غزة / سما / أكد القيادي البارز في حركة حماس، والمستشار السياسي السابق لرئيس حكومة غزّة السابقة إسماعيل هنيّة، أحمد يوسف، أن القضاء المصري غير نزيه، لافتاً إلى أن المحكمة المصرية التي قضت باعتبار حركة حماس، منظمة إرهابية، هي محكمة أمور مدنية مستعجلة، وليست صاحبة الاختصاص في البت بمثل هكذا قضايا.
وأضاف في حوار مع الوطن القطرية: «القرار السياسي هو الذي يحكم طبيعة أي علاقة للدولة مع أي أطراف أخرى، هذه محكمة أمور مدنية مستعجلة، من المفترض قضاياها محلية، وليست قضايا ذات علاقة بالسياسات الخارجية للدولة، بالتالي ربما يكون لهذا القرار إشارات سياسية معينة».
وعن توقيت القرار، لاسيّما وأن ذات المحكمة اتخذت قراراً مماثلاً قبل نحو شهر بحق الجناح العسكري لحماس، قال يوسف «للأسف هم يريدون أن يوصلوا رسالة للأوروبيين بأن هذه حماس ليس فقط عند الأميركان أو الأوروبيين تعتبر إرهابية، أيضاً عندنا نحن في العالم العربي نعتبرها إرهابية».
وتمنّى القيادي يوسف، أن تُكسر حالة الانسداد الموجودة الآن في العلاقة التي تحكم حماس والقاهرة، مُضيفاً: «نحن مقبلون تجاه مصر، ومستعدون لأن نتعامل بكل ما تريده مصر، بما يحفظ أمن واستقرار سيناء؛ لأنه يهمنا أن تبقى مصر مستقرة، ولا نريد أن يجري في مصر ما جرى في سوريا أو ليبيا؛ لأن هذا كارثة إضافية على الحالة الفلسطينية، وإضعاف لقدرات شعبنا وإمكانياته، لكن للأسف هم يحاولون أن يحشرونا في الزاوية، وكأننا طرف في كل ما يجري».
وبخصوص تداعيات القرار المصري على مفاوضات التهدئة بين المقاومة الفلسطينية والاحتلال، التي ترعاها مصر، ولم تستكمل بعد، استبعد القيادي في حماس أن يؤثر هذا القرار على ملف المفاوضات، ورعاية مصر له، مؤكداً أن ثمّة اتصالات ما زالت جارية بين المصريين وقيادات حركة حماس.
وقال: «الأخوة في مصر، خاصة جهاز المخابرات الذي يتعامل مع حركة حماس غير معني بتصعيد التوتر مع الحركة؛ لأننا نحتاج بعضنا البعض، وما زال بيننا ملفات كثيرة من ضمنها ملف التهدئة مع الاحتلال، وما زال المصريون هم الطرف الأساس في قضية الحفاظ على التهدئة.. ما زلنا نثق أن لمصر دورا كبيرا، وليس بالإمكان التخلي عن دورها».
وتوقع يوسف، أن تعود علاقة حركة حماس بمصر في المستقبل بشكل أقوى من السابق، لافتاً إلى أن استفزازات بعض مؤسسات الإعلام المصري لحركة حماس ستجد ردوداً من قبل الشارع الفلسطيني الذي لن يصمت عليها، خاصة وأنها تستهدف المقاومة وغزّة بشكل أساسي.
وذكر أن هناك شواهد وأدلة تثبت تورط بعض قيادات السلطة الفلسطينية، وحركة فتح، في حملة بعض مؤسسات الإعلام المصري بهدف شيطنة حركات حماس في الشارعين الفلسطيني والمصري، لنزع مكانتها الأخلاقية والسياسية.
