وليس واحدا من معارضيه. ايضا لجان عمال وليكوديين متحمسين وليكوديين سابقين قاموا بذلك.

          لكن ليس من المشروع سلب الشرعية من جمهور كامل، ليس من المشروع تحويل نحو مليون مصوت يصوتون لغير صهيونيين (المعسكر الصهيوني وميرتس)، والتحريض ضد مليون ونصف مصوت (المعسكر الصهيوني وميرتس والقائمة المشتركة). ليس من المشروع الكذب على من نريد صوته والقول له إن هناك خطر على حياته لأن "العرب على الجدران". هذا ليس فقط الفيلم القصير الذي يسير فيه العرب الى الصناديق بجموعهم كدبابات سورية في حرب يوم الغفران، تلك سيارات سارت في معاقل الليكود ودعت المصوتين للخروج لانقاذ الدولة من أيدي العرب.

          ليس داعش وحماس وايران بل مواطني الدولة. فعليا 20 بالمئة منهم. منهم الصيدلي والطبيب والممرضة والمقاول وعامل التنظيف. هم الخطر، وهم اولئك الذين أدت الحكومة السابقة الى توحيدهم وتعزيز قوتهم السياسية، واليسار، رغم أنه قال إن حكومات اليمين فقط تخلت عن مناطق، وصف بأنه معادٍ للصهيونية. واضح للجميع أن كل ما يريده المعسكر الصهيوني هو الصعود الى الحكم من اجل تسليم ارض اسرائيل للعرب.

          من الغريب أن أحدا لم يطلب من الحزب الحاكم بأن يقوم باجراء محاسبة للنفس على التنديد الخفيف، اذا حصل بالفعل، بالظواهر العنصرية العنيفة ضد العرب ونشطاء اليسار. من المثير أن شخصا لم يدعُ الحزب الحاكم لاجراء حساب للنفس على التنديد باليسار الذي هو حزب ديمقراطي عالمي كفكرة غير شرعية. من المثير أنه حتى اشخاص يعتبرون أنفسهم يمين ويؤمنون بحل الدولة الواحدة، فيها العرب والفلسطينيون خلف الخط الاخضر يكونون متساوي الحقوق - حتى هؤلاء لم يدعوا الى اجراء محاسبة للنفس. ومثير في الأساس أن شخصا لم يدع لمحاسبة النفس أو اعطاء اجابة للناخبين حول ماذا سيحدث في اليوم التالي.

          بعد نجاحهم في اخراج الجماهير الى الصناديق للدفاع عن القدس من عرب اسرائيل، ماذا سيحدث بعد عشرين، ثلاثين أو اربعين سنة، بعد أن ألغي خلال الحملة حل الدولتين، وبقي احتمال الدولة الواحدة – عندما يتحرك العرب بجموعهم الى الصناديق ويحصلون ليس على 13 بل على 20، 30 أو 40 مقعدا.