وسيستند الائتلاف الجديد الى وعد نتنياهو في الا تقوم دولة فلسطينية والا تنسحب اسرائيل من المناطق. ويبشر تحذيره العنصري في يوم الانتخابات من "كميات هائلة من المقترعين العرب يأتون الى الصناديق "بان حكومته القادمة ستواصل بل وستشدد الخط المناهض للديمقراطية للحكومة السابقة؛ ستسعى الى استكمال تشريع "قانون القومية" الذي توقف في الكنيست المنصرفة"، وستعمل على تقييد حرية التعبير ونشاط منظمات حقوق الانسان، التي عرضها نتنياهو كمتآمرة ومتعاونة مع العدو. كما أن من المتوقع لاعمال القمع و "تطهير اليساريين" في المؤسسات الاكاديمية والثقافية المتعلقة بالتمويل الحكومي، مثلما شهد تدخل نتنياهو في لجان التحكيم لجوائز اسرائيل. كما ستتعاظم الملاحقة والمضايقة لطالبي اللجوء الافريقيين.
في هذه الظروف بالذات، محظور على المعسكر الديمقراطي أن يغرق في الحزن والاكتئاب في اعقاب الهزيمة النكراء في الانتخابات. هذه لحظة طواريء، وكل من يهمه انقاذ الفرصة للسلام مع الفلسطينيين، الحفاظ على حقوق الاقلية، حرية التعبير واستقلالية الجهاز القضائي ملزم بان يتجند ويرفع العلم حيال نتنياهو، نفتالي بينيت، افيغدور ليبرمان، يريف لفين وميري ريغف.
ان ازالة امكانية حكومة وحدة عن جدول الاعمال تلقي بمهامة قيادة الكفاح البرلماني والجماهيري ضد حكومة اليمين المتطرف برئاسة نتنياهو على اسحق هرتسوغ بصفته رئيسا للمعارضة. وسيكون هرتسوغ مطالبا برص صفوف المعسكر الديمقراطي وعرض جدول أعمال بديل للقومية المتطرفة، للعنصرية وملاحقة الاقليات من الليكود المعزز وشركائه السياسيين. فليست الكياسة وضبط النفس اللذين ابداهما في حملة الانتخابات مناسبتين للحظة الطوارىء الحالية. سيتعين عليه أن يتعاون مع ايمن عودة، زعيم القائمة المشتركة التي نالت انجازا مثيرا للانطباع في الانتخابات، مما يعد بالانطلاق الى كفاح جماهيري من أجل المساواة في الحقوق للاقلية العربية.
مسؤولية كبيرة ملقاة ايضا على رئيس الدولة رؤوبين ريفلين. فصوته العالي والجلي من اجل الديمقراطية والمساواة للمواطنين العرب حيوي اكثر من أي وقت مضى، كوزن مضاد لسكرة الانتصار لرفاقه السابقين في اليمين. ان مقر الرئيس بقيادته يتبين كقلعة امل وتنور في ظلام ائتلاف المستوطنين والقوميين المتطرفين. مهم الا يخبو نوره.
*


