خبر : رفح: تعويضات "الوكالة" للمتضررين تحدث انتعاشة عمرانية محدودة في المدينة

السبت 06 ديسمبر 2014 09:34 ص / بتوقيت القدس +2GMT
رفح: تعويضات "الوكالة" للمتضررين تحدث انتعاشة عمرانية محدودة في المدينة



غزة - تهافت عشرات المتضررين من العدوان الإسرائيلي الأخير على الأسواق، لشراء مواد بناء متنوعة، بهدف إصلاح منازلهم المدمرة، بعد استلام دفعات مالية من وكالة الغوث الدولية "الأونروا"، كتعويض عن الأضرار التي لحقت بمنازلهم.
وأحدثت التعويضات المذكورة، المتوقع أن يتواصل صرفها بوتيرة أسرع خلال الأسابيع القليلة المقبلة، انتعاشة محدودة في حركة العمران، وخلقت فرص عمل قصيرة لبعض العمال والصانعين.
مساعدات ضرورية
المواطن منير خليل، من سكان بلدة خربة العدس شمال مدينة رفح، أكد أنه كان ينتظر صرف التعويضات بفارغ الصبر، كي يصلح ما لحق بمنزله من أضرار، جراء سقوط قذائف مدفعية وصواريخ طائرات بجواره.
وبين خليل أن أول ما فعله، كان نقل نوافذ منزله إلى ورشة متخصصة في الزجاج، حيث أعاد إصلاح النوافذ بتركيب زجاج جديد لها، لحماية أبنائه من الأمطار والهواء.
وتابع: "بعد ذلك بدأت بإصلاح الشقوق والثقوب في الجدران، ومعالجة بعض التصدعات، باستخدام بدائل أخرى غير الاسمنت المفقود من الأسواق، قبل أن يتفق مع أحد الصناع المختصين في طلاء المنازل، ليقوم بطلاء منزله بدهانات، من أجل مواراة آثار الشقوق والثقوب، وتغيير شكل المنزل، لما لذلك من آثار نفسية جيدة على أبنائه، خاصة وأن الشقوق تذكرهم بالعدوان ومآسيه.
ولفت خليل إلى أنه لولا التعويضات التي تلقاها من قبل وكالة الغوث، لما تمكن من إصلاح الأضرار، مطالباً بالإسراع في صرف كوبونات الاسمنت للمتضررين، كي يتمكنوا من إصلاح باقي الأضرار.
أما المواطن أحمد عامر، فأشار إلى أنه وفور استلام التعويضات المالية التي خصصتها وكالة الغوث له، سارع بالتوجه إلى محل مختص ببيع أدوات البناء وملحقاتها، واشترى ما توفر من أغراض وحاجيات لإصلاح الأضرار التي لحقت بمنزله، قبل أن ينقل نوافذ وأبواب إلى ورش متخصصة من أجل صيانتها، وإصلاحها.
وبين أنه اتفق مع عدد من العمال، من أجل صيانة سطح المنزل، واستبدال ألواح الاسبستون والصفيح المكسورة والمتضررة بأخرى سليمة، وقد وصلوا وأنجزوا مهمتهم في يومين.
ولفت عامر، إلى انه استراح من معاناة الشهرين الماضيين، حين كانت مياه الأمطار تداهم أبنائه وهم نيام، والهواء يشعرهم بالبرد، متمنياً أن يتمكن من استلام كوبون الاسمنت في أسرع وقع ممكن، لإكمال باقي الإصلاحات.

انتعاشة محدودة
من جانبه، أكد المواطن فادي جمعة، ويدير شركة مقاولات، متوقفة عن العمل منذ إغلاق الأنفاق ووقف إدخال مواد البناء، أن المعول الأساسي لحركة الأعمار هو شوال الاسمنت، وبدونه لن تكون هناك حركة إعمار بالشكل المطلوب، والآلية التي يتم إدخال الاسمنت بها، وتسليمه للمستحقين آلية عقيمة، لا يمكن التعويل عليها في إحداث الانتعاشة المطلوبة.
ورغم ذلك أوضح جمعة، أن ملايين الدولارات التي صرفت للمتضررين، ذهب جزء كبير منها لإصلاح الأضرار، وهذا أنعش الورش ومحال بيع مواد البناء، ووفر فرص عمل قصيرة لبعض العمال، وساعد المواطنين على إصلاح أضرارهم، لكن الجميع لا زال يعول على بدء الإعمار الشامل، والذي يشمل بناء منازل من جديد، وإنشاء طرقات، ومرافق بنية تحتية مختلفة، لأن ذلك من شأنه خلق انتعاشة كبيرة، وتوفير فرص عمل للمتعطلين، سواء صناع أم عمال.

عملية متواصلة
وكان د.يوسف موسى، مدير مكتب وكالة الغوث في مدينة رفح، أكد أن الفرق الهندسية المختصة بتقييم وحصر الأضرار التابعة لوكالة الغوث، زارت أكثر من 90% من المنازل المتضررة على مستوى قطاع غزة، مقدراً عدد الأسر المتضررة في القطاع جراء العدوان المذكور، بنحو 95 ألف أسرة.
وبين أن عملية دفع مبالغ مالية للأسر المتضررة متواصلة، وحتى الآن تم دفع مبالغ لـ 23 ألف أسرة، بمبلغ إجمالي زاد على 25 مليون دولار، مبينا أن من بين الأسر المستفيدة، عائلات تضررت منازلها، وأخرى دمرت بيوتها بشكل كلي، استلمت مبالغ كبدل إيجار، وسيتم استكمال العملية بوتيرة متسارعة خلال الأسابيع المقبلة.