غزة / سما / تسير جهود المصالحة بين فتح وحماس على غير المتوقع، فترتيبات اللقاء بين رؤساء وفدي المصالحة عزام الأحمد “فتح” وموسى أبو مرزوق “حماس″ فشلت، بعد رفض سلطات القاهرة السماح للأخير بالعمل السياسي على أراضيها، وتشهد هذه الفترة أزمة ثقة بين الطرفين من شانها أن تنسف جهود المصالحة ووصول وفد منظمة التحرير الفلسطينية إلى قطاع غزة، بعد أن اتهمت حركة فتح كل خالد مشعل وإسماعيل هنية إرهاب جماعات حماس المسلحة في غزة، ومحاولتهم اغتيال كادر فتحاوي.
أحد مسؤولي حركة فتح في الضفة الغربية قال أن الأمور وصلت الان مع حماس إلى طريق صعب، وان الترتيبات لوصول وفد المنظمة إلى غزة لبحث المصالحة مع حماس تسير ببطء شديد، وعبر عن خشيته من فشل الترتيبات.
وهذا المسؤول أكد أن وفد المنظمة سيصعب عليه الوصول إلى غزة دون ترتيب برنامج وأهداف الزيارة والملفات التي ستبحث وذلك قبل الوصول، وأن الأمر هذا برمته ترك للقاء الاحمد بابو مرزوق بمصر، قبل أن يتم رفض عقد اللقاء من السلطات المصرية، التي أعلنت أنها لن تسمح لحماس وأبو مرزوق بالعمل على اراضيها.
هذا البلاغ بمنع حماس التي صنفت محكمة مصرية قبل أيام جناحها المسلح كتائب الشهيد عز الدين القسام “تنظيم إرهابي” أبلغ من المشرفين بجهاز المخابرات المصرية لكل من الأحمد وأبو مرزوق، بعد ان اتصل الأول على الأخير يطلب منه تحديد موعد للقاء.
ويفهم من ذلك المسؤول الفتحاوي أن مصر كانت غير راضية لاتصال الأحمد بأبو مرزوق دون المرور بالقناة المصرية، أي دون ابلاغ المصريين أولا بأنه يريد اللقاء، وأن ذلك انعكس أيضا على رفض اللقاء بالاصل.
وأبو مرزوق كان يقيم في القاهرة بعد خروج حماس من سوريا، لكنه بعد حرب إسرائيل الأخيرة على قطاع غزة عادة إلى غزة للإقامة فيها، وافتتح مكتبا وجلب عائلته، وخرج مؤخرا من غزة إلى مصر لتلقي العلاج وليس للاقامة او العمل السياسي بما فيه اللقاءات مع فتح، وذلك بخلاف أخر مرة سمحت مصر لها لحركة حماس بعقد لقاءات مع فتح وذلك بعد انتهاء الحرب.
وكان هذا اللقاء الذي جمع قيادات كبيرة من الطرفين يعقد للمرة الاولى منذ انتهاء حكم الرئيس السابق محمد مرسي، ووصول الرئيس الحالي عبد الفتاح السيسي، واعتبر عمل إيجابي في سبيل تحسن العلاقات بين حماس مصر، قبل أن يعود الوضع بينهما لما كان عليه من خلافات شديدة.
على العموم لقاء الأحمد أبو مرزوق الذي حدد الجمعة الماضية ألغي، وهناك معلومات تقول أن أبو مرزوق ينتظر فتح معبر رفح بشكل مؤقت كالعادة للعودة إلى غزة.
وربما إذا وصل أبو مرزوق ان يقدم الأحمد إلى غزة في زيارة سريعة للقاء الرجل وترتيب وصول وفد المنظمة إلى القطاع.
وتأتي هذه التطورات في ظل تردي العلاقة بين فتح وحماس، فحركة فتح تشتكي من تعرض كوادرها في غزة لهجمات ومحاولات اغتيال وحرق مركبات.
فصباح الاثنين اطلق مسلحون النار على سيارة مدير مكتب مفوضية العلاقات الدولية لفتح في غزة، وهو الكادر الفتحاوي مأمون سويدان، وأدى الحادث لإصابة اثنان من مرافقيه، ونجا الرجل الذي لم يكن في العربة وقت المحاولة، كذلك قام مجهولون مساء الاحد بإجراق سيارة ناشط بارز في فتح في مخيم النصيرات الذي يقع في وسط قطاع غزة.
حركة فتح حملت حماس المسؤولية عن هذه الهجمات، وقال أحمد عساف الناطق باسم الحركة ان حماس تتحمل المسؤولية كاملة عن محاولة اغتيال مدير مفوضية العلاقات الدولية في الحركة مأمون سويدان وجرح اثنين من مناضلي الحركة كانا برفقته.
وقال عساف في بيان وزع ‘إننا نحمّل قيادة حماس خالد مشعل رئيس المكتب السياسي ونائبه اسماعيل هنية عن إرهاب جماعاتهم المسلحة في قطاع غزة، ومحاولتهم اغتيال مدير مفوضية العلاقات الدولية”.
وشدد على أن محاولات الاغتيال والتفجيرات اليومية التي يرتكبها مسلحو حماس، نتيجة طبيعية لسكوت قيادتهم على إرهاب العصابات المسلحة في قطاع غزة، ومحاولة فاشلة لإسكات الأصوات الوطنية التي تحملها مسئولية الوضع الكارثي الذي يعيشه شعبنا في قطاع غزة.
وحذّر عساف من تداعيات وانعكاسات جرائم حماس الإرهابية على النسيج الوطني الفلسطيني وقال “محاولة الاغتيال والتفجيرات الأخيرة في قطاع غزة التي استهدفت قيادات ومناضلين في الحركة، حلقة في سلسلة مخطط إرهابي جديد لحماس، ستؤثر حتما على تماسك النسيج الوطني الفلسطيني الذي نسعى لتمتينه وتصليبه في مواجهة العدوان الاسرائيلي”.
وقال عساف أن سويدان استهدف بعد ظهوره في لقاء تلفزيوني مساء الأحد في قناة عودة، وأضاف “هو استهداف لصوت الوطنيين الحق الذي تراه حماس خطرا على مشروعها وأرباحها من الاتجار بآلام ومعاناة شعبنا”.
والبيان الصحفي للناطق باسم حركة فتح يحمل في طياته اشارات بأن طريق المصالحة بين فتح وحماس تعثر، وأن الامور ربما تعود إلى المربع الأول أو اسوء من ذلك بكثير ان لم تجر اتصالات على اعلى المستويات لتدارك الحدث، خاصة وأن قيادات من فتح ترى أن ما يحدث في غزة هو ضغط من حركة حماس عليهم لتنفيذ مطالبها في ملف المصالحة.


