خبر : الاطعام سيقتلهم \ بقلم: البروفيسور رافي فلدان \ يديعوت

الثلاثاء 24 يونيو 2014 02:04 م / بتوقيت القدس +2GMT



          يُعرَّف الاطعام قسرا بأنه فعل مُذل وقاس، ورأيي الشخصي أن هذا القانون غير اخلاقي بصورة سافرة. فهذا الشيء مخالف للاخلاقيات الطبية الاساسية، ولقانون حقوق المريض وللمواثيق الدولية للاتحاد الطبي العالمي. والحديث عن استغلال ساخر للجهاز الطبي لاحراز غايات سياسية وصورية وليس صادرا بصراحة عن اهتمام بصحة السجين.

          ما معنى اطعام شخص ما قسرا؟ إنهم يأخذون مضربا عن الطعام يعالج في مستشفى ويقيدونه الى السرير بيديه ورجليه، في حين يمسك شخص ما طول مدة هذا الاجراء رأسه ويدس طبيب بالقوة أنبوبا الى داخل معدته. ولا يتجرأ أي طبيب ذي عقل على فعل ذلك.

          أمر الاتحاد الطبي أمرا لا لبس فيه بألا يُطاع هذا القانون غير الملزم الذي يُمكن الاطباء فقط من تنفيذ الاطعام قسرا. ولا يخطر بالبال أن يتجرأ شخص ما في داخل المستشفيات بقوة الحراك الجماعي الذي يزداد زخما في هذه الايام، على فعل ذلك.

          وقد أفرط المستشار القانوني لوزارة الامن الداخلي الذي اقترح لمنع المعاناة (بين حاصرتين)، أن يتم تنويم المضربين عن الطعام قبيل الاطعام. وهذا أمر هاذٍ تماما وتناقض مطلق. فالمضرب عن الطعام لا يستطيع أن يثبت للتنويم لأنه سيقتله. ولا أعلم بالضبط كيف يقصد المستشار القانوني تنفيذ الاجراء؛ فهل يُنومون المضرب عن الطعام ثلاث مرات كل يوم لاطعامه؟ وهل يُنوم على الدوام ويراقبه طول الوقت مُنوِّم ملاصق له؟ إن ما سيحدث لنا هنا هو بالضبط ما حدث في تلك الفكاهة اليهودية القديمة عن ذاك الذي أكل السمك الفاسد وطردوه من البلدة ايضا. لأن غاية القانون لن تُحرز من جهة لأنه لن ينفذ؛ ومن جهة اخرى اذا جاز القانون فسيُعاب علينا في العالم المتحضر كله بصفتنا دولة موجودة في مجموعة واحدة مع ايران وكوريا الشمالية اللتين تتجاهلان حقوق الانسان. يتم الاطعام قسرا في غوانتنامو لأن هذا المكان موجود خارج ارض الولايات المتحدة حيث لا يمكن أن يتم هذا الاجراء – وهناك ايضا تحتج منظمات حقوق الانسان على ذلك بلا نهاية. لكن السلطات الامريكية تتجاهل ذلك لأن غوانتنامو يشبه منطقة مشاع لا تنطبق القوانين عليها. وعلى كل حال لا توجد أية دولة متنورة في العالم تُمكّن من الاطعام قسرا.