خبر : نتدحرج الى حرب \ بقلم: ران أدليست \ معاريف

الأحد 22 يونيو 2014 12:00 م / بتوقيت القدس +2GMT



 

          بعد عشرة أيام، والجهود للعثور على المخطوفين اصبحت حملة لتصفية البنى التحتية للارهاب، من هناك الى المطالبة بتفكيك حكومة ابو مازن والان يتدحرج الى حرب دولة اسرائيل ضد الشعب الفلسطيني. لا سبيل آخر لوصف الانتشار والتوغل للجيش الاسرائيلي في مدن وقرى الضفة والرد "الاضطراري" على نار الصواريخ من غزة. بالفعل، الجهد للعثور على المخطوفين يجب أن يدار وبشدة، ولكن القضاء على "البنى التحتية لحماس" يمكن منذ الان اجماله بالفشل.

 

          البنى التحتية للارهاب "هي الموجة العميقة للاهانة، الثأر والتضامن من عموم الفلسطينيين مع السجناء. من هذه الناحية، كل الفلسطينيين هم حماس وهذا بالمناسبة ما يدعيه اليمين المريض. واعتقال مئات النشطاء ومصادرة  بضع وسائل قتالية هو قطرة في بحر مقابل محيط التراص الذي يثور في المجتمع الفلسطيني في صالح حماس، والان إذهب لتقتلع البنى التحتية الارهابية دون أن تعلن الحرب على كل الشعب الفلسطيني – وهذا في واقع الامر ما يحصل الان.

 

          ان جهود التفتيش نفسها ضرورية والثقوب السوداء في خريطة المعلومات الاستخبارية لدى جهاز الامن "الشاباك" وشعبة الاستخبارات "امان" تستوجب بالفعل انتشارا واسعا، غير أن قرار الحكومة ان تدير بالتوازي الصراع ضد حكومة الوحدة الفلسطينية ايضا حول مصير الفتيان من موضوع شخصي عائلي أليم الى حجة الضحية في الصراع السياسي والحزبي، بما في ذلك خطوات هاذية مثل مقاطعة وزير الخارجية ليبرمان للامم المتحدة – وكل هذا محكوم عليه بالفشل. لقد بدأ هذا الصراع منذ اليوم الاول من الاختطاف حين علق نتنياهو المسؤولية عن الاختطاف على ابو مازن.

 

          استغرق هذا بضعة ايام وتنسيق أمني كي يشجب أبو مازن الخاطفين ويمنع محاولات نتنياهو وشركاه تصفية صورته كمعتدل. من ناحيته، اذا واصل العالم اسناد حكومته (حتى الان لا توجد دولة تشكك في ذلك) فان الاختطاف هو خلل مؤقت. ورد نتنياهو على شجب الاختطاف من ابو مازن بـ "لا أصدق الى أن تحل حكومته". وبالذات يئير لبيد يصدق أبو مازن فيما يضيف: "لا اريد الوصول الى وضع يجعلني أصل الى هنا الى الاستديو لاشرح لماذا قتل جندي من الجيش الاسرائيلي". غير أن هذا كله حكي. في اللحظة التي يستوعب فيها لبيد بانه مسؤول ايضا عن قتل فتى فلسطيني ابن 13، فثمة حالة يصبح فيها هذا الحديث، الذي يتبادله في هذه اللحظة مع شبابه الذين هجروه فقط، سببا حقيقيا لتفتيت الحكومة.

 

          قبل بضعة ايام وصل فتيان مدرسة "مكور حاييم" الى كيبوتس هشومير هتسعير. ما الفكرة؟ تساءلت لدى عنات زيمل، التي ترافقهم بتكليف من وزارة التعليم. "فليتجولوا قليلا في الدفيئة التكنولوجية ويتنفسوا الهواء"، اجابت. فالمساعدة عند الحاجة هو أمر صحيح ومناسب، وحتى الحاخام تساهر، الذي رافقهم، اشترط الزيارة في أن تلبس الفتيات في المكان لباسا محتشما في اثناء الزيارة. وابتلع الكيبوتسيون هذا باسم العناق المواسي. المشكلة هي أن هذه الزيارة، مثل الموجة التي اجتاحت البلاد تحولت من تضامن انساني طبيعي الى جزء من حملة "استيطان القلوب" التي هدفها جمع نقاط الشرعية للمستوطنين.

 

 وهكذا فان المخطوفين ورفاقهم الذين صلوا بتفانٍ في الدفيئة، مثل الجيش والمخابرات العاملين بتفانٍ في الميدان ايضا، كلهم أطفال رضع أُسروا في اثناء المسيرة العظمى للمشروع الاستيطاني.