خبر : مسؤولون إيرانيون: نحن والأسد ربحنا الحرب… أما الغرب فدعم الفوضى والتطرف

الثلاثاء 13 مايو 2014 01:22 ص / بتوقيت القدس +2GMT
مسؤولون إيرانيون: نحن والأسد ربحنا الحرب… أما الغرب فدعم الفوضى والتطرف



طهران وكالاتقال مسؤولون إيرانيون بارزون أنهم وحليفهم في دمشق بشار الأسد قد ربحوا الحرب ضد المعارضة التي تلقى دعما من دول الخليج والدول الغربية والولايات المتحدة الأمريكية. ونقل سايمون تيسدال مراسل صحيفة ‘الغارديان’ الذي اجرى سلسلة من المقابلات مع عدد من المسؤولين الإيرانيين الذين يشكلون السياسة الخارجية الإيرانية في طهران قولهم إن السياسة الغربية في سوريا والتي شجعت وصول المتطرفين إلى هناك لم تؤد إلا إلى الفوضى وارتدت سلبا على الحكومات الغربية حيث تقوم الحكومة السورية الآن بالسيطرة على زمام المبادرة وتحقق تقدما.
وبحسب علاء الدين بوروجردي، رئيس لجنة الأمن والشؤون الخارجية في البرلمان الإيراني ‘لقد انتصرنا في سوريا’، ‘النظام باق وأمريكا خسرت’. ويقول بوروجردي إن الإرهاب الذي ترتكبه الجماعات الجهادية المرتبطة بالقاعدة وتلك المدعومة من الدول العربية تعتبر التهديد الأكبر الذي يواجه سوريا اليوم، وسيعود المقاتلون الذين سافروا لسوريا من بريطانيا والدول الأوروبية في وقت قريب وهو ما دعا المسؤول الإيراني للقول ‘نخشى على أمن أوروبا في المستقبل’.
وفي تصريحات مماثلة للمستشار والمخطط الإستراتيجي أمير محبيان ‘لقد ربحنا اللعبة في سوريا بسهولة’، مشيرا إلى أن ‘الولايات المتحدة لم تفهم سوريا بشكل جيد’، ‘فقد أراد الأمريكيون استبدال الأسد ولكن ما هو البديل؟ وكل ما فعلوه هو تشجيع الجماعات الراديكالية وفتحوا الحدود وجعلوها أقل أمنا’، واضاف قائلا ‘نتفهم الحاجة للتغيير في سوريا ولكن بشكل تدريجي وإلا حدثت الفوضى’.
لم نقدم السلاح!
ويقول تيسدال إن إيران الحليف الرئيسي لنظام بشار الأسد أنفقت مليارات الدولارات من أجل دعم النظام والحفاظ عليه من السقوط، ومع روسيا قامت إيران بتوفير الدعم لنظام دمشق سواء كان عسكريا أم لوجستيا، وعززت الأسد من أجل منع محاولات سقوط النظام. ويقول محللون غربيون إن إيران منخرطة في صراع إقليمي على السيادة أو حرب بالوكالة تمتد خارج الحدود السورية وتتركز في التنافس مع دول الخليج خاصة السعودية.
ويقول تيسدال إن إيران لديها مصلحة في انتصار النظام العلوي في سوريا الذي يواجه ثورة سنية مع أن المسؤولين الإيرانيين ينكرون أن تكون هذه هي دوافعهم. وينقل عن ماجد تخت رافنشي، نائب وزير الخارجية الإيراني قوله إن الأولوية الآن هي الإعتراف بفشل الثوة وأهمية إعادة الإستقرار قبل الإنتخابات الرئاسية المقبلة ‘يجب على المجتمع الدولي التعاون وبجدية مع التطرف والإضطرابات في سوريا، ويجب على الدول التي تقوم بدعم القوى المتطرفة التوقف عن مساعدتها’، وقال ‘ لدى إيران علاقات جيدة مع الحكومة السورية، وهذا لا يعني أنهم يستمعون لما نقوله’.
