خبر : إنكار الكارثة هو جزء من الرواية الفلسطينية \ بقلم: نداف شرغاي \ اسرائيل اليوم

الإثنين 28 أبريل 2014 07:25 م / بتوقيت القدس +2GMT




حينما يقول رئيس السلطة الفلسطينية أبو مازن آخر الامر إن "الكارثة هي الجريمة الأفظع على الانسانية التي نفذت في العصر الحديث"، بل يرى يوم الكارثة "يوما حزينا جدا"، يكون واجب البرهنة على أن هذا الكلام يواطيء فيه اللسان القلب، ملقى عليه. إن الواقع الفلسطيني كما ينبغي أن نعلم، وفيه الرسالة البحثية المشهورة لأبو مازن نفسه – يوحي منذ سنوات برسائل معاكسة تماما.
في هذا الواقع تعرض شريكة أبو مازن الجديدة – القديمة (في غزة) عرض أولاد تظهر فيه تنانير "تدل على أن اسرائيل أحرقت الفلسطينيين فيها"؛ وتُعرف لعبة كلمات متقاطعة في الصحيفة الرسمية للسلطة الفلسطينية متحف "يد واسم" بأنه "مركز لتخليد الكارثة والكذب"؛ بل إن جبريل الرجوب وهو شخص تُجرى مع اللقاءات في وسائل الاعلام الاسرائيلية وهو ذو شعبية، يبيح لنفسه أن يقلب أحداث الكارثة رأسا على عقب. فقد بين نائب أمين سر اللجنة المركزية في فتح وأمل عدد من الاسرائيليين البلهاء في المدة الاخيرة فقط (4/4/2014) لمقدم برامج في تلفاز السلطة الفلسطينية أنه "لو جاء هتلر لتعلم منهم (الاسرائيليين) قمع الناس"، وكذلك ايضا "مخيمات التجميع ومخيمات الابادة الجماعية".
لا يُكثر الاسرائيليون في الايام العادية الاشتغال بهذا الجانب عند الفلسطينيين، لكن مواد "نظرة الى الاعلام الفلسطيني" التي كانت توثق منذ سنين الافتراءات والاكاذيب والتحريض الرائجة على اسرائيل والصهيونية في الخطاب الفلسطيني، تضع علامة سؤال على كلام أبو مازن وتشير الى أن إنكار الكارثة والتزوير المتعلق به أصبح جزءً من الرواية الفلسطينية.
لا يوجد حتى في هذا الشأن فرق كبير بين حماس وم.ت.ف. فالتربية الفلسطينية تخفي الكارثة من صفحات التاريخ. إن كتب التدريس التي تصدرها وزارة التربية الفلسطينية تدرس تاريخ الحرب العالمية الثانية بتفصيل كبير لكن الكارثة تحظى هناك بتجاهل مطلق تقريبا. والفلسطينيون من شرقي القدس الذين يسافرون في جولة دراسية الى اوشفيتس هم بمنزلة أقلية مباركة لكنهم ليسوا أكثر من "قصة صحفية جيدة" لا تدل على القاعدة العامة. حينما يقول مؤرخ فلسطيني في التلفاز الفلسطيني إنه "لم يوجد دكاو ولا اوشفيتس"، وأنهما "كانا موقعي تعقيم" ولا تقع السماء على الارض، فليس من المفاجيء ألا يحمل حتى اسم "هتلر" في المجتمع الفلسطيني بالضرورة علامة العار، بل يوجد فلسطينيون اسمهم الخاص هتلر. وقد نشرت في صحف حماس وفتح مقالات تعبر عن اجلال لشخصية الطاغية النازي وإن رسالة رئيس السلطة محمود عباس البحثية تناولت "منظومة العلاقات السرية بين النازيين وقادة الحركة الصهيونية و"الشراكة" بينهم".
إن الذي يحرص على أن ينشر الى اليوم خرائط بلا اسرائيل ويسمي حيفا واللد وعكا مستعمرات، لا يدع مكانا لخيال كبير يتعلق بمواقفه الحقيقية. سيكون لكلام أبو مازن قيمة حقيقية اذا حوكم في السلطة الفلسطينية لا في فرنسا منكرو الكارثة، واذا شملت الخطط الدراسية في السلطة الفلسطينية فصولا عن كارثة الشعب اليهودي ومحاولة القضاء عليه. والى أن يحدث ذلك يجب أن ننظر الى كلام أبو مازن بتشكك كبير على الأقل.