القاهرة وكالاتحالة من الغضب والسخط الشديدين تسود أوساط المجتمع المصري بعد واقعة اعتبرها المصريون جديدة على مجتمعهم تظهر حالة جديدة من حالات انتهاك حقوق الإنسان يكون الفقراء عنوانها، ورغم الدعم الذي تقدمه الدولة من خلال بعض الخدمات تظهر على الساحة شريحة «ما تحت خط الفقر» الذين لا يستطيع منتسبوها "جبرا" تسديد مصروفات الخدمات حتى المدعمة من الدولة.
وسارت مصر على خطى المكسيك، بعد واقعة إجراء عملية ولادة كاملة في الشارع لسيدة في حالة وضع أمام مستشفى منعت دخولها لعدم قدرة زوجها على تسديد مصروفات إدارية تجاوزت قدرته على الإنفاق، والتي وقعت مثيلتها في جمهورية المكسيك قبل أشهر وتشابهت الواقعتين في تفاصيلها، والتي صاحبها في كل من المكسيك ومصر حالة من السخط والاحتجاج على الحالة التي وصلت إليها حقوق الإنسان في كلا البلدين، وخاصة شريحة "ما تحت خط الفقر".
الزوج: شعرت بالمأساة فقرر تصوير ولادة زوجتي في الشارع
ففي الجمعة الماضية من الشهر الجاري ذهب حسانين جمال حسانين بزوجته التي صاحبتها آلام الوضع ليستغيث بأقرب مستشفى يخلص زوجته من آلامها ويسعد بمولوده الجديد، إلا أنه فوجئ بمنع إدارة مستشفى كفر الدوار العام دخولها غرفة العمليات لعدم قدرته على تسديد مصرفات العملية، فزادت آلام الولادة على الأم التي افترشت الأرض وبمساعدة الأهالي وبعض الممرضات اللائي أجرين لها عملية ولادة كاملة على الأرض وأمام بوابة المستشفى في الشارع أمام المارة وضعت طفلها الجديد.
ويضيف الزوج، في تصريحات صحفية، أنه عندما شعر بالمأساة، قرر تصوير الواقعة، لإظهار حجم الإهمال في المستشفى، خاصة وأن الأطباء يوم الجمعة لم يكونوا متواجدين داخل المستشفى، قائلا: «أنا لست إخوانيا، حتى يتهمني البعض بتدبير الواقعة، أو الترصد لوزارة الصحة».
الأهالي يطالبون بإقالة مدير المستشفى
وتداول أهالى البحيرة مقطع الفيديو الذي جرى مثل النار في الهشيم حتى أصبح حديث مواقع التواصل الاجتماعي في مصر ويظهر الفيديو استغاثة أقارب تلك السيدة واتهامهم إدارة المستشفى بالإهمال الشديد لمنعها من الولادة داخلها.
بعد الواقعة دعا عدد من النشطاء عبر مواقع التواصل الاجتماعى إلى تنظيم وقفه احتجاجيه، يوم الخميس المقبل، أمام مستشفى كفر الدوار العام.
وتداول النشطاء مقطع الفيديو الذين أشاروا فيه ببعض الكلمات التي تعبر عن سخطهم وغضبهم واحتجاجهم على انتهاك حقوق الإنسان داخل مصر، والذين وصفوه بالـ«فضيحة» وطالبوا بإقالة مدير المستشفى وتشكيل لجنة من وزاره الصحة للتفتيش على كل المخالفات والفساد داخل المستشفى وإحالة المسئولين وخاصة مسئولى الاستقبال للتحقيق والنيابة العامة.
كما طالب المحتجون بإخضاع المستشفى لإحدى جهتين، جامعة الإسكندرية أو القوات المسلحة لرفع كفاءتها وتفعيل كافة الأجهزة الطبية الموجودة بالمستشفى، محذرين من عدم تلبية مطالبهم.
وزارة الصحة: أراد الله أن تلد في الشارع
وفي تعليق وزارة الصحة على الواقعة التي تم توثيقها بمقطع فيديو، قال الدكتور محمد نعمة الله، وكيل وزارة الصحة بمحافظة البحيرة، إن "الهدف من هذا الفيديو هو الإساءة لمؤسسات الدولة، والتشهير بها".
وأضاف «نعمة الله» في مداخلة هاتفية بفضائية «أون تي في»، أن "ما حدث هو أن أحد الأطباء بقسم الاستقبال بالمستشفى، طالب هذه السيدة بعد توقيع الكشف عليها بالمشي لعدة دقائق، حتى تكون عملية الولادة سهلة، وأثناء تنفيذها لتعليمات الطبيب أمام المستشفى أراد الله أن تلد"، على حد قوله.