ونفى رافنشي أن تكون إيران قد قدمت أسلحة ومقاتلين من الحرس الثوري الإيراني لمساعدة دمشق على هزيمة المقاتلين كما تزعم الإستخبارات الغربية ‘لدى إيران وجود دبلوماسي هناك، ولا يوجد أي حضور غير عادي، ولا حاجة تستدعي قيامنا بتسليح المعارضة’.
وكانت إيران قد أستبعدت من حضور مؤتمر جنيف الذي عقد قبل أشهر بسبب المعارضة الأمريكية والبريطانية، رغم ما تتمتع به طهران من تأثير على الحكومة السورية وحزب الله اللبناني الذي يقاتل إلى جانبها.
لكن بعد خروج المقاتلين من حمص ‘عاصمة الثورة’ السورية مما أدى بعدد من المحللين والمعلقين الغربيين التوصل لنتيجة هي انتصار الأسد. ويقول تيسدال إن الولايات المتحدة ودول الخليج زودت المقاتلين بالأسلحة والمعدات.
وفي العام الماضي اقترب الرئيس الأمريكي باراك أوباما من شن حملة عسكرية ضد نظام الأسد حول استخدام قواته السلاح الكيميائي في منطقة الغوطة الشرقية، ولكن الإدارة قررت الغاء الهجوم مما دعا كلا من إيران ودمشق تفسير الموقف من أن أمريكا ليست معنية بالفوز في الحرب. ونقل عن محمد مراندي، الاستاذ بجامعة طهران قوله ‘أعتقد أن الأمريكيين ارتكبوا خطأ كبيرا في سوريا، واعتقد أنهم يعرفون هذا ولكنهم لا يريدون الإعتراف بخطئهم ‘.
وأضاف ‘لو قبلوا بخطة أنان عام 2012 لكنا تجنبا كل هذا’ الدمار، وكانت خطة أنان تقضي ببقاء الأسد في السلطة ووقف إطلاق النار وعقد انتخابات بإشراف دولي. ويعلق مراندي ‘آمنت إيران بصدق أن لامجال لها غير دعم حكومة الأسد، وأي شيء كان يعني انهيار سوريا ووقوعها بيد المتطرفين’.

مصالح الطاقة
ويرى التقرير أن وضع إيران الإقليمي قد تعزز بسبب العقوبات الجديدة على روسيا، مما يعطيها مساحة واسعة للمناورة مع بداية المحادثات حول مشاريعها النووية. ويقول تسيدال إن الأزمة الأوكرانية قد عززت من يد إيران في المحادثات النووية وتعاملاتها الأخرى من خلال تذكير الحكومات الغربية وإدارة أوباما بأنه قد تمثل بديلا محتملا في حالة تراجع روسيا كحليف يمكن الإعتماد عليه.
ويقول محبيان إن الغرب يقوم بفرض عقوبات على موسكو ‘أصبحت روسيا الرجل السيء الآن. ويضيف أن ‘هذا حسن من وضع المفاوضين الإيرانيين في الملف النووي، والوقت يقف معنا’.
ويرى مراندي أن إيران ليست معنية بمن هو المخطيء أو المصيب في الأزمة الأوكرانية، و ‘لو كانت إيران لا تتعرض للعقوبات لكان للغرب أكثر من خيار في مجال الطاقة، وفي الوقت نفسه لو استمرت العقوبات لربما تحول (حسن) روحاني واقترب أكثر من روسيا والصين’.
بحسب نائب وزير الخارجية، وهو عضو في الفريق المفاوض فستركز إيران على تفاصيل رفع العقوبات عندما تستأنف المفاوضات من جديد في فيينا. ولكنه لا ينفي أثر الأزمنة الأوكرانية التي أضفت بعدا جديدا للأزمة ‘بشكل طبيعي يمكن لإيران وأوروبا بناء علاقات تعاون أحسن في المجالات الإقتصادية والطاقة، ونعتقد أن هناك مساحة أوسع للتعاون’. ويقول تيسدال إن المدى الذي يجعل إيران البديل الحيوي للطاقة عن روسيا تصدقه الإحصائيات والإهتمام المتزايد داخل الدول الأوروبية في قطاع الطاقة. وتعتبر إيران ثالث منتج للنفط في العالم بعد فنزويلا والسعودية، وتحتوي على 13′ من احتياط النفط العالمي، ولديها ثاني احتياط غاز طبيعي في العالم.
