بعد شهر من القتال، يقول المدافعون عن مدينة عين العرب، أو "كوباني" باللغة الكردية، إن تنظيم الدولة الإسلامية أُخرج أخيرا من هذه المدينة السورية. فما الذي تعلمناه من هذه المعركة؟
1. لا تمثل عين العرب أهمية "استراتيجية".
ليس ذلك على الأقل بالمعنى التقليدي للكلمة، فهي لن تحدد مصير الحرب الأهلية الدائرة في سوريا أو حملة "التصميم الصلب" التي تقودها وزارة الدفاع الأمريكية (البنتاغون) على التنظيم.
وتتمثل الأهمية الأساسية لمدينة عين العرب، تلك البلدة السورية التي تقع على الحدود مع تركيا ويعيش فيها الأكراد، في الأزمة الإنسانية التي أحدثتها المعركة من تهجير لـ 250 ألف شخص.
وكان لذلك تداعيات على علاقة الأكراد بتركيا، إذ لجأت الغالبية منهم إلى هناك. في حين أن تركيا تعمل على أن تدفع بعملية السلام قدما مع أكراد تركيا، وذلك بعد تمرد استمر لفترة طويلة.
وزادت هذه المعركة أيضا من سوء العلاقات التركية مع حلفائها، ومن ناحية أن ينتصر تنظيم الدولة الإسلامية، فإن تلك التوترات تتفاقم أيضا في أن عين العرب أصبحت هي الأقرب.
وقفت جموع من الأكراد تهتف هتافات مناهضة لتنظيم الدولة الإسلامية فوق التلال التركية المطلة على البلدة
2. اختار كل من تنظيم الدولة الإسلامية والبنتاغون أن يدخلا في القتال هناك لأسباب دعائية.
تأتي سوريا في المرتبة الثانية من اهتمامات التحالف الذي تقوده الولايات المتحدة في التوقيت الحالي على الأقل.
وأشار الجنرال جون آلين، منسق الحملة، يوم الأربعاء إلى أن "الأزمة في العراق تأتي في طليعة أولوياتنا في الوقت الحالي".
وإذا كان ذلك حقيقيا، فلماذا إذن كان هناك العديد من الغارات الجوية التي استهدفت المناطق المحيطة بالمدينة؟
وتقول القيادة المركزية إنه جرى شن العشرات من تلك الغارات خلال هذا الأسبوع، وأن أربع عشرة منها وقعت ما بين يومي الثلاثاء والأربعاء.
ولا شك في أن تلك المعركة أظهرت أن أمام تنظيم الدولة الإسلامية فرصة لإحراز نصر دعائي ومن ثم فإن التحالف بحاجة لأن يحرمه من ذلك المكسب.
وبغض النظر ما إذا كانت عين العرب ستصمد لفترة طويلة، فإن الولايات المتحدة وحلفاءها اغتنموا ذلك كفرصة ليظهروا تضامنهم مع الأكراد ويوجهوا ضربة لعدوهم المشترك.
وبتجنب الالتزام بالإبقاء على هذه المدينة تحت سيطرته، بل والحديث ضمنيا عن إمكانية سقوطها مرة أخرى، تحاول القيادات الأمريكية نفي تحقيق أية مكاسب دعائية.


