أعربت هنا مرات عديدة عن عدم ثقتي بإرادة أو قدرة الفلسطينيين على الوصول معنا الى اتفاق، حتى لو أرادوا ذلك. ولكن ليس كل اتفاق يستحق الوصول اليه. فمثلا، اتفاق مع الضفة فقط يبدو لي دوما عديم القيمة، إذ ماذا عن غزة؟ فاذا كان اتفاقا يترافق والكثير من التنازلات والمصاعب واوجاع القلب، فليكن اتفاقا. بمعنى، ان يتصدى لمعظم المشاكل، ان لم يكن كلها، وينطبق ايضا على غزة الاشكالية.
لا أدري ما هو الاصعب، انتاج توافق بين اسرائيل وابو مازن، اما انتاج تفاهم بين السلطة وحماس. ولكن واضح أنه بدون مشاركة حماس في المسيرة وفي الاتفاق، فان هذا سيكون نصف أو ربع اتفاق فقط. الاتفاق مع قسم من الشعب الفلسطيني من شأنه ان يكون أسوأ من اتفاق سلام، في أنه لا يحل شيئا بالنسبة لقسم من الشعب الفلسطيني. نتنازل عن امور هامة كثيرة، ونحصل على ورقة تمثل قسم من الشعب؟
وها هي حماس تريد (ربما)
ولكن حماس لم ترد، ونحن لم نرد. وها هي حماس نعم تريد (ربما). ليس بقلب كامل، ليس بنفس تواقة، ربما كخطوة تكتيكية. انا لست واثقا من أنهم أنفسهم يعرفون. ولكن يبدو انه مع كل شقلبات الكلمات، ملزمون بان نقبل على أنه في السطر الاخير يلوح انهم مستعدون للمشاركة في حكومة ابو مازن التي تدير مفاوضات لسلام.
سواء أسموا هذه حكومة السلطة، ام حكومة تكنوقراطية، فان كل هيئة تجلب السلام وتكون حماس مرتبطة بها، كل وضع كهذا، بطبيعته، كفيل بان يبعد حماس، بهذا القدر او ذاك، عن التطرف. حكومة نتنياهو ترى هذا بشكل مختلف. وهي غير مستعدة لذلك الى أن تتنازل حماس علنا وعمليا عن الارهاب وتعترف بدولة اسرائيل.
دعكم من الاقتباسات
لعله يمكن تجربة زاوية نظر اخرى. تقارب حماس من ابو مازن، بطبيعة الحال، تقربها منا ومن حلفائنا في الغرب ايضا. وبالطبع يحتمل أن يسارع هنية الى التراجع، ولكن في هذه الاثناء هذا هو الوضع.
اذا عادت حماس الى عادتها، فماذا خسرنا؟ على الاقل سنكسب شيئا ما في حقل الاعلام. ولكن ربما حماس لن تتراجع. ربما ايضا تقترب من الفهم بان هذه حرب عديمة الجدوى؟ لا حاجة لتصديق أو عدم تصديق ذلك.
ولكن يمكن، وينبغي، اعطاء فرصة لهذه الامكانة. فعلى أي حال م.ت.ف هي الاخرى كانت ذات مرة حماس. لا يمكن صنع السلام اذا كنا نأتي كل الوقت باقتباسات كهذه او كتلك لا تعكس دوما الواقع، القائم أو المستقبلي. وفي كل الاحوال، فان اتفاقا يضم حماس أفضل من اتفاق بدونها.
ومع ذلك تقدمنا
"الكارثة – الجريمة الابشع ضد الانسانية في العصر الحديث". ابو مازن، عشية يوم الكارثة. هذا أثار انفعالي. مع ذلك، رغم كل شيء – تقدمنا.


