غزة / سما / لم تستطع آلة الحرب الإسرائيلية بعد مرور نحو خمسة شهور من عدوانها على قطاع غزة، أن تبقي الإحباط والانهيار في نفوس الجرحى، ولكنها وهبت لهم العزيمة والإصرار والتحدي، فما يزال الجريح إيهاب محمد سحويل الذي فاقت حالته ربيع أحلامه لتبقى الـ25 من عمره عهدًا جديدًا يصارع معاناته وحيدًا منعزلا عن عائلته بين أَسرة المستشفى.
وقال عم إيهاب، نبيل سحويل - الذي رافقه خلال مشوار علاجه في مستشفى المقاصد بمدينة القدس والآن في مركز التأهيل الطبي بالجمعية العربية في بيت جالا - عن كيفية إصابته في صباح ثاني أيام عيد الفطر أطلقت قوات الاحتلال الإسرائيلي قذائف مدفعية على مدرسة الأونروا في بلدة جباليا التابعة لوكالة الغوث والتي كان يقيم فيها عائلة إيهاب مع نحو 50 عائلة، مخلفة 17 شهيدًا، وإصابة إيهاب ووالداته واستشهاد أخيه الأكبر".
وعن وضعه الصحي أوضح سحويل "أصيب إيهاب بشظايا اخترقت ظهره وبطنه ورأسه وتلقى علاجًا لثلاثة أيام في مستشفى الشفاء بمدينة غزه، تم خلالها استئصال الطحال وانتزاع شظايا من رأسه وعلى إثره تم نقله إلى مستشفى المقاصد في القدس لتلقي العلاج".
ولم تتوقف مأساة إيهاب عند تخطيه حدود القطاع إذ كانت بداية مشواره مع صرخات من الألم تصطحبه كلما حل المساء، في حين مكث 20 يومًا في العناية المكثفة، وبعدها تم نقله إلي قسم التأهيل الطبي وكانت حالته صعبه وما زال بحاجة إلى اهتمام ورعاية مستمرة.
وأضاف سحويل أنه حينما حاول السعي للحصول على تحويلة من أجل نقل ابن أخيه إلى أحد مراكز التأهيل، قال له أحد المسؤولين "هناك ٢٠٠٠ جريح في غزه وابنك بالجُملة".
من يا ترى سوف يرى ويلمس حجم الألم الموجودة في جسد إيهاب الذي لم يتبق منه سوى "جلده على عظمه" بعد ثلاثة شهور من مشوار علاجه ليكمله اليوم في مركز "التأهيل الطبيط في الجمعية العربية في بيت جالا، غائبا عن الوعي تماما، فكيف له أن يكون أمام مسؤولية ومستقبل رمادي الملامح، وموعد لقاء أحبته بات متوقفًا على شفائه.
ويذكر أن عائلة سحويل رحلت من منزلها من بيت حانون على الحدود الشمالية لمدينة غزه إلى منطقة جباليا وسط القطاع، بعد تدمير الاحتلال لكل ما هو حي على الشريط الحدودي للقطاع.
"تلفزيون وطن "