في السياق، استبعد يوسف أن تقوم مصر بضرب أهداف تابعة لحماس في قطاع غزّة، كما تروّج بعض وسائل الإعلام الإسرائيلية، قائلاً إنه: «لا يُمكن لمصر أن تحمل في تاريخها مثل هذا العار». وفي ما يلي نص الحوار:
بداية.. كيف تقرأ قضاء محكمة مصرية اعتبار حركة حماس منظمة إرهابية.. وما هي أبعاد وتداعيات هذا القرار؟
- بشكل عام، في مصر والمنطقة العربية، يبقى القرار السياسي هو الذي يحكم طبيعة أي علاقة للدولة مع أي أطراف أخرى، هذه محكمة أمور مدنية مستعجلة، من المفترض قضاياها محلية وليست قضايا ذات علاقة بالسياسات الخارجية للدولة، بالتالي ربما يكون لهذا القرار إشارات سياسية معينة، بمعنى أن الحكومة أو الدولة أوحت للقضاء بشيء معين؛ لأن القضاء في مصر غير نزيه، وهو أمر ملاحظ، وقضية لا يختلف عليها اثنان، بالتالي ربما تكون بواعث القرار سياسية، ووجدت قناة معينة وهي القضاء لإشاعة هذه المسألة، ومحاولة خلق أجواء لاستمرار حملة استهداف حركة حماس؛ لأن الشعب المصري أعتقد أنه شعب عاطفي رغم ما يكنّه من احترام كبير لحركة حماس والقضية الفلسطينية، لكن بسهولة يمكن استثارته بطريقة أو بأخرى، والإعلام المصري للأسف ليس نزيهاً، ويفتقد لمهنيته وحياديته، لكن تبقى أعماق المصريين تنظر لفلسطين والقضية الفلسطينية باعتبارها قضية الأمة، ولا يمكن لمثل هذه المحاولات «غسل الدماغ» للشارع المصري أن تنجح، لذلك يُمكن غداً في أي عملية عسكرية ضد قطاع غزة تجد كل العالم يقف نصرة لحركة حماس، وللقضية الفلسطينية، فنحن بصراحة لأن المستوى السياسي الرسمي المصري لم يعلق على المسألة، وهناك اتصالات بشكل أو بآخر مع المصريين، نحن طوينا الذكر، صحيح أن ردة الفعل في الشارع الفلسطيني كانت قوية، وهذا الاستفزاز حرك عواطفها، وعبرت عن استنكارها وتنديدها لمثل هذه القرارات، لكن في النهاية نحن نأمل ألا تفسد طبيعة الود الذي بيننا وبين المصريين مثل هذه وسائل الإعلام الرخيصة في مصر، والتي تُسيء للحالة الفلسطينية بشكل أو بآخر، ونأمل من إخواننا هنا في غزة ألا يصعدوا بطريقة يمكن أن تعمل على تخريب العلاقة بيننا وبين الدولة المصرية.
هذا القرار يأتي بعد شهر واحد فقط من قرار مماثل بحق الجناح العسكري لحماس.. كيف تفسر ذلك؟
- لا، هو من باب إبقاء القضية حية، أنت تعرف أنه في هذا الشهر من المفترض أن تأخذ محكمة العدل الأوروبية قراراً في ما يتعلق بمسألة إبقاء حركة حماس على قائمة الإرهاب أو اعتماد ما أقرته المحكمة الأولى برفع الحركة عن قائمة الإرهاب، فللأسف هم يريدون أن يوصلوا رسالة للأوروبيين بأن هذه حماس ليس فقط عند الأميركان أو الأوروبيين تعتبر إرهابية، أيضاً عندنا نحن في العالم العربي نعتبرها إرهابية، بالتالي القرار كان صادما بالنسبة لنا، والتوقيت غير مناسب على الإطلاق، وشعرنا من القرار بمحاولة إيصال رسالة للأوروبيين بأن «انتبهوا حماس حركة إرهابية حتى عندنا في مصر»، وهم دولة جوار لنا، وأقرب الناس إلينا، وما يجمعنا بمصر كبير جداً رغم ما صدر.
