خبر : هآرتس: عباس يمهّد للاستقالة ولا يكلفون انفسهم حتى الرد على الانتقادات الاسرائيلية

الأحد 27 أبريل 2014 12:21 م / بتوقيت القدس +2GMT
هآرتس: عباس يمهّد للاستقالة ولا يكلفون انفسهم حتى الرد على الانتقادات الاسرائيلية



القدس المحتلة / سما / تحت هذا العنوان يكتب جاك خوري في "هآرتس" عن الحملة التي يقودها الجهاز الاعلامي الاسرائيلي، بقيادة ديوان رئيس الحكومة، ضد السلطة الفلسطينية ورئيسها محمود عباس، منذ اتفاق المصالحة الفلسطيني، والتركيز على اعتباره "ليس شريكا"، واختياره لحماس بدل السلام. ويشير خوري الى اللقاء الذي أجراه عباس مع الصحفيين الاسرائيليين عشية توقيع اتفاق المصالحة، حيث أوضح للصحفيين انه يتابع ويعرف ما يكتبونه عنه في اسرائيل.

وحسب خوري فقد كرر عباس، خلال خطابه امام المجلس المركزي لمنظمة التحرير في رام الله، امس، ذات الرسائل التي تهدف الى توضيح الجهل الاسرائيلي، حيث قال ان إسرائيل لا تجري مفاوضات مع الحكومة الفلسطينية، وانما مع منظمة التحرير التي اعتبرت في سنوات السبعينيات والثمانينيات تنظيما ارهابيا، وهو ذات التنظيم الذي اعترف بإسرائيل في اطار اتفاقيات اوسلو، ويطالب بإقامة الدولة الفلسطينية على حدود 67 الى جانب اسرائيل. ويضيف ان عباس والمقربين منه لا يكلفون انفسهم حتى الرد على الانتقادات الاسرائيلية، فهم يعرفون ان الأمر الأهم هو كيف سيخلد اسم الرئيس الفلسطيني في الوعي الفلسطيني والعربي.

ويقول خوري: "لو كان الامر متعلقا بعباس لكان قد وقع امس، على اتفاق دائم ينهي الصراع الاسرائيلي – الفلسطيني ويضمن قيام الدولة الفلسطينية الى جانب اسرائيل ويطبق المبادرة العربية التي تنص على اقامة علاقات بين إسرائيل والدول العربية كلها، بعد توقيع الاتفاق".

ويضيف: "ان هذه الأمور تبدو اليوم، وكأنها نهاية العالم، لكنه كانت هناك أيام رأى عباس في هذه الأمور حلا للنزاع، وعلق آمالا كبيرة على إدارة أوباما - خاصة بعد خطاب القاهرة والتصميم الكبير لوزير الخارجية الأمريكية، جون كيري، في العملية السياسية. وانضمت الى ذلك كله التقييمات التي قالت إن الاتفاق يحظى بتأييد الأغلبية. ولو تحقق مثل هذا السيناريو، لوضع عباس في مقدمة المسرح التاريخي كرجل حقق حلم الدولة الفلسطينية، الذي يعتبر الهدف الأسمى منذ النكبة. وكان من شأن انجاز كهذا تبرير الخط الذي تبناه عباس في تفضيله للدبلوماسية على الكفاح المسلح.

لكن الطموح يختلف عن الواقع، فاليوم، بعد 22 عاما من بدء المفاوضات، بات عباس يتحدث بمفاهيم سلطة بدون سلطة ودولة بدون سيادة، ويدرك انه لم ينجح بإنهاء الاحتلال. بل على العكس من ذلك: ففي كل يوم يتلقى الرئيس الفلسطيني المزيد من التقارير حول مصادرة الأراضي والبناء في الضفة الغربية. وهو يفهم ان الادارة الاميركية التي علقت عليه الآمال، لا تستطيع مع الرباعي الدولي والمجتمع الدولي تغيير هذا الواقع، وأنه حتى تصبح العقوبات فعالة او ستحدث متغيرات سياسية في اسرائيل فانه لن تتبقى مساحة للبناء عليها.

ويرى خوري ان حلم الدولة الفلسطيني يبتعد عن عباس الذي قارب على الثمانين من عمره. ويقول ان المقربين منه يتحدثون عن دلائل يأس ازاء العملية السياسية، وحدوث تغيير سيؤدي في نهاية الأمر الى نزوله عن المسرح السياسي. لكن عباس لا يريد ان يتذكرونه كمن خلف ارضا محروقة وفوضى وصراعات داخلية، ولذلك هناك الكثير ممن يعتبرون المصالحة الفلسطينية خطوة هامة ستقود الفلسطينيين الى صناديق الاقتراع خلال ستة أشهر، لانتخاب برلمان ومجلس قومي ورئيس.

