القاهرة- سما - قال الدكتورموسى أبو مرزوق نائب رئيس المكتب السياسي لحركة "حماس"انه يستبعد ذهاب إسرائيل لمعركة كبيرة، وإن قرروها فليس هناك ما نخسره في ظل الحصار وإغلاق المعابر وقطع الرواتب، والمقاومة في حالة عالية من الإستعداد والتأهب.
واضاف ان سياسة "حماس" الثابتة هذه الأيام عدم الذهاب إلى التصعيد، لكننا لن نسكت على الإنتهاكات ضد شعبنا في الضفة والقطاع.
الحوار كما اجرته معه صحيفة القدس المحلية:-
*المواجهة مع قطاع غزة قادمة بحسب التهدديات الإسرائيلية المتواترة، كيف إذن يبدو المشهد الميداني في غزة في هذه اللحظات، وما هي حالة الناس، حسب آخر التقديرات التي تصلكم؟.
هناك حالة شديدة التوتر، لا سيما بعد استشهاد تسعة من المقاومين واسرائيل لا تتوقف عن التهديدات والكثير من الغارات، ومن جهتها المقاومة في حالة من الإستعداد والتأهب لأي عدوان. والناس روحهم المعنوية عالية، وليس هناك ما نخسره في ظل الحصار وإغلاق المعابر وقطع الرواتب. ولا اعتقد أن (الإسرائيليين)- وشدد على وضعها بين قوسين-ذاهبون إلى معركة حيث لا أهداف سياسية لهم من الممكن تحقيقها، بل إن المنطق يُملى أن الحرب من صالح المقاومين لتخلى (إسرائيل) عن التزاماتها السابقة.
*عدم إعتقادكم بذهاب إسرائيل للحرب يعني أنكم لا تأخذون التهديدات الإسرائيلية على محمل الجد؟ وأنكم كما هي إسرائيل لا ترغبون بالتصعيد كما يرى كثير من المراقبين؟.
على المقاومة أن تأخذ التهديدات على محمل الجد، حتى لو كانت تحليلات الخبراء والسياسيين تبدو مخالفة، وخاصة أن (إسرائيل) تسعى إلى التهدئة، وهذا صحيح، وسياسة الحركة الثابتة هذه الأيام أننا لن نذهب إلى التصعيد، لكننا لن نسكت على الإنتهاكات ضد شعبنا في الضفة والقطاع، ونحن لم نبدأ بالقصف، بل هم الذين بدأوا وبعد معرفتهم بقتل الجنود- المستوطنون الثلاثة في الخليل منذ اللحظات الأولى، وإخفائهم الخبر، للتمهيد للعدوان الشامل ضد شعبنا في الضفة والقطاع، فالجميع يعرف بأن نتنياهو يعلم بأنهم قُتلوا لحظة الخطف ولكن العدوان طبع عندهم لا يريدون مغادرته.
*ما هي أخر آخبار التهدئة، هناك أنباء متواترة عن إتصالات تجريها "حماس" بهذا الشأن، وهل قطر دخلت على الخط إلى جانب مصر في هذا الإطار؟.
لا علم لي عن تدخل الأطراف العربية، أما مصر، فنعم؛ أبدت حرصها على مصالح الشعب الفلسطيني، واستنكارها للعقاب الجماعي للشعب الفلسطيني، أما التهدئة وموقف الحركة الذي ابلغناه للجميع، فأقول عدة جمل:
- (إسرائيل) هي التي بدأت العدوان وعليها أن توقفه.
- المقاومة ردت على القصف بمثله ولا يستطيع أحد لومها.
- نحن مع عدم التصعيد، ولكن الجرائم التي يرتكبها العدو لا يمكن السكوت عليها، ولا يمكن أن تبقى الحركة مكتوفة الأيدي.
- (الإسرائيليين) هم من إنتهك التهدئة، وآخر خطواتهم الغاء مساحة الـ6 ميل صيد بحري والعودة إلى مسافة 3 ميل بحري في غزة، وعليهم أن يعودوا إلى ما تم الإتفاق عليه في القاهرة بعيد حرب 2012 ويُلغوا قراراتهم الأخيرة.
- هناك تجاوزات لكل التفاهمات والإتفاقيات، مثل اتقاقية تبادل الأسرى، حيث أعادوا إعتقال المفرج عنهم في الضفة، فهم لم يحترموا تعهداتهم وجددوا الإعتقال الإداري.
- أخيراً: "حماس" معنية بالقيام بمسئولياتها وكل واجباتها لحماية شعبنا وحماية قرارنا الوطني المقاوم.
*بعد التصعيد الإسرائيلي في الضفة الغربية، بعد استباحتها بالمداهمات وباعتقال المئات وبعودة سياسة هدم البيوت، وبعد حادثة خطف وقتل الفتى أبو خضير، هل الفلسطينيون ذاهبوان لمواجهة شاملة وانتفاضة ثالثة ضد إسرائيل؟.
إذا استكان شعبنا تحت الإحتلال استقر العدوان، وتكررت الحوادث والألام، يجب أن يعلم الفلسطينيون أن لا مستقبل لهم ولا دولة ولا حرية ستاتي عن طريق الحل السياسي والمفاوضات مع (الإسرائيليين)، وليس لهم إلا طريق المقاومة والجهاد والكفاح بكافة الشكال، هذا ما توافقنا عليه وطنياً، وهذا ما أثبتته حركة التاريخ القريب مع هؤلاء، ويكفي أن سياسة الرئيس أبو مازن باءت بالفشل الذريع، وليس له الاا أن يراجع هذا الطريق ويشق طريقاً غيره. أما نحن فالمقاومة سبيلنا مهما كانت الصعاب من حصار وتجويع واهانات واعتقال وحرق الأحياء والرقص على الجثمان، فهذا أقصر طريق وأكثرها فائدة واسرعها إنجازاً.
