خبر : من يوقف موجة التحريض؟ ...بقلم: أودي كوهين

الثلاثاء 06 يناير 2015 10:50 ص / بتوقيت القدس +2GMT
من يوقف موجة التحريض؟ ...بقلم: أودي كوهين





غزة ترجمة أطلس للدراسات

توطئة اطلس :

 كاتب هذا المقال مستشرق، باحث في قسم العلوم الشرق أوسطية في جامعة "بار ايلان"، وموضوع مقاله التحريض على ما أسماه "موجة التحريض الأخيرة" التي يقوم بها الفلسطينيون، وخصوصاً فتح في الضفة الغربية ضد إسرائيل، ويستذكر الكاتب بحكم تخصصه المفتي الحاج أمين الحسيني وتحريضه وتوجهه للتحالف مع هتلر وتخطيته لحرق اليهود في معسكرات إبادة على غرار ما فعل الألمان بهم، ويذكر هذا المستشرق كل شيء ما عدا انه وقومه محتلون غاصبون لأرض فلسطين، يتحكمون حتى في تعداد أنفاسنا ودقات قلوب أطفالنا، وكان الأجدر به، وهو المتخصص بالدراسات الشرق أوسطية، ان يشير الى ان شعوب الشرق الأوسط لم يسبق، وان سجل التاريخ انها خضعت لغاصب، والى المقال.

في إطار الاحتفالات بانطلاقة حركة فتح؛ دشنت في الضفة الغربية في الأيام القليلة السابقة مسيرات ومظاهرات كثيرة مؤيدة للحركة ولمن يترأسها؛ تلك الاحتفالات انطلقت أيضاً على الانترنت والمواقع الاجتماعية يصاحبها كراهية اليهود، وفيها عشرات البيانات الحاقدة على إسرائيل، صورة واحدة نشرت على موقع "كتائب العاصفة" الرسمي وهي الذراع العسكري لحركة فتح، تصف الصورة الكرتونية عشرات الجماجم ليهود عليها نجمة داوود باللون الأزرق، وفي الخلفية خراب ودمار، وفي وسط الرعب ينتصب رشاش آلي وعلم العاصفة مكتوب عليه "العاصفة باقية فوق جماجمكم"، كارثة أخرى للشعب اليهودي يمثلها هذا العنوان الواضح على هذه الصورة المعادية للسامية.
إن هذه الصورة هي وليدة التحريض المتواصل في الاعلام والخطب التي يلقيها مسئولو فتح، وذلك في مقابل الإرهاب السياسي الذي يمارس ضد اسرائيل في الأمم المتحدة والعالم، مئات الآلاف من الفلسطينيين يتعرضون لهذا التحريض المستمر، ولكن الصورة المذكورة أعلاه تظهر الكراهية علانية وبمستوى جديد، ليس المقصود هنا تحريض على قتل اليهود، وهو أمر لا شك خطير بحد ذاته، ولكن المقصود الايحاء وخلق الإلهام لقتل الشعب اليهودي.
ليست هذه هي المرة الأولى التي يرتبط فيها موضوع القضاء على اليهود بالفلسطينيين، ففي الحقيقة ان اسم من كان يدعى المفتي في القدس ومن ترأس الحركة الوطنية الفلسطينية الحاج أمين الحسيني ارتبط اسمه بخطة جهنمية للقضاء على يهود الشرق الأوسط، هزيمة الألمان في معركة العلمين في نوفمبر 1942 هي التي منعت الكارثة الثانية لليهود في الشرق الأوسط، وفي الحقيقة ان المفتي الذي تعاون مع النازيين وصل الى ألمانيا في نوفمبر 1941، والتقى ادلوف هتلر الذي عينه على رأس الحملة الدعائية باللغة العربية وقدم له أجرة شهرية تقدر بعشرات آلاف الدولارات ومكتب في برلين "المكتب العربي – مكتب المفتي الكبير"، وكذلك وفر له عشرات المساعدين الذين تلقوا رواتبهم من الرايخ الثالث مباشرة.
في إطار كفاحه من أجل الاستقلال والتحرر الوطني؛ حاول المفتي ان يمنع وصول يهود أوروبا الى فلسطين، وكذلك حاول منع بيت قومي لليهود على أرض إسرائيل، في المقابل عمل دون توقف على طرد وتدمير يهود البلدان العربية ويهود أرض إسرائيل، وعندما أوشك رومل على دخول مصر أثناء معركة العلمين صيف العام 1942 أوشك المفتي على دخول القدس على رأس مساعديه جنود الفيلق العربي الذي أسسه في إطار الجنود المسلمين في الجيش الألماني، خطة المفتي الكبيرة كانت ان يقيم في وادي عربة القريب من نابلس محارق عملاقة ليجلب إليها اليهود من أرض إسرائيل، وكذلك يهود البلدان الغربية لكي يقضي عليهم بنفس الأساليب التي استخدمت في معسكرات الإبادة النازية في أوروبا، ولكن هزيمة الألمان منعت المفتي من تحقيق خطته الجهنمية.
صناعة الكراهية ومعاداة السامية التي تقوم بها منظمة التحرير، والتي بدأت في الأشهر الأخيرة وبلغت مستويات جديدة بنشر تلك الصورة المشار إليها أعلاه تلهب المشاعر وتشجع على الكراهية والمساس باليهود، في زمن المواقع الاجتماعية وعندما يكون للخطوات اللاهبة على الانترنت تأثير على مستوى التغيرات الاستراتيجية في شكل الأنظمة من حولنا، وفي الأيام التي اتسعت فيها رقعة القتال في مواجهة المجموعات المسلحة المتطرفة تحول من مهمته الدفاع عن مواطني دولة إسرائيل الى معتدٍ واضح للجميع، انه ما عدا منظمة الدفاع الأمني الإسرائيلي يجب بناء منظومة إعلامية داعمة ترصد وتتقفى إثر وتقاتل ضد التحريض المتصاعد.
هذه المنظومة من شأنها ان تتضمن متحدثين رسميين تابعين للدولة يخاطبون العالم العربي المعتدل، ولكن وللأسف فإن إسرائيل تمتنع عن العمل على هذه القضية بشكل جدي، والدليل على ذلك يمكن مشاهدته في تقارير مراقبي الدولة السابقين بشأن قضية الإعلام العربي، وكذلك بعدم وجود ميزانيات ومتحدثين رسميين باللغة العربية، وعلى سبيل المثال فإن وزارة الخارجية على الأخص، ومنذ زمن بعيد تخلت عن متحدث رسمي باللغة العربية، ونشاهد الآن نتيجة ذلك على الأرض.