خبر : ينبغي ألا تحصر العناية في القضاء على حماس فقط \ بقلم: د. رون برايمن \ اسرائيل اليوم

الخميس 03 يوليو 2014 05:18 م / بتوقيت القدس +2GMT



          إن خطف الفتيان الثلاثة وقتلهم الوحشي يوجبان ردا اسرائيليا مناسبا ومهما يبتغي هدفا. وبيننا من يسمون انفسهم "معتدلين" يطلبون الرد من الرأس ولذلك يسمون الآخرين "متطرفين"، وهم الذين يميلون "الى الرد من البطن" كما يقولون. ويبدو الى الآن أن هؤلاء واولئك يميلون الى المحافظة، أي الى العودة الى نفس أنماط التفكير والسلوك التي تميز القيادة الاسرائيلية، سواء كان الحديث عن حكومة يسارية أم عن حكومة يمين منذ ايلول الاسود في 1993، الذي وقع فيه على اتفاق الاستسلام والخداع مع منظمة تحرير فلسطين كلها.

          إن القيادة الاسرائيلية اليوم كما كانت آنذاك – دون تفرقة بين يمين ويسار ووسط وأي اتجاه آخر، كما قلنا آنفا، تُفرق بين نوعين من الاعداء وهما مخربون "صالحون"، يجب أن يمنحوا بوادر حسن نية واحتراما، ومخربون "أشرار" ينبغي أن تتم مقاتلتهم. وحتى حينما عقد رئيس السلطة الفلسطينية أبو مازن حلفا مع أخته التوأم حماس، تكلم رئيس الدولة شمعون بيرس عليه مثل صديق وأحل الداء الذي تحاول حكومة اسرائيل الرسمية أن تندد به احيانا. وتحارب الحكومة التي اعلنت عملية "عودوا أيها الاخوة" عقب اختطاف الفتيان الثلاثة على يد حلف المخربين "الاخيار" و"الاشرار" من انصار عباس وحماس، تحارب حماس وحدها. ويحصل شريك حماس من جهة وشريك اليسار المتطرف من جهة اخرى على اعفاء، وما زال يطير في انحاء العالم ليبريء ذمته ويتلقى زيارات استكانة من اعضاء كنيست ومفكرين من اليسار المتطرف حتى في الوقت الذي يتمسك فيه بحلفه مع اخوته "الاشرار". وقد استقر رأي حكومة اليمين الاسيرة لتصور اوسلو والمستسلمة له على أن حماس فقط هي العدو لا حليفها في رام الله. وبرغم كل ذلك ما زالت تمدهما معا بالكهرباء بالمجان وبخدمات اخرى. واصبح اليهود هم جباة الضرائب ومستخرجي الماء لاعدائهم.

          يجب أن يبدأ رد اسرائيلي مناسب وكبير للتحرر من جمود تقسيم العدو المتكلف الى "أخيار" و"اشرار"، في حين يشترك هؤلاء واولئك في الهدف نفسه وهو محو اسرائيل من الخريطة. وما بقيت اسرائيل الرسمية والاعلامية تعامل محمود عباس وأشياعه على أنهم شركاء "أخيار" ومناسبوه وأنه يمكن ويُراد أن يُسلموا قلب ارض اسرائيل فانها قد تُدفع الى حرب غير اخلاقية على الاطلاق وهي المخاطرة بحياة جنود الجيش الاسرائيلي في حرب لا هوادة فيها لحماس اذا نجحت نقلت اسرائيل ثمار ذلك الانتصار على المخربين "الاشرار" الى اخوتهم "الاخيار"، الذين يتمتعون بتأييد وعطف معادين للسامية مسيحيين ومسلمين، ومعادين للسامية من الاسرائيليين. ولا يوجد عمل أقل اخلاقية وأكثر فسادا من جعل جنود الجيش الاسرائيلي طبق الفضة الذي تقام عليه دولة لعدو في قلب ارض اسرائيل.

          إن تنديد عباس بالاختطاف أو تعاون اجهزته الامنية احيانا، وفيها مخربون بملابس عسكرية، يجب ألا يبلبل اسرائيل وألا يؤبد نهج التفكير الاحمق الذي يميزها منذ 21 سنة وأفضى بها الى وضع ليست مستعدة فيه الى أن تفكر في مسار ما سوى مسار الانتحار المسمى بالاسم الشيفري الكاذب: "حل" الدولتين (وهو ليس حلا ولا سلاما).