خبر : صور: ولا الخيال ..يابانية تصل غزة لتتزوج فلسطيني رأي الموت بعينيه وخاطر بروحه لأجلها

الثلاثاء 10 مارس 2015 04:06 م / بتوقيت القدس +2GMT
صور: ولا الخيال ..يابانية تصل غزة لتتزوج فلسطيني رأي الموت بعينيه وخاطر بروحه لأجلها



خاص سما / عبدالرؤوف ابو عاصي - هدى بن سعيد / قصة حب من عالم الخيال هي اشبه بالأساطير والروايات ، فلم تختلف قصة الشاب الفلسطيني والفتاة اليابانية برواية روميو وجوليت الشهيرة او قصة قيس وليلى ، فقد عانيا الامرين لتتويج قصة حبهما بالارتباط والزواج .


بداية القصة والتعارف


الشاب عبدالله المغربي 27 عاما درس الاعلام بغزة وهو ناشط فعال على الانترنت لنقل وابراز القضية الفلسطينية وما يعانيه شعبنا جراء الاحتلال الاسرائيلي على ارضنا و يجيد اللغة الانجليزية والتي ساعدته بالتعرف على مناصرين للقضية الفلسطينية ومن خلال نشاطات الشاب عبدالله عبر مواقع التواصل الاجتماعي قادته للتعارف على، الفتاة يوكيو اكاإيشي من اليابان التي لم تتوقع ان يكون عبدالله فارس احلامها لبعد الجغرافيا والثقافة بينهما ، ولكن تطورت العلاقة بينهما عبر الانترنت واصبحت من المناصرين والمتعاطفين مع القضية الفلسطينية .

اعتنناقها الاسلام


اعتنقت الشابة يوكي الاسلام على يد عبدالله بعد ان حدثها عن الدين الاسلامي و تعاليمه والقيم النبيلة التي يحملها للمجتمع والمرأة وكافة تفاصيل الحياة فلم تتردد الفتاة يوكيو في اعتناق الاسلام وتحجبت واصبحت تصلي و تحفظ بعض الآيات من القران الكريم وتتعرف اكثر من خلال عبدالله على تعاليم ومبادئ الدين الاسلامي .

حب ومرارة اللقاء
وبعد فترة من التواصل والتعارف بينهما احب عبدالله الفتاة يوكيو واصبح على تواصل دائم معها ولم يخف مشاعره اتجاها وصارحها وطلب الزواج منها وهي ايضا احبته فرأت به الشاب الشجاع الذي يدافع بقوة من اجل وطنه وقضيته ، و لكن هنا تبدأ المشكلة فكيف يتم اللقاء ؟ واين ؟
لم يكن من السهل ان يجتمع عبدالله مع يوكيو فواقع غزة المحاصرة وتوالي الحروب عليها واغلاق كل المنافذ كان حائلا بان يجمعهما ببعض ، ولكن خلال الحرب الاخيرة على غزة خرج عبدالله من غزة عبر معبر رفح الي مصر على ان تأتي ايضا يوكيو من اليابان الي مصر وان يعقدوا قرانهما في مصر وترتيب كافة اجراءات الزواج هناك .


وبالفعل وصل عبدالله القاهرة لكن يوكيو تاخرت كثيرا في الوصول الي مصر واضطر عبدالله بان يغامر بحياته للهجرة للوصول لإحدى شواطئ الدول الاوروبية قبل ان تنفذ مدة اقامته المسموح بها في الاراضي المصرية وان تضيع فرصة اللقاء .