وعلى الرغم من العقوبات المفروضة على إيران والتي تحد من قدرة إيران على الإستفادة من عائدات النفط وبيعه، إلا ان معرضا للنفط والبتروكيميائيات والغاز جذب إليه 1800 شركة منها 600 أجنبية من 32 دولة ومن ضمنها الولايات المتحدة وبريطانيا. وتعتبر الصين من أهم زبائن إيران، وتبلغ ديون الصين 22 مليار دولار والتي لا يمكنها دفعها بسبب القيود على التعاملات النبكية.
وكشف الإسبوع الماضي عن نية الصين الإستثمار بقيمة المبلغ في قطاع الكهرباء والماء. و العقود نفسها هي في طور الإعداد مع روسيا، حيث تم الإعلان عن خطط بقيمة 8-10 مليار دولار للإستثمار في مجال الكهرباء ومحطات توليدها.
وتقول الولايات المتحدة إن اتفاق إيران الاولي مع روسيا وتزويد الأخيرة بـ 500.000 برميل نفط في اليوم مقابل بضائع روسية يعتبر خرقا للعقوبات. وكان الرئيس روحاني قد تحدث في الشهر الماضي في عز الأزمة الأوكرانية عن العلاقات الثنائية بين البلدين.
وكانت رسالة روحاني واضحة، في حالة عدم التوصل لصفقة تنهي العقوبات فالبديل جاهز. ويخشى المحللون من إمكانية توسع العلاقات الإيرانية ـ الروسية في المجال الأمني، ويتركز القلق على بيع روسيا النظام الصاروخي أس- 300 والذي يوفر الحماية لإيران حالة قامت الولايات المتحدة وإسرائيل بتوجيه ضربة للمفاعلات النووية الإيرانية.
وكان فلاديمير بوتين قد أوقف الصفقة عام 2007 بسبب الضغوط الدولية، ولكن في حالة استمرار تدهور العلاقات مع الغرب فقد يعطي الرئيس الروسي الضوء الأخضر. وتؤكد إيران في الوقت نفسه إن نظامها الصاروخي الدفاعي والهجومي لن يكون جزءا من المحادثات مع الغرب.
ويرى تيسدال إنه على الرغم من النجاح الإنتخابي لروحاني لا تزال إيران على تناقض مع الغرب، في قضايا أبعد من الملف النووي والعلاقة مع روسيا، فلا يزال المرشد الروحي للثورة الإسلامية آية الله علي خامنئي يتعامل مع الولايات المتحدة بوصفها العدو الأكبر ولا يفوت والمعسكر المتشدد فرصة لانتقاد إيران.
وفي الوقت نفسه تخوض إيران صراعا اقليميا على النفوذ بين السعودية، فالحرب الدائرة على الأرض السورية بالوكالة تمتد للبحرين واليمن وأفغانستان والباكستان والعراق.
ونقل عن مسؤول إيراني قوله إن إيران ترغب بوقف الأيديولوجية الجهادية والوهابية التي تخرج من مساجد السعودية ومصارفها، وهناك أيضا بعد آخر هو تحقيق النفوذ الإيراني في المنطقة. ويقول محبيان إن على الولايات المتحدة عدم الوقوف امام هذه الطموحات ‘نحن بحاجة لدينامية جديدة، وعلى الولايات المتحدة وإيران الإتفاق على أن لا يكونا صديقان أو عدوان، وعلى الولايات المتحدة القبول بإيران كما هي، ومن الأحسن لها عدم استعداء إيران، لان الثمن سيكون باهظا لها على المدى البعيد’.

نفاق بريطانيا
وليس بعيدا عن السياق السوري كتب المعلق السياسي لصحيفة ‘اندبندنت’ البريطانية روبرت فيسك معلقا على قرار وزيرة الداخلية حرمان البريطانيين المسلمين من جوازات سفرهم إن سافروا للقتال ضد نظام الأسد في سوريا، مع أن ويليام هيج، وزير الخارجية والحكومة البريطانية دعم في البداية تسليح المعارضة السورية.
