خبر : لا للاتفاق مع حماس \ بقلم: يوسي بيلين \ اسرائيل اليوم

الإثنين 18 أغسطس 2014 02:04 م / بتوقيت القدس +2GMT



نُشر الاقتراح المصري لـ "تسوية" اسرائيلية، وسيعرضه شخص ما على أنها انتصار لحماس بسبب ما يوجد فيه. وسيعرضه آخرون على أنه نصر لاسرائيل بسبب ما لا يوجد فيه، لكنه سيكون واضحا للجميع أن الحديث عن مسار عسكري طويل جدا انتهى الى سلسلة اتفاقات بين اسرائيل وحماس (ملفوف بوفد مشترك مع السلطة الفلسطينية)، نشأ فيه اضعاف آخر لمحاولة اسرائيل الامتناع عن الاعتراف بحماس وحصلت به حماس على ما لم تحصل عليه من اسرائيل قبل العملية.
إن هذه عودة الى "ماوي مرمرة" بقدر ما التي رُفع بعد زيارتها المأساوية الحصار عن غزة بصورة كبيرة. إن قضم الأظفار في انتظار منتصف يوم الاثنين لا داعي له في نظري. فعدم الاتفاق مع حماس أفضل من إنهاء عملية الجرف الصامد بانجاز كبير لحماس حتى لو طلبت مصر ذلك منا.
يفضل أن تعلن اسرائيل أنها لا تنوي اطلاق النار لكن اذا أطلقت النار عليها فستشعر بأنها حرة في العمل. واذا استقر رأي حماس أو ذراعها العسكري على قبول هذا المبدأ ولو مدة غير طويلة فيمكن أن تُحادَث مصر وحكومة الوحدة الفلسطينية في سلسلة طويلة من المواضيع لاسرائيل ومحادثاِتها اهتمام مشترك بها.
تتعلق المصلحة المشتركة بمجالين رئيسين – التمكين من تعمير غزة دون تعرض أمن اسرائيل للخطر بمنتوجات لها استعمال مزدوج (كالاسمنت مثلا)، وعدم نسبة التحسن في غزة الى حماس، فاذا اصبحت حماس معنية بالانضمام للمحادثات مع اسرائيل فعليها أن تفي بشروط الرباعية وهي التبرؤ من الارهاب والاعتراف باسرائيل والاعتراف باتفاق اوسلو، وإلا فان ناسها يستطيعون الاتصال بممثلي السلطة الفلسطينية والمشورة عليهم ما شاؤوا، لكن حماس لن تكون محادِثة لنا تمكث في فندق قريب وتقرر.
حينما خرجت اسرائيل برئاسة زعيم الليكود ورئيس الحكومة آنذاك اريئيل شارون، من غزة خلفت وراءها كتاب ارشادات للغزيين. وهي لم تأمرهم بعدم بناء ميناء عميق الماء أو عدم بناء مطار، وقد ولدت التقييدات (التي كان بعضها ضروريا وبعضها لا حاجة اليه ومُضرا) بعد سيطرة حماس العنيفة على القطاع. وتستطيع اسرائيل أن تقرر ازالة بعضها مع محادَثة السلطة الفلسطينية. فلا يوجد سبب حقيقي مثلا يمنع تصدير المنتوجات الزراعية من القطاع الى اسرائيل؛ واستقرار الرأي على التمكين من هذا التصدير يساعد السكان هناك جدا ويكون ميزة مباشرة لاسرائيل. وكذلك الامر ايضا في مواضيع اخرى يصعب تغييرها حينما يصبح لاسرائيل من تحادِثه في الطرف الآخر، ولم يوجد الى الآن جهة كهذه، فاذا اصبحت الحكومة الفلسطينية قادرة على تحمل المسؤولية (المحدودة، لأنه من المؤكد أنها لا تستطيع نزع الصواريخ من القطاع)، فسيكون من الصواب اتخاذ تدابير تسهيلية والمساعدة في تعمير غزة. فاليأس وراء الحدود خطر امني على اسرائيل لا يقل عن السلاح الموجود هناك.
أريد جدا مثل كثيرين أن أعلم في منتصف هذه الليلة أنه رُتبت هدنة لأمد طويل وأنه لا حاجة للعيش في خوف من صافرة الانذار التالية وأن اسرائيل تعود الى حياتها المعتادة بعد اسابيع طويلة هاذية على ألا يكون ذلك بثمن باهظ جدا. إن اتفاقا غير مباشر مع حماس يزيد في شأنها هو خطأ. والالتفاف على حماس قد يضعفها ويجعلها أقل صلة بالواقع وهذه هي مصلحتنا.