وبالفعل ركب الشاب عبدالله البحر بعد ان تقابل مع احد المهربين في الاسكندرية ودفع له المال لتأمين وصوله لشاطئ ايطاليا حسب الاتفاق ، وهنا بدأت معاناة جديدة مع جشع المهربين وحال السفينة السيئة التي كانوا على متنها ، فاضطرا للمكوث في البحر 16 يوم لكي يكتمل عدد المهاجرين الذين يرغبون بالهجرة الي اوروبا وقد نفذ الاكل والماء منهم بعد يومين من الابحار واضطروا بأن يأكلوا القليل من الخبز العفن المبلل بماء البحر كل يوم ولم يكن هاتف عبدالله يعمل لعدم وجود ارسال في عرض البحر ، وبعد مر الانتظار اكتمل العدد للسفر وامتلأت السفينة بأكثر من العدد المسموح بتحمله لكي تتحقق اطماع المهربين وبدأت في الإبحار لشاطئ ايطاليا.


ولكن ما بدأت رحلة التهريب حتى تعطلت السفينة بسبب اهترائها وعدم قدرتها على المواصلة بسبب تكدس اعداد المهاجرين عليها واصحبت عالقة في البحر ولا منجي لهم غير الله ، وتخلى عنهم المهربين واصحابهم الذين وعدوهم بإرسال سفينة اخرى لهم لكي تنقلهم مرة اخرى او لإرجاعهم الي شاطئ الاسكندرية وتيقن عبدالله انه بأيامه الأخيرة وسيلقي حتفه خلال رحلة الموت .


ولكن في غسق الليل وتلاطم الامواج على السفينة المتواضعة و بعد 21 يوم على التوالي في عرض البحر صادفتهم دورية خفر السواحل التابعة للجيش المصري خلال عمليات التمشيط المعتادة التي يقومون بها في عرض البحر ووقعوا في كمين لخفر السواحل الذي بدوره سحب السفينة الي شاطئ الاسكندرية وانقاذ كل من كان عليها وتواصلوا مع الصليب الاحمر المصري الذي اعتنى بهم لفترة وبعدها تم التنسيق له وللفلسطينيين الذين كانوا على متن السفينة مع السفارة الفلسطينية في القاهرة وترحيلهم الي قطاع غزة .


على الجانب الاخر كانت قد وصلت يوكيو الي مصر متأخرة خلال رحلة عبدالله عبر سفينة الموت وحاولت الاتصال به ولكن هاتفه كان مغلق بسبب تواجده على متن السفينة ،فلم تعرف ماذا تفعل وانهارت واجهشت في البكاء في صالة مطار القاهرة الدولي ولاحظ موظفوا امن المطار الأمر وتواصلوا مع الشرطة والتي بدورها قامت بالتواصل مع السفارة اليابانية في القاهرة وارسلت لها وفد واستقرت بمصر لأيام وعادت ادراجها الي اليابان دون ان تحدث فرصة اللقاء بالشاب عبدالله.


وصل عبدالله الي غزة والاحباط يسيطر عليه بعد ان علم ان يوكيو وصلت الي مصر متأخرة وكانت محاولة فاشلة للجمع بينهم . لم يكن الحظ حليفهما في محاولتهما الاولى ولكن لم يستسلموا للأمر وحاولا مرة اخرى لكي يصنعا المعجزة التي تجمعهما ببعض ، فتواصلت يوكيو بالسفارة اليابانية في فلسطين لكي تصل عن طريق معبر ايرز ولكن كان رد السفارة لها بان غزة غير امنة في هذا الوقت ومن الصعب الدخول اليها وانها خطر على حياتها .

