خبر : تحت حكم اوري اريئيل : اسرائيليون محتلون \ بقلم: ناحوم برنياع \ يديعوت

الثلاثاء 29 أبريل 2014 07:56 م / بتوقيت القدس +2GMT



          القارىء أمنون سيلع في هرتسيليا بعث لي في نهاية الاسبوع برسالة معللة، تحتج على استخدام كلمة "احتلال" في كل ما يتعلق باراضي الضفة الغربية. وهو يشير الى سبعة أسباب ترفض الاحتلال. 1. سيطرة الاردن على الضفة لم تكن قانونية؛ 2. لا يوجد شعب فلسطيني؛ 3. في القرآن لا ذكر للقدس؛ 4. حتى الاحتلال البريطاني لم يكن للعرب سيادة على أي ارض؛ 5. تصريح بلفور أعطى ضفتي الاردن الى الكيان الصهيوني؛ 6. الفلسطينيون بدأوا يطالبون بدولة فقط بعد حرب الايام الستة، بتشجيع اليسار الاسرائيلي؛ 7. العرب في المناطق عاشوا دوما تحت حكم أجنبي.

          لقسم من النقاط توجد صلة بالحقائق؛ قسم منها مدحوض. ما أدهشتي في الرسالة لم يكن مضمونها بل الكشف في أنه بعد 47 سنة من احتلال المناطق لا يزال هناك قراء تقلقهم هذه المسائل. مئات الاف الكلمات كتبت عن هذه المسائل في الستينيات والسبعينيات من القرن الماضي. كل طرف بقي على رأيه، والاحساس العام كان أننا استنفدنا الأمر. كل كلمة اخرى ستكون مثابة لجاج.

          أحزاب اليمين سيطرت في الدولة على مدى معظم هذه الفترة. وكان يمكن لليمين أن يضم المناطق الى اسرائيل، الخليل وبيت لحم المقدستين لنا وغزة ورام الله المقدستين أقل، ولكن فضل مواصلة الاحتفاظ بالمناطق بصفة محتل، تحت حكم عسكري. لا الكنيست هي صاحبة السيادة في الضفة، بل قائد المنطقة الوسطى، بفضل صلاحياته العسكرية. هو وضباطه، هو وجنوده. قل من الان فصاعدا: الاحتلال هو خيار اليمين.

          أنا لا أهتم بالفلسطينيين: فلديهم رئيس وحكومة مهمتهما ان يهتما بهم، منظمة تنطق باسمهم، واسياد بوفرة، في اوروبا، في أمريكا وحتى في صحيفة يومية واحدة في اسرائيل. أنا بودي أن ادعي مصلحة سكان آخرين، يختنقون تحت الاحتلال: الاسرائيليين.

          تسعة اشهر المفاوضات التي فشلت تثبت. في الايام الاخيرة نحن نعيش تحت الانطباع بان ابو مازن مذنب في كل شيء. كانت هذه هي الرواية التي املاها نتنياهو والتي تم تبنيها، لاعتبارات الراحة، من تسيبي لفني ويئير لبيد. أبو مازن ساهم مساهمة محترمة في الفشل، ولا شك في ذلك . ولكن السياسيين المصابين بالنسيان وحدهم يمكنهم ان يتجاهلوا المساهمة الهائلة للوبي المستوطنين في الفشل. هذا بدأ بالفيتو الذي استخدمه حزب البيت اليهودي على تجميد البناء في المستوطنات في فترة المفاوضات.

          هذا استمر في الاعلانات المتكررة من جانب الوزير الذي يمثلهم، اوري اريئيل، عن مخططات بناء جديدة خلف الخط الاخضر، في كل مرة أبدت فيها المفاوضات علائم حياة. اريئيل خرب، عرقل، فجر ونتنياهو لم يتجرأ على لمسه. 14 الف وحدة سكن، ليس اقل، وعد اريئيل بان تبني حكومة نتنياهو في المناطق المطروحة للمفاوضات.  

          في مرحلة معينة شرح نتنياهو للعالم بان ابو مازن مستعد لان يسلم بمخططات البناء في المستوطنات. وقد عرض الرجل كخائن في نظر ساحته السياسية وفي نظر الشارع. وثقته بنتنياهو فقدها نهائيا. وعندها جاء اعلان آخر من جانب اريئيل عن خطة بناء كبيرة في حي غيلو، وأبو مازن طلق الامريكيين ايضا.

          اللوبي السياسي من اجل المستوطنات يمثل بالاجمال اقلية: فهو متطرف وسائب ليس فقط في نظر معظم الاسرائيليين؛ هو متطرف ايضا في نظر قسم كبير من الاسرائيليين الذين يسكنون خلف الخط الاخضر. وعلى الرغم من ذلك، فانه يتحكم بالحكومة. فهو يحلبها ماليا ويشلها سياسيا. لديه حق فيتو على كل خطوة، على كل مبادرة. عندما يكون نتنياهو مهددا من بينيت فانه يبحث عن ملاذه ليس في مركز الخريطة السياسية بل في هوامشها المتطرفة، لدى اوري اريئيل. لا توجد جهة واحدة في العالم، بما في ذلك سويزيلند، تقبل املاء لوبي المستوطنات.

          هذا اللوبي سيصمم وجه اسرائيل في مرحلتين: في المرحلة الاولى ستكون دولة ابرتهايد، مقاطعة من المحافل التجارية في العالم، محاصرة سياسيا، قانونيا وثقافيا. رجال الاعمال الاسرائيليون يشعرون بهذه الرياح الباردة منذ اليوم. وفي المرحلة الثانية سيفرض عليها العالم ان تتحول الى دولة ثنائية القومية، دولة كل مواطنيها. وعندما ينشر هذا السيناريو على مسامع لوبيي المستوطنين فانهم يقولون: هذا لن يحصل. الرب تعالى اسمه سيتدخل. في يوم صاف واحد سيختفي الفلسطينيون.

          طوبى للمؤمنين.

          ماذا يمكن للاسرائيليين المحتلين ان يفعلوه ضد الاحتلال؟ ليس كثيرا. اسرائيلية محتلة واحدة، تسيبي لفني تسمى، يمكنها أن تنسحب، وهكذا تكشف الحكومة أمام الانتقاد، من الداخل ومن الخارج، وتشكل وزنا مضادا للوبي المستوطنات. وقد اختارت أن تبقى. واذا كانت تبقى فان لبيد يبقى ايضا: تأثيره في هذا الموضوع يتلخص في عدة جمل مازحة على الفيسبوك.

          وهما لا يختلفان كثيرا عن نتنياهو. مثله، هما عميلان في خدمة جيش الاحتلال.