غزة / أنسام القطاع / مع بداية العد التنازلي لقدوم شهر رمضان المبارك ، بدأ الشارع الفلسطيني ينتظر مسلسل باب الحارة بشغف ، بعيدا عن الأجواء الروحانية المفعمة بالإيمان لهذا الشهر الكريم .
حب المسلسلات الرمضانية والتعلق بمشاهدتها ، بات حديث من لا حديث له ، سواء في زيارات الأقارب , أو في الحلقات النسائية والرجالية , وأحيانا يصبح إدمانها طقسا من طقوس الشهر الكريم .
عبر مواطنون غزيون عن حبهم لمشاهدة بعض المسلسلات الرمضانية ، التي يغلب عليها الطابع الاجتماعي والوطني ، والذي يلامس هموم المجتمع وقضاياه ، بعيدا عن المسلسلات التي تتنافى مع أخلاقيات هذا الشهر الفضيل .
مراسلة "سما" اجرت بعض اللقاءات مع مواطنين ، ينتظرون شهر رمضان ليشاهدوا مسلسل باب الحارة ، بعد غياب دام عامين عن جمهوره ، ليطل من جديد عبر جزئه السادس ، مستكملا بقية أجزائه . وفي هذا السياق تقول شهد حمادة ( 20 ) عاما و إحدى متابعين المسلسل ، إنها تنتظر مسلسل بار الحارة على أحر من الجمر، بعد غيابه لعدة سنوات ، مشيدة على أنه المسلسل الوحيد الذي كانت تشاهده في السنوات الماضية .
وأوضحت حمادة أن هذا المسلسل لا يبعدها عن أداء شعائر هذا الشهر الفضيل ، من صلاة وعبادة واعتكاف . وأضافت حمادة باب الحارة مسلسل اجتماعي هادف ، يكمن جماله بصدق و بساطة الممثلين في أداء أدوارهم ، فهو يعبر عن عادات وتقاليد جميلة ، الآن أصبحنا نفتقدها في حياتنا اليومية .
تبعدنا عن رمضان
أما الأربعينية ام خالد تقول " لا أنكر أن معظم المسلسلات تبعدنا عن أداء العبادات والفرائض في رمضان ، ويكون الغاية من عرضها هو الهاء الناس عن ذكر الله ،وخاصة أن شهر رمضان المبارك هو شهر للعبادة وليس شهر لمتابعة المسلسلات " .
وأضافت أم خالد أنها لا تتابع عادة المسلسلات في رمضان ، وأن المسلسل الوحيد الذي تحضره هو مسلسل باب الحارة وقبل سنوات كانت تتابع التغربة الفلسطينية ، موضحة أنها لا تتابع سوى المسلسلات التي تحمل الطابع الاجتماعي الهادف وفي نفس الوقت يحاكي قضية جوهرية ووطنية .
ويخالفهم بالراى أحمد سعد ( 26) عاما الذي لا يجد أي معضلة في متابعة المسلسلات في رمضان ، ويقول سعد " أجد متعة كبيرة في مشاهدة المسلسلات الرمضانية ، ولضيق الوقت لا أتابع سوى مسلسلين وفي السنوات السابقة كان نصيب الأسد لمسلسل باب الحارة " .
وأضاف أنه لا يتابع المسلسلات الا في شهر رمضان ، رغم خصوصية هذا الشهر فهو يحب مشاهدتها ، فلرمضان أجواء خاصة وجميلة سواء في أداء العبادات أو في مشاهدة المسلسلات أو في التنافس في درجات العبادة
وخلال حديث "سما " مع الشيخ عماد حمتو عن متابعة الجمهور الفلسطيني لمسلسل باب الحارة في رمضان يقول حمتو مشاهدة المسلسلات تابعة إلى الأهداف والأدوار الموجودة في كل مسلسل ، موضحا إن كانت الأدوار المعروضة هادفة ونبيلة ، فلا حرج من مشاهدتها .
ويضيف حمتو أما إذا كانت الأدوار تنمي الغرائز ، وتهدف إلى إثارة الشهوات ، وتخالف الأصول الشرعية ننصح بعدم مشاهدتها . وينوه حمتو أن المسألة تكمن خطورتها ، في أن شهر رمضان شهر التنافس في درجات التوبة ، مشيرا أنه يجب أن يكون في داخلنا وازع ديني ، ورغبة في احترام هذا الشهر الفضيل من خلال التفرغ إلى أبواب العبادة والطاعات ، بدلا من مشاهدة المسلسلات اللاهية والتنافس على باب الريان .