هل يُمكن القول إن مثل هذا القرار يعبر عن سياسة النظام المصري الجديد تجاه حركة حماس؟
- نحن نأمل أن نكسر حالة الانسداد الموجودة الآن في العلاقة، من يوم ما جاء هذا النظام المصري الجديد وكل قراراته استفزازية تجاه حركة حماس، وبعض الممارسات التي تمت الهدف منها هو كسر شوكة المقاومة، وكسر هيبة الحكومة وإظهارها بمظهر العاجز عن القيام بعمل أي شيء، رأينا مثلاً إغلاق معبر رفح لأشهر، ليس هناك أي مبرر لإغلاق معبر رفح لأشهر طويلة، وتبقى الناس تُعاني وتستنزف بشكل أو بآخر، وكأننا نعيش داخل كهف وصّدت كل أبوابه بحيث أصبحنا غير قادرين على أن نتنفس.. الهدف قتل الحالة الفلسطينية، وقتل حالة العزة والكبرياء التي شعرنا بها بعد تصدينا للعدوان الإسرائيلي، وقدرتنا على أن نوقف زحفه تجاه إعادة احتلال قطاع غزة، بالتالي أحياناً مثل هذه المواقف المصرية تصبح غير مفهومة بالنسبة لنا، ما الهدف من ورائها؟، نحن مقبلون تجاه مصر، ومستعدون لأن نتعامل ونتعاطى بكل ما تريده مصر، بما يحفظ أمن واستقرار سيناء؛ لأنه يهمنا أن تبقى مصر مستقرة، ولا نريد أن يجري في مصر ما جرى في سوريا أو ليبيا؛ لأن هذا كارثة إضافية على الحالة الفلسطينية، وإضعاف لقدرات شعبنا وإمكانياته، لكن للأسف ها هم يحاولون أن يحشرونا في الزاوية، وكأننا طرف في كل ما يجري، سواء حركة احتجاج في مصر، أو ما يجري في سيناء من اختراقات أمنية، أو مواجهات مع تنظيم بيت المقدس أو داعش، هذه كلها قضايا لا علاقة لنا بها، وسبق أن قلنا للأخوة المصريين وجهاز المخابرات المصري إننا مستعدون للتعاون والتنسيق الأمني؛ لأن استقرار سيناء مصلحة وطنية فلسطينية، ومصلحة أمنية لنا أيضاً؛ لأن انفلات الحالة السياسية وخروجها عن السيطرة يعني كارثة للحالة الفلسطينية، وإساءة لنا كتنظيم حركة حماس، وهذا سيعقد أمورنا بشكل كبير جداً.
ما تداعيات هذا القرار على مفاوضات التهدئة التي لم تُستكمل بين المقاومة والاحتلال في القاهرة، خاصة وأن حماس جزء أساسي من فريق التفاوض؟
- لا أعتقد ذلك، الأخوة المصريون ما زالوا على علاقات معنا، وعلى تواصل بشكل أو بآخر، والآن وفد حركة الجهاد الإسلامي في مصر يجري اتصالات ووساطة، وما زالت المبادرة مطروحة، وهناك أخذ ورد على المبادرة.. أعتقد أن الأخوة في مصر، خاصة جهاز المخابرات الذي يتعامل مع حركة حماس غير معني بتصعيد التوتر مع الحركة؛ لأننا نحتاج بعضنا البعض، وما زال بيننا ملفات كثيرة من ضمنها ملف التهدئة مع الاحتلال، وما زال المصريون هم الطرف الأساس في قضية الحفاظ على التهدئة، ولا يوجد أطراف جديدة دخلت على الملف حتى نقول إن الطرف المصري خرج منه، ما زلنا نثق أن لمصر دورا كبيرا، وليس بالإمكان التخلي عن دورها.
لماذا لم تُستكمل مباحثات التهدئة الأخيرة حتى الآن؟
- نحن نقدر الأوضاع المصرية، والتوترات الداخلية، أيضاً هذا النوع من الاحتقان في العلاقة مع حركة حماس، لجميع ما سبق، إضافة إلى أن الجبهة هادئة، وها هم الأخوة في حركة الجهاد الإسلامي يحاولون فتح الملف من جديد باعتبار أننا خرجنا منه دون أن نغلقه، وهو قابل للتطورات، ولا نريد أن تكون مصر غائبة عن طرف الوساطة في ما يتعلق بملف العلاقة مع الاحتلال.
لكن بعض قيادات حركة حماس قالت سابقاً إن القاهرة لم تعد وسيطاً نزيهاً في هذه المفاوضات!
- هذه ردات فعل عاطفية؛ لأن القرار كان صادما بالنسبة لنا، وشعرنا بأن هناك أزمة في مصر ويريدون تصديرها علينا في قطاع غزة، لكن في النهاية تبقى مصر الدولة الشقيقة والعزيزة علينا، ونتمنى أن تستقر أوضاعها، ويكون هناك جهود لإيجاد مصالحات مع كل الدول المهمة في المنطقة، ونأمل أن يلعب الوضع الجديد في السعودية مثل هذا الدور، ونحن معنيون بأن يكون هناك تصالح مع قطر وتركيا، فهذه الدول بالنسبة لنا مهمة، وأن تبقى حاضنة للقضية الفلسطينية، وأن يكون بينها تنسيق استراتيجي في ما يتعلق بإدارة شؤون المنطقة، والتصدي ومواجهة الاحتلال الإسرائيلي، الذي يعتبر عدولا لكل هذه الأطراف، ولا زالت عقيدة الجيش المصري تعتبر أن الاحتلال الإسرائيلي هو العدو الأساسي وليس حركة حماس، لأننا في النهاية جزء من هذا الحضن العربي.
