القاهرة -تباينت الآراء والتحليلات، على خلفية الهجوم الإرهابى على أحد قوارب البحرية المصرية، بين من يرى أنه تطور نوعى فى قدرات الإرهابيين يلزم المزيد من الاحتشاد ضدهم على كافة المستويات، وآخرين يرون ضرورة مقابلة «التكفير بالتفكير» وتجفيف منابع الإرهاب عبر الإصلاح الفكرى.
وقال ناجح إبراهيم، الباحث فى ملف الحركات الإسلامية لـ«الشروق» إن الهجوم على القوات البحرية أحد تطورات ثلاثة أصابت الجماعات الإرهابية المتطرفة، والمتمثل فى نقل ساحة معاركهم من البر إلى البحر.
وأرجع إبراهيم ذلك إلى التضييق عليهم فى سيناء وتمشيطها بالكامل واقتحام الجبال التى تأويهم واصطيادهم، بالإضافة لهدم الأنفاق ما يضطرهم إلى خلق مساحة جديدة للمواجهة مع الدولة.
وتابع إبراهيم أن هناك تبعات أخرى لضرب الإرهابيين فى سيناء، ومنه «إعلان التوحد» مع حركات أخرى أقوى والدخول تحت ردائها وهو ما حدث بين أنصار بيت المقدس وداعش وهو نتيجة طبيعية للضغط على المتشددين بالداخل.
وأضاف: «يلجأون بالإضافة لنقل مسرح عملياتهم والتوحد مع آخرين صرف الأنظار بتكثيف الجهود خارج سيناء وغزارة صنع القنابل البدائية وزرعها فى باقى الشوارع والميادين ومحطات المترو»، وتابع: «هكذا تعمل ذهنيات المتطرفين».
واختتم إبراهيم بأن «هناك احتمالا ضعيفا أن يكون المشتبكون مع قوات البحرية ليسوا إرهابيين وإنما تجار سلاح ومهربون، ولكنهم ينقلون أسلحة ومواد للإرهابيين أيضا، ويشكلون محطة مهمة فى تغذية عمليات محتملة».
وحذر القيادى الإخوانى المنشق خالد الزعفرانى، من المرحلة المقبلة، وقال: علينا تأمين أنفسنا من العمليات التى تقع حاليا، وأضاف: «هناك العديد من العناصر الكامنة داخل صفوف الإخوان حاليا وتحالف الشرعية يؤيدون الصوت التكفيرى لداعش والحركات المماثلة لها».
وقال: «لو لم نتنبه إليهم لعجزنا عن وقف سيل الدماء»، مشددا على ان «التفكير يهدم التكفير.
وقال أحمد بان، الخبير فى شئون الحركات الإسلامية، إن «عملية دمياط» تظهر قدرات جديدة للتنظيمات الإرهابية.
وأضاف أن «العمليات تمت بشكل متطور وحرفى، ما يشير إلى حصول بعض المجموعات الارهابية على دعم من أطراف بحجم دول وحكومات، أمدتهم بخرائط ومواد مصورة عن طريق الجو لمواقع مختلفة».
ولفت بان إلى مستوى التطور عند الإرهابيين، وقال: يجب أن يقابل بمستوى مماثل لدى أجهزة الأمن.
وأشار إلى أن لعبة «القط والفأر» لم تعد الحيلة الوحيدة الآن لعناصر هاجمت قواتنا فى البحر بشكل مختلف.
