خبر : ديمقراطية إسرائيل وفوضويتنا ...بقلم: م. عماد عبدالحميد الفالوجي

الأربعاء 18 مارس 2015 12:10 م / بتوقيت القدس +2GMT
ديمقراطية إسرائيل وفوضويتنا ...بقلم: م. عماد عبدالحميد الفالوجي





ليس عيبا أن نرى الحقيقة على الأرض ، وليس من العقل أن نتقن فن الشتم والاستخفاف بعدونا ، مع إدراكي صعوبة الحديث أو المقارنة بين حالنا الفلسطيني الداخلي وكيفية صناعة السياسة لدينا وعلاقاتنا الداخلية وكيف نتعامل مع اختلافاتنا مع الوضع الداخلي لعدونا الذي يحتل أرضنا ويستبيح مقدساتنا ولا يعترف بالحد الأدنى من حقوقنا ، ولكن هذا العدو يثبت لنا وللمجتمع الدولي انه متفوق علينا بالرغم من ظلمه وعدوانه في قضايا كثيرة لم تعد خافية على أي مراقب يتمتع بالحد الأدنى من الموضوعية .
الحق لا ينتصر لمجرد أن أصحابه على حق ، والباطل لا ينهزم لمجرد أن أتباعه على باطل ، لأن الحق إن لم يكن يسانده قوة في الطرح وإسناد على الأرض وابداع في الإدارة تحول الى حق ضعيف لا يلتفت إليه أحد وأصبح مع تكرار ضعف وغباء أصحابه " باطل " ، والباطل عندما يكون في أيدي دهاة الفعل والتخطيط وأبداع في إدارته وتحسين وجهه واستغلال غباء أهل الحق أصبح هو " الحق " الذي يحترمه الكثيرون الذين يؤمنون بما يرون على الأرض وليس فقط ما يسمعون .
الكيان الإسرائيلي لكل مدقق لوضعه الداخلي يندهش من حجم الخلافات الداخلية لديهم في كل شيء بين المتدينين والعلمانيين ، والخلاف داخل كل منهما واصبح هناك يمين ووسط ويسار ، ويمين الوسط ، ويسار اليمين ، ولكل نظرية لديهم مؤيدين ومعارضين ، وكل مسئول لديه ملف من الاتهامات المختلفة ، ولكن مع كل ذلك وضعوا قانون يحكم تلك الخلافات وحددوا هدف عام لهم جميعا وهو " خدمة دولة إسرائيل وشعب إسرائيل " ، ونجحوا في استغلال خلافاتهم واستخدامها لتكون قوة بأيديهم ، ولم يسمحوا للخلافات أن تستخدمهم .
أما نحن " أصحاب الحق " فراقبوا كل ما يدور حولنا نتحرك في كل الاتجاهات دون خطة أو هدف متفق عليه ، كل حزب أو جماعة أو فرد له خطته الخاصة وهدفه الخاص ، لا نؤمن بأي وسيلة جامعة ، كفرنا بكل القوانين والنظم وحطمنا كل شيء يجمعنا ، كل فريق يدعي أنه صاحب الحق المطلق وغيره صاحب الباطل المطلق ، لم نعد نملك القدرة على سماع الآخر وأصبحت الفوضى هي سيدة الموقف ، فوضى سياسية واقتصادية واجتماعية وحتى الفكرية .
لنراقب البرامج الانتخابية للأحزاب الإسرائيلية خلال حملتها الانتخابية وأين التركيز فيها تجد الإجماع على كيفية خدمة شعبهم في النواحي الاقتصادية والاجتماعية وتطوير العمل والنهوض بالأسرة وحل مشاكلها والقضاء على البطالة ونصرة العلم وتحقيق الأمن لكل مواطن ،، والناحية الأقل اهتماما هو التنظير السياسي والصراخ الفاضي .
أما عندنا فالغالبية يتكلمون في السياسة والقضايا العامة الخارجية ، وقلما تطرق حزب الى كيفية تحسين الحياة لشعبنا ووضع الحلول لكل ما نعانيه من أزمات داخلية بل ويفتقد الجميع الى طرح الحلول لأي شيء .
انا أعرف ان المقارنة صعبة والكلام فيها يطول ، وقد يغضب البعض الذين لا يرغبون رؤية الواقع على صعوبته ، ولكن كان لابد من كلمة لعل بعضنا يصحو ويلتفت الفرصة لإصلاح حالنا ، لأن إخواننا الفلسطينيين في الداخل ضربوا مثلا في وحدتهم وأثبتوا أننا نملك القدرة على التغيير عندما نستشعر بالخطر ، وأنه لازال هناك أمل .
*رئيس مركز آدم لحوار الحضارات
www.imadfalouji.ps