مصر على خطى المكسيك
وعلى المنوال ذاته في ديسمبر الماضي من العام المنصرم وقعت حادثة مماثلة في جمهورية المكسيك كانت بطلتها إيرما لوبيز، المنحدرة من هنود المازاتيك، التي تم منعها من دخول المركز الطبي لكواخاكا بالمكسيك وهي في حالة وضع، فاشتدت عليها الآلام، وبطردها بازدراء من قبل الممرضات، وضعت طفلها بشكل مفاجئ في حديقة المستشفى.
وقام المستشفى بإدخالها، مستوفية منها أجور الدواء والتجهيزات وحتى السرير الذي رقدت فيه، ولاقت هذه الحالة اهتماما كبيرا لأن أحدهم التقط صورة لإيرما وهي تلد في حديقة المستشفى، لتشتهر هذه الصورة في أوساط وسائل الإعلام العامة، مفزعة الكثير من المكسيكيين.
وانتهت تلك القصة المؤلمة بتقديم سلطات المستشفى أعذارا عديدة، وبعد أسبوع على الحادثة، تم طرد اثنين من مدراء المستشفى، وعلقت عليها إيرما قائلة: "من الجيد أن يرى الجميع كيف يتصرف هؤلاء الممرضات والأطباء"، حسب تقرير نشرته صحيفة لوس أنجلوس الأمريكية.
من جهته قال مستشفى كفر الدوار العام بالبحيرة، الأحد، إن ما أثير حول واقعة إهمال أطبائه تجاه حالة ولادة سيدة أمام قسم الاستقبال يوم الجمعة الماضي "غير صحيح"، لافتًا إلى أن المستشفى وقع كشفًا طبيًا على المريضة بالعيادة الخارجية الخميس (9 أكتوبر).
وأوضح التقرير أنه تم توقيع الكشف الطبي على المريضة بالعيادة الخارجية وتم إجراء أشعة لها بالمستشفى، وأفادت هذه الأشعة أن وزن الجنين 4.400 كيلو جرام، وأن التاريخ المتوقع للولادة بعد أسبوعين والأم والجنين في حالة صحية جيدة، وذلك من واقع سجلات العيادة الخارجية بالمستشفى.
وأضاف أن الحالة حضرت في اليوم التالي (الجمعة 10 أكتوبر)، عند الثانية والربع عصرًا، ووقع الطبيب النوباتجي الكشف الطبي عليها بقسم الطوارئ النساء بالقسم الداخلي، وطلب استكمال بعض الفحوصات لاحتمال إجراء عملية قيصرية لكبر حجم الجنين، خصوصًا أنه لا توجد مؤشرات ولادة أو آلام وضع في ذلك التوقيت، ونصح المريضة بالتحرك داخل القسم لحين وجود علامات أو آلام ولادة على أن تتم الولادة طبيعية.
وأشار التقرير إلى أنه عند الخامسة و20 دقيقة، وبعد حوالي ثلاثة ساعات من توقيع الكشف الطبي عليها وأثناء تواجد المريضة داخل المستشفى، فوجئت بآلام الولادة أمام باب الاستقبال والطوارئ، فطلب الفريق الطبي إدخال الحالة لقسم الاستقبال والطوارئ لإجراء عملية الولادة.
وأكد التقرير رفض المرافقون للحالة إدخالها للقسم وذلك رغم وجود الفريق الطبي والذي أتم عملية الولادة الطبيعية في نفس المكان تحت ساتر من البطاطين وبعد ذلك وافق المرافقون علي دخولها الاستقبال لاستكمال عملية الولادة، وتمت بشكل طبيعي لـ(أثني حية كاملة النمو بوزن 4.200 كيلو جرام زائدة عن الحجم الطبيعي).
ولفت التقرير إلى أنه تم متابعة الحالة والمولودة داخل قسم الحضانات وخرجت الحالة ومولودتها من المستشفى، عند الحادية عشر من مساء نفس اليوم بعد اتمام الإجراءات.
و أوضح أن المتابعة الميدانية، أكدت أنه تم إجراء 669 حالة عملية ولادة بالمستشفى خلال شهر سبتمبر، فضلا عن إجراء 12 عملية ولادة في نفس اليوم، مشيرًا إلى أنه كان هناك إصرارًا من المرافقين للحالة لتصويرها أثناء عملية الولادة بالخارج، رغم محاولات الفريق الطبي لدخولها لإجراء عملية ولادة دخل القسم، وفقًا لما جاء في بيان المستشفى.


