بُدئت نشرة الاخبار في صوت اسرائيل أمس بخبر عن مظاهرة لطلاب عرب في الجامعة العبرية في القدس. وقيل إنهم اجتمعوا للاحتجاج على جهود اسرائيل لتُشرك في نشاطها العام والامني طلابا عربا مسيحيين. وهو نفس التوجه الذي يسعى الى منع 15 ألفا منهم من أن يُعرفوا انفسهم بأنهم من نسل الشعب الآرامي من عصر الملوك في الألف الاول قبل الميلاد الذين اصبحوا مؤمنين مسيحيين.
كان يمكن أن يوجد تفسير أو تسويغ للمظاهرة على إشراك المسيحيين في النشاط الاسرائيلي. والتفسير هو أن ريحا سيئة تهب من قبل الحركة الاسلامية الشمالية اصبح لها مكان في دوائر عربية واسعة وهي تبذل كل ما تستطيع لزيادة العداء لاسرائيل. وقد يكون التسويغ أن المسلمين يطلبون الحق في الانضمام الى الجهازين العام والامني للدولة كاخوتهم المسيحيين.
من سوء الحظ أن القوة الدافعة للمظاهرة هي الدعاية أكثر من التسويغ، والرغبة في احداث احتكاك عميق لا أمل مضاءلة التمييز والتفضيلات.
وفي مقابل ذلك وجد للمتطرفين العرب شركاء يهود من ناس "شارة الثمن" الذين بدأوا يضايقون بصورة دائمة الفلسطينيين في يهودا والسامرة وربما وسعوا هم أنفسهم أو اشباههم مجال نشاطهم الى اسرائيل في حدود الخط الاخضر ايضا. إن كل إضرار بمسجد قبيح وضار ويرتفع درجة حينما يتم لا في قرية نائية في السامرة فقط بل في الطريق الرئيس من تل ابيب الى حيفا في الفريديس بالقرب من زخرون يعقوب.
ليس عند الحكومة الى الآن صورة واضحة عن المشاغبين. ويثور الظن القوي دائما في أن من يكتبون الكتابات القبيحة على المساجد يأتون من الوسط المتدين المتطرف اليهودي؛ وحينما يضاف الى ذلك إضرار متعمد بسيارات عرب اسرائيليين، يقوى الظن أن علمانيين متطرفين اقترفوا الفعل الجنائي الذي يبلغ حد الارهاب الذي هو ليس عدوانا على القانون فقط وهو منفر في حد ذاته، بل هو مضر باسرائيل نفسها وبالعالم المتنور.
يتغلغل هذا الواقع الى نفوس الاسرائيليين الشباب فيفسدها. وكل واقعة في حد ذاتها ترى ثانوية وصغيرة وهامشية وبمنزلة أمر تافه، لكن اجتماعها في سلسلة اعمال طويلة لا تنتهي الى عقاب شديد قد يشوش ويقتلع كل قدر قليل من الرغبة الطيبة في علاقات بين اليهود والعرب في اسرائيل.
اذا لم يكن للشرطة أو "الشباك" استخبارات ناجعة لتبين من هم الذين نفذوا اعمال الشغب، فانه ينبغي اطلاق زمام التحقيق والكشف عنهم، ويجب اعتقال المشتبه فيهم وقتا طويلا ومحاكمتهم في أسرع وقت. إن جدوى جهاز القضاء عامل مهم في الجهد العام لمنع الظاهرة التي كلها قبح.
يُحتاج الى ردع، وربما يُحتاج ايضا الى حرس مدنيين مؤلفين من خلايا مشتركة من اليهود والعرب لردع مخالفي القانون الذين يخرجون من أوكارهم تحت جنح الظلام. يجب وقف هذا اللحن المنفر بالافعال لا بتصريحات الوزراء.