ما مستقبل العلاقة المتوترة أصلاً بين حماس ومصر بعد هذا القرار؟
- على المستوى الشخصي غير قلق على مستقبل علاقة حماس بمصر، ستعود هذه العلاقة في النهاية، وتكون بدرجة من المتانة أكبر مما كانت، لكن الاستفزازات الإعلامية المصرية تجد لها ردات فعل عاطفية من الجانب الفلسطيني، لذلك أي إساءات للمقاومة تنعكس سلباً على مصر إذا صدر من مصر إساءات ضد المقاومة، وكأن من يُسيء يُسيء لمصر ودورها في المنطقة ومكانتها.. نحن نأمل أن تبقى مصر على مكانتها، ونحن مستعدون لأي تنسيق وتعاون في ما يتعلق باستقرار الأوضاع الأمنية في سيناء، لكن هذا يحتاج إلى خطوة من الجانب المصري، نحن بذلنا كل الجهد المطلوب، الكرة الآن في الملعب المصري إذا كانت الحكومة تنوي أن تتحرك تجاه المصالحة.
هل يُمكن أن يؤثر هذا القرار بطريقة أو بأخرى على باقي فصائل المقاومة الفلسطينية؟
- لا أعتقد ذلك، كل فصائل العمل الوطني الفلسطيني نددت بهذا الموقف واستنكرته، وقالت إنه يجب على مصر أن تعيد النظر في مثل هكذا قرارات؛ لأن ما ينطبق على حماس ينطبق على الآخرين، حركة الجهاد الإسلامي مثلاً موجودة الآن في مصر، وهي تتحرك، فما الفرق بين حماس والجهاد؟.. أعتقد أن القضية سيتم طيها بشكل أو بآخر تدريجياً، ولن نسمع في المستقبل أن حركة حماس موجودة على قوائم الإرهاب المصرية، لأن هذه قطيعة سياسية كبيرة أعتقد أنه ليس في وارد مصر أن تتخلى عن أكبر فصيل مقاوم فلسطيني، وأكبر فصيل سياسي أيضاً، حتى في الانتخابات القادمة حماس سيبقى لها حضور واسع وكبير داخل الساحة الفلسطينية.
هل تعتقد أن للسلطة الفلسطينية دورا في التحريض الإعلامي المصري ضد حماس كما تقول الأخيرة؟
- نعم؛ لأن هناك أدلة وشواهد بأن هناك جهات معينة في رام الله معنية بتوتير العلاقة مع مصر وتعقيدها بالدرجة التي تصل بأن تُوضع الحركة على قوائم الإرهاب، لا شك أن هناك جهات معنية باستمرار هذا التحريض وشيطنة حركة حماس لنزع مكانتها الأخلاقية والسياسية من وجدان الشارع الفلسطيني.
يُثار حديث إعلامي حول احتماليّة ضرب الجيش المصري لغزة.. ما رأيك؟
- أستبعد ذلك كليّاً، لا يُمكن لمصر أن تحمل في تاريخها مثل هذا العار، نرى أن بعض المواقع الإسرائيلية تتحدث عن هذا الأمر وتنقل تصريحات لبعض الجنرالات الإسرائيليين بأن قرار وضع حماس على قائمة الإرهاب بمصر هو تهيئة للأجواء لضرب غزة، لكن أنا أقول لك إن هذا يكون مسبة وعارا في تاريخ مصر إذا فعلاً قامت مصر بأي عمل تستهدف فيه المقاومة الفلسطينية.
في ظل التحركات التي تجريها حركة الجهاد الإسلامي في مصر لتطويق الأزمة وحل مشكلة معبر رفح، هل تتوقع أن تغير مصر سياستها تجاه القطاع؟
- أنا أعتقد أنه آن الأوان لأن يتم إيجاد مخرج لمعبر رفح، لأن هذا معبر دولي، ربما مصر تتلقى عبر الأمم المتحدة ومنظمات حقوقية دولية نداءات لفتح المعبر؛ لأن هذا يُمثل خطيئة بحق مسائل إنسانية، هناك ناس تموت، ناس معلقة مصالحهم بالخارج لا يمكن إغلاق المعبر بهذا الشكل.. وطالما أن مصر أبدت ليونة وقبلت بوساطة الجهاد الإسلامي، أعتقد أنه آن الأوان لإنهاء قضية المعبر المغلق.