الامل يعود من جديد

يوكيو الفتاة اليابانية تحلت بالصبر والشجاعة ولم تيأس من المحاولة واصرت على النزول الي مصر مع علمها المسبق ان معبر رفح مغلق بسبب الاوضاع الامنية المعقدة في سيناء واستقرت في مصر بمنطقة العريش عند بيت عمة الشاب عبدالله على امل ان يفتح معبر رفح وتستغل فترة فتحه بالدخول الي غزة.
وفتح المعبر بعد طول انتظار وذهبت الي المعبر برفقة ابن عمة عبدالله ولكن ادارة المعبر لم تسمح بان تدخل يوكيو الي غزة بحجة ان لا وجود لكفيل لها او ولي امر بغزة وطلبوا منها ان تثبت بانها متزوجة من الشاب عبدالله لكي يسمحوا لها بالدخول واغلق المعبر مرة اخرى .
حاول عبدالله ان يخرج بحل لهذه التعقيدات فاستشار احد المحامين بغزة كيف ان يتم عقد الزواج بينهما في حال غياب احد الطرفين فاقترح عليه بان يوصي احد من مصر ان يكون كفيلا له وان تتم اجراءات الزواج ويصبح بحوزتها العقد وفي هذه الحالة من السهل ان تدخل يوكيو الي غزة ، وبالفعل اصبح ابن عمة عبدالله كفيله المتواجد في مصر وقد اتما اجراءات العقد والزواج وتم توثيقه من السفارة الفلسطينية في القاهرة ومن الخارجية المصرية وانتظروا لثلاثة اشهر متتالية لكي يفتح المعبر مرة اخرى . وبعد خبر صدور بيان من السفارة الفلسطينية بفتح معبر رفح للعالقين والمغادرين من غزة لمدة يومين فكانت يويكو اول المغادرين للوصول الي معبر رفح للدخول الي غزة وتقديم ما يثبت انها زوجته لكي تلتقي بزوجها التي لطالما انتظرت تلك اللحظات ، وبالفعل قدمت الارواق الثبوتية التي تثبت بان عبدالله زوجها وتم السماح لها بالدخول الي غزة من قبل السلطات المصرية على معبر رفح

لقاء يصعب تصوره

لم يكن من السهل تخيل هذه اللحظات التي يلتقي بها عبدالله بزوجته يوكيو بعد طول غياب وبعد سنين ومعاناة كبيرة، ركبت يوكيو في الحافلة المخصصة بنقل المسافرين من الصالة المصرية الي الصالة الفلسطينية التي كان ينتظرها بها الشاب عبدالله من ساعات الصباح بكل شغف وعلى احر من الجمر ، وينظر الي كل حافلة اتيه من الجانب المصري ويتفقد كل من ينزل منها لعلها تكون فيها وجاءت الحافلة المنتظرة ونزلت يوكيو على ارض غزة ولمحها زوجها عبدالله وصرخ عليهاا وبخطى متسارعة تعانقت اجسادهم وارواحهم وانهارت دموع الفرح من اعينهم وسط دهشة كل المتواجدين في الصالة الفلسطينية . امسك عبدالله بيد زوجته يوكيو وبفرحة غامرة ظاهرة على ملامحهما عادا الي البيت برفقة اصدقاءه واقاربه الذين كانوا متواجدين معه والسعادة لم تفارقهما جميعا طوال فترة الطريق للرجوع الي البيت.

فرحة الاهل والجيران والاصدقاء بقدوم يوكيو

عمت الفرحة والبهجة اجواء بيت الشاب عبدالله وعبرت ام عبدالله بفرحتها الغامرة بقدوم زوجة ابنها بعد انتظار طويل ، الفتاة التي احبوها لحبها لابنهم وشجاعتها بالوصول الي غزة التي لطالما انتظروا مجيئها وحضورها في كنف العائلة ، كما وبارك وهنأ كل اصدقاء عبدالله وصول زوجته سالمة الي غزة بعد معاناة طويلة امتدت لسنين ، الطريف في الامر ان معظم نساء الحارة والجيران جاؤوا مهنئين لعبدالله بقدوم زوجته من الخارج ومرحبين بها في غزة . وهم الان في صدد ترتيب مراسم حفل الزفاف المتعارف عليها ولتتوج علاقة حب من الصعب تصورها ، لتتكلل بالنهاية بالنجاح ، ولكي يثبت شعبنا للعالم اجمع باننا شعب يعشق الحياة والحب تماما كعشقنا للمقاومة والشهادة