ليس هناك يوم أو ساعة تكف فيها وسائل الاعلام باستثناء "اسرائيل اليوم" عن مهاجمة رئيس الحكومة وزوجته. إنهم يجندون كماً هائلا من التبريرات والوقائع والبينات أو مجرد المشاعر، لكن هذه الضربات لا تتوقف فهي مثل النبع المتعاظم.
النتيجة: نتنياهو يتقوى ويضعف بمقعد واحد أو اثنين، لكن الاستطلاعات ما زالت تمنحه الدعم الاوسع لدى الشعب.
حسب الاستطلاعات الاخيرة نصف الشعب تقريبا يتطلع اليه، يصفق له ويتوجه كرئيس للحكومة، المناسب والمرغوب فيه. الاستنتاج: تبريرات جيد وسيء لا تؤثر بكل معنى الكلمة على مشاعر الناخبين. الوقائع مهما كانت ثابتة لا تقلل من قوة التأييد له. فالحديث يدور عن تبريرات عاطفية وتقريبا دينية.
معارضو نتنياهو يستطيعون التلويح بالوثائق وبالشهادات بلا نهاية، وسارة تستطيع أن توصي على أثاث حتى من جزيرة "كمشتكا العليا". ناخبو نتنياهو يقيسونه بمعايير دينية، فهو الحاخام.
لقد سبق وكان بيننا حاخامات فسدوا، وكان هناك من سرقوا واتهموا بتهم جنائية. أكثر من واحد منهم تم وضعه في السجن ولكنهم ما زالوا يُحملون على الاعناق، حيث أن الحديث ليس عن وقائع بل عن مشاعر.
الحملة الانتخابية القادمة ترتكز على ادعاءات واقعية – النقاش مع أو ضد الخطاب في الكونغرس، مع عملية عسكرية أو ضد العملية على حماس أو ايران، بشرط ألا يؤثر هذا على أتباع الحاخام نتنياهو.
عرض البيانات الاحصائية حول ضائقة السكن وحجم الفقر لن يغير شعور نصف مواطني الدولة حسب الاستطلاعات، لأن نتنياهو هو الملك وهو الكاهن الأكبر والحاخام الذي تتطلع اليه عيون الشعب.
لهذا فان مديري الحملات الانتخابية للاحزاب المعادية، التي تهدف الى تحطيم صورة الحاخام بيبي، يُحسنون الصنع اذا وضعوا أمامه الادعاءات العاطفية.
لقد أصبح متأخرا وضع "حاخام" أمام نتنياهو يسرق منه دعم مؤيديه، وشخصية كهذه ما زالت غير موجودة. ولكن من المناسب أن يُحسن معارضو رئيس الحكومة من الآن فصاعدا استخدام التبريرات الروحانية في معركتهم الانتخابية كي لا تتحطم الواحدة بعد الاخرى على اسوار التأييد شبه الاعمى الذي يميز الشعب الذي ينظر الى أعلى وعلى شفتيه صلاة صامتة.