المصالحة والعلاقة مع مصر
&ما حقيقة ما يتردد من أن فتح وأبو مازن فوجئوا من ليونة حماس عند توقيع إتفاق المصالحة الأخير، وهو ما دفع أزمة الرواتب بأن تخرج إلى السطح، كأول الأزمات وهي أقل الملفات تعقيداً مقارنة بالملف الأمني وملف المنظمة والإنتخابات والبرنامج السياسي.
تُسأل فتح وابو مازن ما إذا كانوا قد فوجئوا أم لا، أما تنازلات "حماس" فهي لصالح شعبها، ومن يتنازل لشعبه هو الكاسب الأكبر والمتتبع لمسيرة الوحدة والمصالحة سيجد أن "حماس" الأكثر ليونة ومسئولية في التعامل مع هذا الملف. أما ازمة الرواتب فهي مسألة ما كان لها أن تثار ولا أحد يستطيع أن يجادل في أحقية هؤلاء العاملين، وهذه مسئولية حكومة الوفاق الوطني، وسبق لي أن كتبت على صفحتي أن حكومة التوافق" تقتضي العدالة وعدم التمييز، وقلت أن (إسرائيل) حينما احتلت الضفة والقطاع، وورثت إدارتين لم تصنف الناس، كذلك السلطة حينما ورثت (إسرائيل) لم تصنف الناس، ولكن السبب الحقيقي عند بعض المسؤولين. وأضيف الآن كيف أساساً ترعى حكومة فئة دون أخرى وهي حكومة الجميع، وللأسف تم إستدعاء كل الوان الذرائع حتى لا يقوموا بمسئولياتهم، من البنوك إلى الدول الغربية إلى (إسرائيل) إلى أمريكا، كل ذلم هُراء، لأن السلطة نفسها تدفع الآن للابع هؤلاء الموظفين، فلماذا تحتج على الثلاثة أرباع الباقية، و(الإسرائيليين) أنفسهم كانوا يعطون لموظفي الضفة والقطاع إبان إدارتهم، دون البحث في DNA الخاص بكل فرد، وهكذا وكالة الأنروا ومؤسسات الأمم المتحدة العاملة في الأراضي الفلسطينية، والسلطة نفسها لا زالت تدفع لنواب "حماس" ووزراءها -السابقين- لحتى الآن. والسؤال الآن هل وحدة الشعب حكومة ورئاسة ومجلس تشريعي سهل إلى هذه الدرجة التفريط فيها؟.
أما بقية الملفات التي ترون بأنها الأكثر تعقيداً وأكثر حدة من قضية الرواتب، فالنوايا صادقة في التعامل معها بمسئولية، ولكن حتى اللحظة ليس هناك إحترام لأي من التواريخ التي توافقنا عليها.
*البعض يطرح استمرار إتفاق المصالحة دون ان تستكمل بنوده، خصوصاً المتعلقة بالملف الأمني، والمنظمة، كيف ترون ذلك؟.
نحن لا نرى نجاح حقيقي للمصالحة دون إنجاز هذه الملفات الصعبة والمهمة، وأهم الملفات ملف م.ت.ف وهو الملف الذي يهتم به كل فلسطيني في الداخل والخارج، ونحن في تدافع سياسي لإنجازه منذ عام 2005، وكذلك الملف الأمني المتعلق بالداخل الفلسطيني، فالأمن ركيزة الإستقرار وحماية الجبهة الداخلية بامتياز.
*فشل اتفاق المصالحة، هل يعني هذا تشكيل "حماس" لحكومة جديدة في قطاع غزة، خصوصا بعد دعوتكم قبل أيام وتصريحكم على أن غزة لن تعيش في الفراغ وبأن "حماس" قد تكون مدعوة للعودة لتحمل مسئولياتها في قطاع غزة ؟.
نحن سنبذل كل الوسع وكل الجهد لإنجاح حكومة التوافق الوطني، ولن نتكلم عن خيارات مستقبلية، وإن كانت كثيرة، لكن ليس من بينها عودة "حماس" لحكم القطاع.
*في هذا الإطار خرجت دعوات عن إدارة مشتركة في القطاع تتشكل من من كبار مسئولي الوزارات والقضاء ومشاركة الفصائل ومنظمات المجتمع المدني .
نعم هناك الكثير من الكلام حول هذه الموضوعات، ومن أطراف عدة بعد أن رأوا زُهد الرئيس أبو مازن ورئيس الحكومة في الضفة في تحمل المسئولية عن قطاع غزة، وكأن غزة لا أحد يريدها، أو يلتفت إليها، كما جاءت هذه الأحاديث بعد اعتقاد البعض بأن ابو مازن تورط بالوحدة ويريد الإنفكاك منها، لكن يبقى هذا كلام في كلام .
*كيف استقبلت مصر من وجهة نظركم خبر توقيع إتفاق المصالحة الأخير في غزة؟ وكيف هي علاقة "حماس" حالياً مع مصر ؟ هل عادت الإتصالات بينكما؟.
مصر كانت أول الدول التى أيدت الإتفاق وباركته، وعلاقتنا مع مصر موجودة، لكنها ليست كما يجب، وهي إلى القطع أقرب منها إلى التواصل.