ويضيف أن مشكلة الجوازات هذه تذكر بالكثيرين من داعمي إسرائيل في بريطانيا، الذين ‘قاتلوا نيابة عن إسرائيل ولبسوا الزي العسكري الإسرائيلي في الحروب التي خاضتها إسرائيل’.
‘ولكن ماذا لو قاتلوا في وحدات قامت بارتكاب جرائم حرب في لبنان وغزة؟ أو خدموا في سلاح الجو الإسرائيلي الذي يقوم باستباحة دم المدنيين في الحرب’. ويتسائل فيسك ‘هل هؤلاء سيتم سحب جوازات سفرهم منهم إن لم يكونوا ولدوا في بريطانيا؟ طبعا لا’ يجيب فيسك. ‘فهناك قانون للمسلمين وآخر لغير المسلمين’.
وربط الكاتب هنا بين هذا النفاق والتحقيق الذي أجرته شرطة أيرلندا الشمالية مع السياسي جيري آدمز حول تعذيب أواختفاء جين ماكونفيل، مع أن الجناح السياسي للجيش الإيرلندي الحر شين فين وصف ‘اعتقال ادامز′ بالسياسي الدوافع بدون ان تلقى اهتماما من الحكومة البريطانية أو الداعين للوحدة.
ويضيف فيسك إن تشويه تاريخ آدامز السياسي يتناقض مع ما أعلنته وزيرة شؤون أيرلندا تريزا فيليرز بعدم التحقيق في مقتل 11 مدنيا في بالميرفي في آب/ أغسطس عام 1971 عندما أطلق النار عليهم جنود وحدة المظليين، والتي كانت اكثر وحدة بريطانية أقل انضباطا ترسل للإقليم وبعد ذلك قتلت 14 مدنيا في بلدة ديري فيما يعرف بالأحد الدامي.
ويقدم فيسك تفاصيل عن حادث بالميرفي الذي قتل فيه البريطانيون قسيسا كان يحمل راية بيضاء وأما لها ثمانية أولاد ذهبت لمساعدة صبيا جريحا، ويعلق فيسك أن موت الأب هيو مولان والسيدة جوان كونولي أيضا ‘مذبحة تنادي للمحاسبة’، لكن سكرتيرة أيرلندا لا ترى أي داع لأخذ العقاب وتحقيق العدالة.
ويتسائل إن كان اعتقال أدامز قبل الإنتخابات البرلمانية الأوروبية ليس سياسيا، فعندها سيكون بالتأكيد رفض السلطات البريطانية التحقيق في حادث بالميرفي، خاصة أن السلطات البريطانية تعرف الجنود الذين ارتكبوا العمل، وتعرف أعمارهم ورتبهم العسكرية. ويتحدث عن التحقيق الذي أجرته الحكومة البريطانية في الأحد الدموي ‘تحقيق سافيل’ والذي كلف الحكومة ملايين الجنيهات، ويتسائل عن السبب الذي منح فيه الجنود الذين قدموا شهادات غطاء ولم تذكر أسماؤهم، وهو أمر لم يمنح لجيري آدمز، ولا يرى فيسك إمكانية تقديم أي من البريطانيين الذين يعرفون عن أحداث في دبلن أو موناغان أدلة والتحقيق معهم بنفس الطريقة التي تم التحقيق فيها مع ادامز.
ويشير فيسك أنه لا يريد المضي في الحديث عن ملامح أخرى لنفاق بريطاني في الشرق الأوسط، مثل الغضب على إيران ومحاولتها الحصول على السلاح النووي، في الوقت الذي تمتلك فيه دولة أخرى في المنطقة كميات كبيرة منه، أو الغضب الأمريكي على ضم روسيا لشبه جزيرة القرم في الوقت الذي لا تعبر فيه عن غضبها من ضم مرتفعات الجولان السورية أو استمرار إسرائيل بسرقة أراضي العرب في الضفة الغربية والتي تعتبر مخالفة للقانون الدولي، وبناء على هذا الأساس بني العدوان، مثل الغزو غير القانوني للعراق’.