خبر : كي لا يتجرأ أحد على رفع يده على يهودي \ بقلم: د. حاييم شاين \ اسرائيل اليوم

الثلاثاء 01 يوليو 2014 02:08 م / بتوقيت القدس +2GMT



 

          تدثر شعب اسرائيل كله في الحزن والحداد حينما علم بالعثور على جثث الفتيان الثلاثة. وعطف شعب كامل منقسم في الايام العادية على صرخة الأمهات وعلى نبلهن وعلى بطولتهن بالأمل والصلاة. وهذه ايام وحدة نادرة نبعت من ينبوع قديم للتكافل. من ذا يعرف قلب الأم التي تفقد إبنها، ومن ذا يتفهم نفس والد يبكي على ابنه الذي كان ضحية بعث اسرائيل في أرضه.

 

          لم تنته حرب الاستقلال بعد، فما زلنا مضطرين الى دفع ثمن الحرية. ويُضم الفتيان الابرياء الطاهرون الى عشرات الآلاف الكثيرين من اليهود الذين بذلوا مهجاتهم من اجل حقنا في العيش أحرارا في وطننا.

 

          عدنا بعد ألفي سنة من غربة طويلة كان ثمنها فظيعا. وظننا أن العودة الى صهيون ستوقف سفك الدماء الذي كان من نصيبنا في الغربة. وكنا نأمل أن تستطيع أمنا رحيل أن تكف عن البكاء على أبنائها الذين فُقدوا. لكننا لم نبلغ بعد الى الراحة والدعة، فما زلنا منذ سنين كثيرة مضطرين الى أن نقاتل في المدينة والقرية والجبهة الداخلية والجبهة الامامية لمواجهة طغاة وأعداء ثاروا علينا.

 

          إن مواطني اسرائيل يواجههم بشر ليست لهم صورة الانسان. والفرق بينهم وبين الحيوانات المفترسة ضئيل جدا. فالحيوانات تمتنع على نحو عام عن قتل أبناء جنسها، لكن هؤلاء مستعدون لذبح كل ما يعرض لهم في طريقهم من اجل قداسة دينهم القاسي. وفي الشرق الاوسط كله يسفك سيف إلههم الدم بلا انقطاع.

 

          لا يعمل المخربون الذين قتلوا الفتيان في فراغ بل هم رسل مخلصون لايديولوجية معوجة لها مؤيدون كثيرون في غزة وفي يهودا والسامرة، وهم الذراع العنيفة لقادتهم المحرضين ولرؤساء السلطة الفلسطينية. ولا اتأثر بمتحدثي السلطة الذين يحاولون اقناعنا بوجود ذراع عسكرية تعمل مفصولة عن الذراع السياسية. بل الحديث عن أداتين متآلفتين هدفهما كله القضاء على الكيان الصهيوني في ارض اسرائيل. ونحن لا نُحادث في السلام قتلة ومؤيديهم بل ينبغي أن نُحدثهم باللغة الوحيدة التي يفهمونها وهي لغة القوة.

 

          يجب على حكومة اسرائيل أن تتخذ قرارات شجاعة لوقف حملة القتل من كارهي اسرائيل، وقد عدنا الى ارض اسرائيل كي لا يكون الدم اليهودي مشاعا أبدا، وهذا هو واجب القيادة لمواطني الدولة ولضحايا الارهاب ولآلاف سني التاريخ اليهودي.

 

          يجب أن تكون الرسالة واضحة مقنعة وهي ألا يتجرأ أحد على أن يرفع يده على يهودي، وأن كل يد تُرفع ستُقطع سريعا وبتصميم.