جاءت النتائج الأولية وشبه الحقيقية للانتخابات الاسرائيلية في السياق الموضوعي المتوقع بعيدا عن امال المراهنين علي سقوط مدو لنتنياهو مره بتهمة الفساد ومرة باعتقاد الفشل في ملف التسوية مع الفلسطينيون او حتي لادعاء فشله في العدوان علي غزة رغم غياب الفوارق الجوهرية بين البرنامج السياسي للحزبين الكبيرين المتنافسين في اسرائيل إلا ان هناك من كان يراهن علي سقوط نتنياهو او علي الأقل تراجعه وتصعيب الخيارات أمامه لتشكيل الحكومة القادمة .
ولكن يبدو ان هناك من الفلسطينيون ما زال يؤمن ان المشكلة في الأحزاب الاسرائيلية وبرامجها لتأتي هذه الانتخابات لتثبت ان المشكلة في المجتمع في اسرائيل الذي انحرف بشدة تجاه اليمين وتجاه التطرّف وأعطى نتياهو فرصة جديدة وسهلة لتشكيل حكومة يمين متطرف وفي احسن الاحوال يمين وسط تملك نفس البرنامج السياسي وبالتالي النتائج ستكون واحدة تحمل جمودا سياسيا في ملف التسوية وحملة شرسة لتعطيل توقيع الاتفاق النووي بين الغرب وإيران وتحشيد القوات لعدوان جديد علي جوار اسرائيل سواء في فلسطين او لبنان او سوريا وربما غيرها اضافة الي تعظيم الاستيطان وتهويد القدس والنقب ومنع قيام الدولة الفلسطينية.
ان نتائج الانتخابات باستثناء فوز القائمة المشتركة بالمركز الثالث في الكنيست وحصولها على ١٣ مقعدا وقدرة ميرتس علي تجاوز نسبة الحسم والفوز بخمسة مقاعد تصب في مصلحة القوى الصهيونية اليمينية والمتطرفة حتى مقاعد التكتل الصهيوني وهناك مستقبل جاءت لبرامج لا تبتعد كثيرا عن برنامج الليكود فيما يخص الصراع العربي الاسرائيلي ان جاز استخدام هذا المصطلح اصلا انتهت الانتخابات وفازت الكراهية في اسرائيل وربما تشكيل نتنياهو للحكومة هو الأفضل للفلسطينيين لانه يُبين الوجه الحقيقي لدولة الاحتلال دولة عنصرية مارقة علي القانون الدولي يحكمها قتلة ومجرمين .
ولكن هذا يحتاج من الفلسطينيين الي وقفة مع الذات وإغلاق ملف المراهنات علي ان تغيير قيادة اسرائيل قد يؤدي الي اعادة إطلاق المفاوضات من جديد اسرائيل كل اسرائيل لا تريد سلاما يكلفها ثمن بينما تواصل احتلالا لا يكلفها اي ثمن فإذا أردنا ان تغير اي حكومة إسرائيلية سياساتها يجب ان نعرف كيف نجبرها علي ذلك بان تدفع أثمانا قاسية وكبيرة لاستمرار الاحتلال.


