خبر : غزة تثير خلافات بين «الشاباك» و«الموساد»

الثلاثاء 23 ديسمبر 2014 10:29 ص / بتوقيت القدس +2GMT
غزة تثير خلافات بين «الشاباك» و«الموساد»



القدس المحتلة / سما / قبيل انتهاء عدوان «الجرف الصامد» على قطاع غزة كشف النقاب عن خلافات بين المخابرات العامة «الشاباك» وبين الاستخبارات العسكرية «أمّان» في إسرائيل حول دور كل منهما بالحرب وحول حدود صلاحياتهما.
واليوم يتضح أن جهاز المخابرات الخارجية «الموساد» أيضا جزء من هذا الخلاف بعد نقل صلاحيات «الشاباك» له في إطار محاربة تهريب السلاح إلى غزة.


وتفاقم الخلافات بين أجهزة الأمن في إسرائيل حول غزة بتكرار إخفاقاتها الاستخباراتية المتعلقة بحركة المقاومة الإسلامية «حماس» التي تجلت خلال الحرب على غزة، حيث تمكنت المقاومة الفلسطينية من مباغتة إسرائيل ومفاجأتها بعمليات من البحر وبأنفاق هجومية وبصواريخ طويلة المدى بكمية كبيرة.


وتعني «أمّان» بالاستخبارات الخاصة بالاحتياجات العسكرية وهي تخضع لإمرة وزير الأمن بينما «الشاباك»و»الموساد» مسؤولان عن إحباط العمليات المعادية والمؤامرات، الأول يعمل داخل إسرائيل والثاني خارجها.
وتعود بداية الخلاف إلى عام 2005 لأن فك الارتباط مع غزة أدى لوضع جديد تستصعب مواجهته أجهزة الأمن الإسرائيلية التي احتارت بالسؤال هل يتم التعامل مع غزة كـ «خارج البلاد» وبالتالي تحويلها لصلاحيات «الموساد»؟.


وفي نهاية المطاف بقي الموساد خارج الصورة وواصلت الاستخبارات العسكرية العمل داخل غزة لتجميع معلومات إلى جانب «الشاباك» وسرعان ما نشبت منافسات واحتكاكات بين الجهازين. وتجلى التوتر بين الطرفين علانية بتراشق شهدته جلسات الحكومة خلال الحرب على غزة وبعدها بين رئيس «الشاباك» يورام كوهين وبين قائد الجيش بيني غانتس. ولم يتوقف التراشق إلا بعد تدخل رئيس الوزراء بنيامين نتنياهو. وادعى «الشاباك» أنه قدم إنذارات مبكرة في مطلع العام الحالي حول نية حماس الدخول في مواجهة عسكرية واسعة في تموز/ يوليو الماضي.


وفي السنة الأولى بعد فك الارتباط ظهر الخلاف بعد أسر الجندي غلعاد شاليط في 2006 ووقتها سارع «الشاباك» للقول إنه أنذر الجيش باحتمالات وقوع عملية فلسطينية لأسر جنود. ولاحقا تبين فعلا أن «الشاباك»اعتقل ناشطا من غزة وخلال التحقيق معه كشف عن وجود خطة لأسر جندي لكن ذلك كان غداة عملية أسر شاليط، غير أن الجيش نفى تلقيه إنذارا. وبعد الأسر اتهم «الشاباك» «أمّان « بأنه لا يخصص أدوات مهنية كافية (كاميرات ووسائل تنصت محمولة جوا) لتجميع معلومات حول مكان أسره السري في غزة. في المقابل اتهم الجيش «الشاباك» بأنه يفشل بأداء مهامه من هذه الناحية.


ويفسر المحلل العسكري في صحيفة «معاريف» عمير ربابورت استمرار هذه الخلافات بالإشارة إلى أن الإخفاقات الاستخباراتية حول غزة متلاحقة وتشمل الفشل بالتنبؤ بسيطرة حماس على القطاع بالقوة في 2007، الفشل بمعالجة الأنفاق والفشل بتوقع حرب ممكنة في الصيف الماضي.


ويوضح أن هناك خلافات باطنية بين «الشاباك» و»الموساد» بعدما بدأ الأخير في السنوات الأخيرة بالاهتمام في ما يجري في غزة بغية إحباط تهريب الأسلحة ذات الطابع الإستراتيجي من إيران وغيرها.


ويشير إلى علاقة ذلك بهجمات إسرائيلية في السودان وباغتيال محمود المبحوح المسؤول الكبير في حماس في دبي عام 2010 ،منوها إلى التأثير الهام للعلاقات الشخصية على العلاقات بين الأجهزة الأمنية.


ويتابع «طالما نشبت خلافات هي مستمرة حتى اليوم بين رؤساء الاستخبارات العسكرية وبين رؤساء «الموساد» كما تجلى بوضوح بعد حرب 1973 بين إيلي زعيرا رئيس «أمّان»وبين رئيس «الموساد» تسفي زمير.


ويشير ربابورت إلى تسريبات حديثة حول ازدياد الخلافات بين «الموساد» وبين «أمّان» على خلفية نقل صلاحيات رسمية من «الشاباك» ل «الموساد» خاصة ما يتعلق بتهريب السلاح.


ويتفق معه رون يشاي المحلل للشؤون العسكرية في موقع «واينت» بقوله إن تآكل صلاحيات «الشاباك» في غزة تدريجيا تجلت خلال «الجرف الصامد» حيث تولى رئيس الجناح الأمني- السياسي في وزارة الأمن الجنرال عاموس غلعاد مهمة الاتصالات مع المخابرات المصرية وشارك «الشاباك» بشكل محدود.