عندما عادت المخرجة السينمائية الفلسطينية ليلى صنصور إلى بيت لحم لتخرج فيلما عن مسقط رأسها، لم تكن تدرى أن الأمر سينتهى بها إلى قيادة حملة لوضع المدينة القديمة على خريطة العالم كنموذج للتنوع فى الشرق الأوسط.
غادرت ليلى بيت لحم وهى فى سن مراهقة عام 1983 عاقدة العزم على ألا تعود، لكنها عادت لاقتفاء آثار طفولتها فى 2004 لتصنع فيلما عن المدينة تكريما لوالدها الراحل أنطون صنصور مؤسس جامعة بيت لحم.
وعند عودتها إلى المدينة مهد المسيحية التى تقع فى الضفة الغربية وجدت نفسها وقد اندفعت للمشاركة فى حملة لمعارضة بناء إسرائيل للجدار العازل الذى يبلغ ارتفاعه 8 أمتار ويمتد عبر أراضى الضفة.
وبدأت إسرائيل بناء الجدار فى عام 2002 بعد موجة من التفجيرات الانتحارية الفلسطينية متذرعة بأسباب أمنية، ويرى الفلسطينيون الجدار رمزا للقمع الإسرائيلى الذى يحرمهم من الأرض التى يريدون إقامة دولتهم عليها.
وأمضت ليلى 4 أعوام تؤسس لحملة "أهلا بيت لحم" للترويج لتراث المدينة وللضغط من أجل هدم الجدار، لكن مصادر التمويل نضبت لذا قررت العودة لصناعة الأفلام.
وكانت النتيجة التى استغرقت عدة أعوام هى فيلم وثائقى مدته 90 دقيقة بعنوان "أهلا بيت لحم" اعتمد على 700 ساعة من اللقطات المصورة والأرشيفية ويحكى عن قصة كفاح ليلى صنصور من أجل بيت لحم.
وأثناء عرض الفيلم هذا الأسبوع قالت: إن الوقت ملائم لتسليط الضوء عالميا على بيت لحم وهى مدينة تفخر بتنوعها، ودعت الناس لزيارتها والتقدم للحصول على جواز سفر رمزى باسم المدينة عن طريق حملتها.
وقالت ليلى أمس الجمعة: "نريد أن نستغل بيت لحم لنسلط الضوء على الضرر الذى يصيب منطقة الشرق الأوسط بكاملها، نريد من الناس رؤية ذلك بأعينهم"، وتابعت "نأمل أن يكون الفيلم أداة قوية لإحياء حملتنا وزيادة الوعى بشأن ما يحدث هناك وكيف يمكن أن يكون لديك مدينة متنوعة متعددة الأديان."


