صادف، هذا الاسبوع، مرور عقد على موت عرفات، وأشارت الصحافة الفلسطينية إلى أنه "الشهيد" الذي قامت إسرائيل بتسميمه.
"صوت فلسطين" أشار الى صراعه التاريخي مع الصهيونية وإلى العمليات "الارهابية" التي أدارها، والتي قتل فيها مواطنين من "العدو" في اعمال "بطولية".
وبث أيضا ظهوره في الامم المتحدة، حيث حمل في يده غصن زيتون كرسالة للسلام، وفي اليد الاخرى حمل مسدسا: "لا تتركوا غصن الزيتون يسقط من يدي".
السيرة الذاتية التي بثت عن عرفات رافقها طبعا قصص البطولة في "فلسطين" (هرب على دراجة هوائية)، في الأردن (طرد في احداث ايلول الاسود)، في لبنان (طرد من خلال عملية سلامة الجليل)، وفي الكويت (طرد الفلسطينيون بعد تأييده دخول صدام الى ارضهم). هذه المسيرة انتهت في مغارة اختباء عرفات في "المقاطعة" في رام الله، حيث قُتل هناك.
ومثل ابو مازن اليوم، فان عرفات حرك الانتفاضة الثانية بسبب "كيد اليهود" ضد الاقصى، ويدعي انه غير مسؤول عن العنف.
اشتملت الدراما على رفضه الشجاع التنازل في "كامب ديفيد" عن "حق العودة" وايضا عدم التنازل عن القدس ومقدساتها الاسلامية والمسيحية والتي كان من المفترض أن تكون عاصمة "فلسطين"، التي لا يوجد لليهود أحقية فيها، ايضا ليس في الحائط الغربي.
بالضبط مثل الرئيس الحالي. تحدث عرفات في الامم المتحدة عن غصن الزيتون ولكن فعليا اختار المسدس. ومثل سابقه يحاول الرئيس الجديد أن يتحدث بصوتين: يتنازل "شخصيا" عن "حق العودة"، ولكن مصمم على تحقيقه، يطلب السلام لكنه يحرض على الحرب الدينية العنيفة "بكل السبل" وينفي صلة اليهود بعاصمتهم، ينادي ضد العنصرية ولكن يقول ان اليهود ينجسون ويلوثون الاماكن المقدسة في القدس، يدعي أن اسرائيل تسعى الى تطهير عرقي ولكنه شريك لـ "حماس" التي تؤمن بضرورة القضاء على كل اليهود.
"حماس" تقوم بتفجير بيوت "فتح" وتفرق المظاهرات في غزة في ذكرى عرفات، والمشكلة الفلسطينية موجودة على الهامش. يثبت التاريخ أن الصراعات مع اسرائيل فقط هددت الفلسطينيين – قيادتهم واقتصادهم – ودفعت الى الوراء المسألة الفلسطينية.
في لعبة الكترونية يسمع صوت عرفات في "صوت فلسطين" ينادي بانه سيموت "شهيدا" ويذكر أنهم "للقدس رايحين شهداء بالملايين".
يدور الحديث هنا عن حملة تخدم الدعاية التي يقودها ابو مازن، مثل عرفات، حيث يربي على ثقافة الموت والانتحار.
العالم الاسلامي موجود في حرب دينية، الكنائس والمساجد تحرق وتفجر، لكن امن المسجد الاقصى موجود في يدنا بشكل حريص.
في الطريق احادية الجانب للدولة الفلسطينية يبحث ابو مازن عن الامتناع عن المفاوضات المباشرة معنا من اجل السلام ودفع الحرب الدينية في القدس، رغم تصريحات اسرائيل ان الوضع الراهن في الحرم سيبقى. هذا لعب بالنار التي ستحرق من يشعلها.
مثل سابقه، فان طريق الرئيس ستنتهي الى طريق مسدود: معظم الفلسطينيين فهموا أن السكين، القسام، العبوة والمسدس سترد اسرائيل عليها بالطائرة والدبابة والقذيفة. أبو مازن سيضطر الى استيعاب ان الصفقة الوحيدة معنا هي "غصن زيتون مقابل غصن زيتون"، وان كل محاولة عنيفة ستؤدي به في نهاية المطاف الى المكان الموجود فيه عرفات، وهذا خسارة.
عن "إسرائيل اليوم"


