واشنطن / وكالات / استعدادا لتكثيف الهجمات الجوية "المستهدفة للأشخاص"، أي المجموعات العسكرية الصغيرة، نقل البنتاغون الأمريكي سربين من طائرات إي-10 "الخنزير البري" A-10 Warthog من أفغانستان إلى الكويت لتكون اعتبارا من الأسبوع المقبل في طليعة العمليات ضد "تنظيم الدولة الإسلامية-داعش".
وبامكان طائرات إي-10 التي تم وضعها في الخدمة في سلاح الجو الأميركي عام 1977 وانتهى أنتاجها عام 1994 ، بإمكان هذه الطائرات مهاجمة الأهداف الصغيرة المتحركة وغير المتحركة ومهاجمة الأهداف الراجلة و"نصف الميكانيكية "، كما أنها تملك نظام حماية من النيران المضادة الذي يقال ان داعش تمتلكه.
ولعبت مقاتلات إي-10 ، الملقبة أيضا ب"مدمرة الدبابات" لقدرتها الفائقة في التحليق السريع على ارتفاعات منخفضة جداً، دوراً مهما عام 1991 وعام 2033 في تدمير الأسلحة العراقية، حيث دمرت معظم الدبابات والمدرعات والمركبات المهاجمة العراقية والأهداف الأرضية الأخرى لفرقة الميادين "الحرس الجمهوري العراقي" خارج بغداد في الأسبوع الأخير من شهر آذار 2003، وقال أحد الذين قادوا سرب من هذه الطائرات "قمنا بتدمير الفرقة بالكامل بواسطة قصف جحيمي ممنهج دون كلل على مدار أيام بواسطة إي-10 مما جعل سقوط بغداد دون خسائر أميركية تحصيل حاصل".
وتأتي هذه الخطوة في إطار سعي إدارة الرئيس أوباما لصقل إستراتيجية جديدة في مواجهة داعش عقب إقالة وزير الدفاع تشاك هيجل، وتقوم على تكثيف الغارات وعمليات المراقبة ضد التنظيم "داعش" واستهداف الكوريدور من الموصل العراقية إلى الرقة السورية"
وتجد المؤسسة العسكرية الأميركية نفسها في خضم تخبط استراتيجي يعرضها للكثير من التكهنات التي تعتقد أن خليفة هيغل كائنا من كان سيواجه تحدياًت كبيرة "قد لا يكون بمقدور الولايات المتحدة السيطرة عليها" في العراق وسوريا.
يشار إلى أن هيغل كان قد تولى منصبه كوزير دفاع بعد هجوم بالغ عليه شخصياً من أعضاء مجلس الشيوخ المواليين لإسرائيل أثناء المصادقة عليه والذين اتهموه بمعاداة السامية في أوائل عام 2013 ، حين كانت الحرب السورية في أوّجها وارتفعت أعداد الجماعات المسلحة التي تقاتل على الأرض إلى أرقام خيالية (قال البنتاغون حينئذ أن أنها تجاوزت ال500 فصيل) وتصاعدت حالة عدم الاستقرار على نحو دفع إدارة أوباما على العمل الدؤوب من أجل تفادي الانزلاق إلى حرب جديدة في منطقة الشرق الأوسط.
ويقول مصدر مطلع "بينما يستعد هيغل لترك موقعه تحت ضغوط متزايدة من الدائرة الصغيرة المقربة من أوباما، ما يزال الوضع كما هو إلى حد كبير باستثناء ارتفاع عدد الضحايا الآن إلى 200 ألف قتيل ومشاركة الولايات المتحدة في حملة عسكرية موسعة في كل من سوريا والعراق، ولكن دون إستراتيجية متزنة".
يذكر أن البيت الأبيض لم يحمل هيغل مسؤولية التخبط في الإستراتيجية العسكرية للاستجابة العسكرية على الأزمة الأمنية الجاثمة على كل منطقة الشرق الأوسط، إلا ان طاقم أوباما يسربون للإعلام أن هيغل، الذي تم اختياره جزئياً بسبب خبرته القتالية المكتسبة خلال حرب فيتنام، "لم يكن مناسباً لزمن الحرب".
يشار إلى التقرير الذي أصدره البنتاغون بعد إقالة هيغل يصرح بأن الطائرات الحربية الأميركية أجرت 870 غارة ضد أهداف تابعة لداعش ومتشددين آخرين في سوريا والعراق.
ويقول البيت الأبيض انه لم يستقر بعد على مرشح ليحل محل هيغل، في حين صرحت المرشحة الأولى ميشيل فلورنوي التي شغلت منصب وكيل وزارة الدفاع لشؤون السياسة في إدارة أوباما في وقت سابق، أنها ليست مهتمة بأن تكون مرشحة لهذا المنصب، مما يعطي موقع الأولوية في الترشيح للمسؤول السابق في وزارة الدفاع أشتون كارتر، وهو من ذوي الخبرة العميقة في شؤون وزارة الدفاع.
إلا أن الخبراء يعتقدون أنه بغض النظر عن الشخص الذي سيختاره أوباما محل هيغل، من المرجح أن يعاني وزير الدفاع الأميركي القادم "من حالة الفوضى وعدم الاستقرار التي تعم منطقة الشرق الأوسط في إطار تصاعد نفوذ تنظيم داعش وضعف الشركاء الأميركيين على الأرض والقيود التي فرضها السياسيون الأميركيون على تدخل الولايات المتحدة، حيث يعتقد روبرت فورد السفير الأميركي السابق لدى سوريا "ان التحديات القائمة لن تتغير باستبدال وزير الدفاع، وأن على إلى أن إدارة أوباما التأكد من أن الحكومة الائتلافية الهشة في العراق ستبني علاقات صادقة ومتينة دائمة مع السنة الذين يدعم بعضهم الآن داعش".
وحول سوريا، أوضح فورد أنه "يتعين على المسؤولين ايجاد وسيلة للتوفيق بين هدف إضعاف تنظيم داعش الذي وضعه البيت الأبيض ومعارضة واشنطن لاتخاذ أي إجراءات مباشرة ضد الرئيس السوري بشار الأسد، الذي كان سبباً رئيسياً في ظهور التنظيم".
ويتوقع الخبراء أن الوقت الذي تتولى فيه القيادة المركزية الأميركية إدارة العمليات العسكرية اليومية، "سنرى أن الوزير الجديد سيحاول استعادة بعضاً من النفوذ الذي تخلى عنه هيغل -الذي نادراً ما يتحدث خلال اجتماعات كبار مستشاري أوباما- إلى الجنرال مارتن ديمبسي، رئيس هيئة الأركان المشتركة".


