تخلق دراما البيئة الشامية الحدث في كل سنة، ورغم ان الجميع يصر ويجاهر على انتقادها في العلن فانهم كذلك يقبلون على متابعة ادق تفاصيلها في” مفارقة عربية” بامتياز، الملاحظ في ما جادت به هذه الاخيرة من اعمال ان عودة مسلسل من طينة “باب الحارة” الهب المنافسة واشعل فتيلها من جديد، لكن وحتى مع العودة السيئة له بالرغم مما يحققه من نسبة متابعة عالية شئنا اوابينا وهذا ما اظهرته الاحصائيات لحدود الساعة، رغم ان السمة الطاغية عليه واثارت ردود فعل مختلفة “تغييب” مصطلحات كانت تشكل العمود الفقري للنجاحات السابقة على غرار “الثوار” و”مقاتلي الغوطة” و”الاحرار” وغيرها من الكلمات التي صدر حولها “فرمان المنع″ من لدن المؤسسات الرسمية التي باتت تنتابها “حساسية مفرطة” منها، وهذا ما تلقفه صناع المسلسل الذي انغمسوا في كيل التهم ورفع الشعارات في وجه المحتل الفرنسي “كتعويض” وغطاء على ما سبق ذكره، لكن هل نجح هذا المسعى اوبالاحرى الحيلة؟ قطعا لا وما تمكنوا من درء الفشل وتاجيج الحماس السابق الذي تحول “وبالا” على الوطن باكمله في قصص معروفة للجميع ولا داعي لاعادة التذكير بها، فماذا عن المسلسلات الاخرى المنافسة؟
“الغربال” ثنائية الخير والشر المملة:
رافقت ضجة اعلامية كبيرة كواليس تصوير مسلسل “الغربال” من اخراج “ناجي طعمي” وبطولة النجوم “بسام كوسا” و”عباس النوري” و”عبدالمنعم عمايري” والقديرة “منى واصف”، استمثار ثنائية النوري وكوسا التي اكتشفها المخرج “بسام الملا” سابقا وراهن عليها مخرجون وشركات انتاج اخرى ظلت حبيسة قصة مكررة ولم تحمل جديدا يذكر، اتهام شخصية “ابوعرب” التي يجسدها “عباس النوري” بقتل “الزعيم” والحكم عليه بالاعدام في اجترار واضح للقصص السابقة على غرار” رجال العز″ للمخرج القدير “علاء الدين كوكش” مع النجم “قصي خولي”، السؤال الذي يفرض نفسه اين التراث الشامي العريق في حالتنا هذه ؟ المشاهد بات يشعر بالملل من طرح مواضيع متشابهة تحت عناوين عريضة مختلفة غاياتها استمالة الفضائيات “الغاضبة” بالاساس من الدراما السورية لاسباب اخرى معلومة، فاين “الاستثناء” في دراما رمضان الحالي؟
“طوق البنات” تفوق نسبي:
مسلسل اخر خاض السباق الرمضاني من نفس النوعية هومسلسل “طوق البنات” تاليف الكاتب المعروف باعماله الرائعة والمختص في البيئة الشامية في ذروة نجاحاتها “احمد حامد” واخراج “محمد زهير رجب “وبطولة نخبة من الممثلين المعروفين يتقدمهم “رشيد عساف” و”منة واصف” و”روعة السعدي” و”تاج حيدر” و”يامن الحجلي” واخرون كثر، الفريد في العمل انه يطرح قصة تعود لثلاثينيات القرن الماضي حول وقوع ضابط فرنسي في عشق فتاة شامية ما يجعله ضائعا بين ولائه لوطنه وادائه لمهامه وبين صوت قلبه المولع بحب تلك الصبية، الغريب ان المسلسل مع تميزه النسبي على الاعمال الاخرى هواقلهم حظا في التسويق الفضائي وهوالاحق والاجدر لانه يقدم صورة جديدة عن دراما البيئة الشامية ويحمل المشاهد لوقائع من التراث العريق لاهل الشام وبين بطولاتهم في طرد المحتل من الوطن حيث ابهى الملاحم التي يرسمها الشباب الثائر “رغم تحفظهم على الكلمة”، ختاما يشكل هذا المسلسل بالاضافة “بواب الريح” الذي سبق وتحدثنا عنه هنا الاستثناء الجميل هذا الموسم رغم انهما لم يعرفا طريقهما للعرض الموسع لكنهما اعادا للاذهان تلك الصور البهية عن نخوة وشهامة اهل الشام ورفضهم الانصياع للذل والهوان، بعيدا عن السعي وراء “تفصيل” المسلسلات للجهات النافذة.. فهمكم كفاية..


