بيت لحم سماأكد المشاركون في مؤتمر كايروس فلسطين الخامس "وقفة حق" في قاعة فندق بيت لحم بمدينة بيت لحم، أمس، رفضهم مفهوم الدولة الدينية، الذي يتناقض مع مفهوم المواطنة العادلة، ورفض محاولات تهويد القدس واستخدام الدين واللاهوت لأغراض سياسية، وتبرير استمرار الاحتلال الإسرائيلي للأراضي الفلسطينية.
جاء ذلك في ختام أعمال مؤتمر كايروس الذي نظم على مدار 3 أيام، تحت عنوان "العيش بكرامة"، وشاركت فيه وفود من أكثر من 20 دولة إفريقية وأوروبية ومن الأميركتين الشمالية والجنوبية.
وأكد المشاركون الالتزام بوثيقة "وقفة حق" والبنود التي جاءت فيها، والإصغاء الفعال لصوت ورسالة المسيحيين الفلسطينيين في ندائهم ومطالبتهم في إنهاء الاحتلال، والتضامن معهم بالعمل والصمود والرجاء، وأن يكونوا صوتهم في المحافل الدولية والكنسية.
وشدد المجتمعون على الاستمرار في تحدي استخدام اللاهوت والدين لأغراض سياسية وتبرير الاحتلال، والالتزام بالتفاعل مع اللاهوت الفلسطيني، وأن يكون هذا اللاهوت هو المعيار لأي حوارات لاهوتية قادمة.
ودعوا إلى المشاركة الفعالة في المقاومة المبدعة في أشكالها المتعددة، من إحياء للتراث الفلسطيني، والفن والأدب والموسيقى، وأيضاً من خلال تحدي الظلم والتمرد عليه، وممارسة العصيان المدني، واستمرار تشجيع الضغوط الاقتصادية، والاستجابة لنداء المجتمع المدني الفلسطيني، بالانضمام لحملة المقاطعة الشاملة لإسرائيل حتى إنهاء الاحتلال.
وأكدوا التزامهم بتحدي المنظومات السياحية التي تهمش الوجود الفلسطيني، وفي المقابل تشجيع السياحة والحج المسيحي الذي يتفاعل مع الفلسطينيين في واقعهم، والالتزام في رؤية شمولية لسلام عادل في الشرق الأوسط، بعيداً عن مظاهر التعصب الديني.
وعبر المشاركون في المؤتمر عن رفضهم لمفهوم الدولة الدينية الذي يتناقض مع مفهوم المواطنة العادلة، ورفض كل محاولات تهويد القدس، وأعلنوا انضمامهم إلى رؤساء كنائس القدس، في ندائهم أن تكون القدس مدينة مفتوحة ومشتركة للأديان الثلاثة.
من جانبه، عبر المنسق العام لكايروس فلسطين رفعت قسيس عن ارتياحه لتوصيات المؤتمر، مشيراً إلى أنها تعزز النضال العالمي من اجل الحقوق الوطنية الفلسطينية، وإزالة الظلم والمعاناة عن الشعب الفلسطيني، وفي تطوير نظرة رؤية مستقبلية لهذه الوثيقة الوطنية والإنسانية، وخصوصا فيما يتعلق في مقاطعة المحتل الإسرائيلي، والمقاومة السلمية، والتأثير على حركة وجذب الحجاج والسياحة الوافدة إلى الأراضي الفلسطينية المقدسة.
يذكر ان وثيقة وقفة حق " كايروس فلسطين " أصدرها عدد من رجال الدين المسيحي الفلسطينيين عام 2009، وهي تقدم رؤية مسيحية لقضية الشعب الفلسطيني، وتطالب الوثيقة المجتمع الدولي "بوقفة حق" تجاه ما يواجهه الشعب الفلسطيني من ظلم وتشريد ومعاناة وتمييز عنصري واضح، منذ أكثر من ستة عقود، وتنادي بضرورة إنهاء الاحتلال الإسرائيلي للأرض الفلسطينية، وكل أنواع التمييز العنصري، وإقامة الدولة الفلسطينية وعاصمتها القدس، وتؤكد الوثيقة، بأن المقاومة السلمية غير العنيفة، هي حق لجميع الفلسطينيين وواجب عليهم.


