غزة / سما / بعد أن أعلن أقاربها للسجل المدني خبر استشهادها، وبعد ساعة من البحث عنها، عند توقف القصف الذي تعرض له حي "الزيتون" يوم الثامن من آب/أغسطس، خلال العدوان الإسرائيلي على قطاع غزة، خرجت رضا الزهار (32 عامًا) من تحت الركام حية.
وتقول الزهار وهي أم لأربعة أطفال أكبرهم (14 عامًا) وأصغرهم (10 أعوام) لـ وطن للأنباء "في غضون الساعة الثالثة، سمعنا انفجارًا يهز أرجاء المنزل استهدف غرفة ابني حمزة، فظننته قذيفة دبابة وإذ به صاروخ طائرة حربية دون طيار؛ لتحذيرنا بإخلاء البيت من أجل قصفه بعد ذلك".
وتتابع "في غضون ذلك طلبت من أبنائي الاحتماء في منطقة دَرج العمارة حتى لا يصيبهم أذى، وهرعت لطلب النجدة بمهاتفة أمي لتطلب لنا سيارة إسعاف لنقلنا إلى منطقة أخرى بسبب الخطر المحيط بهم".
وتضيف الزهار "في نفس الدقيقة ذهبت نحو غرفتي لإحضار ما أرتديه قبل الخروج من المنزل وفجأة أصبحت في حفرة كبيرة بعمق 8 متر، سقطت فيها بقوة بعد قصف صاروخ الـ F16، فنطقت الشهادتين أكثر من مرة لأني رأيت الموت بعيني، وحاولت مقاومة الركام ولم أستطع البتة، وبدأت أطراف جسدي تميل للخذل شيئًا فشيئًا حتى فقدت القدرة التامة على الحركة وأصبح التنفس شبه معدوم تحت الحجارة".
وتؤكد سماعها لأصوات الجرافات وهي تحفر بحثًا عنها، فيما قضت الساعة التي شعرت أنها ثلث ساعة وهي تبتهل إلى الله بسلامة أبنائها، وبعد انتقالها للمستشفى لم تصب بأي جروح أو حروق لكن كدمات ورضوض.
وتوضح "خلال هذه الساعة كان أبنائي الناجون من القصف يبكون والأقارب يحضرون لمراسم جنازتي لأن النجاة من تحت الركام أمر شبه مستحيل في العدوان".
ومكثت رضا في مستشفى الشفاء ثلاثة أيام، وتدربت على المشي من جديد حتى عادت سلامتها، لكن وحسب قول الأطباء فقدت الإحساس بالخلايا العصيبة وتحتاج حوالي ثلاثة شهور حتى تعود طبيعية تحت المراجعة الصحية.
إلى جانب ما روته الشاهدة على هذا القصف الشنيع تقول إن "ما وصفته ليس كما هو تمامًا لأن التجربة خير برهان على أن هول الموقف خارج حدود تصور الإنسان ويصعب إعادة وصف المشهد بدقة متناهية".
وتوضح أن الانفجار يجعل الناس تحت الركام جثث متفحمة بسبب الحروق وقوة الحمم بداخله، أما رعاية الله أحاطتها حينما انفجرت براميل الماء في المنزل حيث كانت تصب عليها في المكان الذي كانت به، لتخفف من حرارة النار الناجمة من شظايا الصاروخ.
" وطن "