كثير من المتابعين والمحللين يبدون تخوّفاً على مستقبل حركة حماس سواء في المقاومة أو حتّى العمل السياسي، وهذه المخاوف نتيجة لتجارب حركات إسلامية أخرى، وكذلك أيضاً نتيجة الواقع العربي والإقليمي الذي دخل في منحنيات أخرى.. ما جديّة هذه المخاوف.. وكيف لحماس أن تنأى بنفسها عن ذلك؟
- كثير من الأخوة الكتّاب والمحللين داخل الحركة وخارجها يقدمون نصائح بضرورة اتخاذ خطوات معينة بتهدئة العلاقة مع مصر، وإيجاد طرف وساطة يُنهي هذا الاحتقان الموجود في العلاقة، كثير من النصائح يتم دراستها وتعاطيها داخل الحركة، وما نستطيع عليه نفعله، نحن لسنا مُنزهين أو مُبرّئين من كل عيب، الأخطاء موجودة، كل الناس ترتكب أخطاء، طالما أي إنسان يعمل ويجتهد فلابد أن يقع في الخطأ، لكن كيف تُصلح الخطأ ولا تجعله يصبح خطيئة.. أنا أعتقد أن كثيرا من النصائح التي تُقدّم إلينا من النخب الفكرية والفصائلية أحياناً يتم التعاطي معها بشكل أو بآخر، لكن المشكلة أن علاقاتنا الفلسطينية يجب أن يعمل عليها اثنان، ويجب على الرئيس أبو مازن أن يوجد حالة تقارب وانفتاح مع حركة حماس، ونجلس ونتحاور ونخلق أجواء إيجابية لكيفية الخروج من طوق الأزمة والحالة الصراعية الراهنة، وهذا يحتاج لأن يتخذ الرئيس عباس خطوات، حماس أعتقد أنها قدمت خطوات كثيرة، لكن مطلوب من الأخ الرئيس أبو مازن، أو حركة فتح، أن تتخذ خطوات في الاتجاه الصحيح، حتى نستطيع الخروج من المأزق السياسي الراهن، ونقدم إيقاعا مريحا للشارع الفلسطيني، ونحن جاهزون للانتخابات في حال دعا إليها الرئيس.
هل تتوقّع حرباً جديدة ضد قطاع غزّة.. وإلى ماذا يُمكن أن تؤول بالفلسطينيين الأوضاع المتردية في القطاع؟
- على الأقل خلال الشهور الستة القادمة لا أتوقع عدوانا كبيرا ضد القطاع، لكن أعتقد أن هذه عقلية الاحتلال، وهذه الدولة المارقة، والتطرف الإسرائيلي الموجود، والحكومات اليمينية المتشددة، لا أستبعد أن تشن عمليات أو هجمات تستهدف قيادات، أو توجيه ضربات لبعض المؤسسات، وما إلى ذلك، لكن أنا لا أعتقد أن أحدا في وارد التصعيد، لا هنا ولا هناك، لكن إذا كان هناك أي عدوان، أو أي شكل من أشكال العدوان؛ بالتأكيد سيتم الرد على العدوان بشكله، لن نفتعل تصعيدا كبيرا، لكن سيكون الرد بحجم وطبيعة الاعتداء.. غزة ما زالت في وضع مأساوي كارثي، لا يوجد تحركات جدية في موضوع الإعمار، لا زالت الناس تعيش عذابات ما بعد الحرب الأخيرة، وما زالت تعيش فوق الأطلال، وفي مراكز الإيواء، بانتظار أن تأتي المساعدات لإعادة إعمار ما هدمته الحرب، الوضع صعب جداً، وقريب من الانفجار، نأمل أن يتفهم كل طرف أن هذه الحالة لا يمكن السكوت عليها، ولا يمكن أن تستمر، هناك شعب يعاني إلى درجة لا تحتمل، ومطلوب من الجميع التحرك من أجل فك الحصار عن قطاع غزة، وإيجاد متنفس للفلسطينيين للسفر والتجارة مع عمقهم العربي والإسلامي.