واذا لم ينافس عباس على الرئاسة فسيهتم بالإشارة الى من سيخلفه. واذا اقنع الامر اسرائيل والعالم على مواصلة الطريق حسب المبادئ التي حددها، سيكون جيدا، واذا لم يتم ذلك، سيكون بمقدور عباس القول لشعبه "لم انجح بإنهاء الاحتلال ولم اوافق على التنازل عن الثوابت الوطنية، ولكني نجحت بتحقيق اعتراف 138 دولة في الامم المتحدة، بفلسطين كدولة مراقبة، وحققت وحدة الشعب الفلسطيني، وانتخابات جديدة وقيادة جديدة. ومن هنا ارجع الى بيتي، ولتحضر اسرائيل ملفا لمن سيأتي بعدي".
نتنياهو لا يريد السلام.

يذكر أمير اورن في مقالة ينشرها في "هآرتس" بما قاله وزير الخارجية الأمريكي الأسبق، هنري كيسنجر في منتصف السبعينيات، من ان الدعم الامريكي لإسرائيل لن يحقق التقدم في السعي الى تحقيق السلام مع العرب، وانما يمكنه تحقيق الحرب. فقد قال كيسنجر في حينه ان "العرب والاسرائيليين يستحقون بعضهم البعض، فلو كانوا يعيشون في مكان آخر لكنا تركناهم يعالجون بعضهم البعض، لكنهم لسوء الحظ يتواجدون في مكان استراتيجي. ويعتقد الاسرائيليون اننا ضعفاء وانني ابحث عن النجاح، وبسبب الدمج بين هذين العاملين تمسكوا بمواقفهم.

نحن لسنا ضعفاء، ولا يمكن للكونغرس ان يدير السياسة الخارجية. فالكونغرس يمكنه الاشارة الى تقديم المال، ولكن ليس ادارة سياسة خارجية. والحقيقة هي انه لا يمكن لغيرنا تحقيق السلام في الشرق الاوسط، واذا دعمنا اسرائيل، لن نتقدم، قد تحدث الحرب ولكن ليس التقدم".

ويقول اورن ان كيسنجر تحدث في حينه عن تكتيك المساومة الذي يفضل تأسيسه على قدر ضئيل من المبادرات والاقتراحات التي تدفع الجانب الآخر الى الدفاع الدبلوماسي والاعلامي. ويقول الكاتب ان اسرائيل القديمة، كانت تجيد في الاربعينيات والخمسينيات البدء من النهاية، وكانت تلك هي الفكرة المركزية التي طرحها موشيه ديان في التخطيط لحرب سيناء (العدوان الثلاثي) ودافيد بن غوريون في تقبل مبدأ تقسيم البلاد.

ويقوم هذا المبدأ على تحديد الهدف النهائي وبناء عليه رسم الخطوات التي ستقود اليه، من خلال الحفاظ على اليقظة واحتساب التطورات التي يمكن أن تنشأ. لكن التشويه طرأ مع احتلال الأراضي العربية في حرب 67، والاستيطان فيها.

ويقول ان اسرائيل قامت في الثمانينيات ببناء منظمة حماس كند لمنظمة التحرير الفلسطينية، وفي اوسلو عينت منظمة التحرير ممثلا شرعيا للشعب الفلسطيني. لكن ياسر عرفات لم ينفذ الجانب المطلوب منه في اوسلو، لأنه ارتدع عن المواجهة مع حماس، وتمتع بالحفاظ على أذرع للعمليات، تحت سيطرته وخارجها، كي يحث اسرائيل على الانسحاب. كما تهربت اسرائيل من تنفيذ الجانب المطلوب منها، وواصلت ارسال المستوطنين الى الضفة رغم تناقض ذلك بشكل واضح مع روح الاتفاق ان لم يكن مع لسانه، ايضا، والذي نص على تجميد الوضع واعادته الى الوراء. ويرى ان حجة اتفاق المصالحة مع حماس الآن، ليست الا ذريعة شفافة يتخذها نتنياهو للتهرب من الموافقة على اتفاق، يشمل تطبيقه تفعيل القوة الرسمية على المستوطنين. ويضيف ان المستودع الاسرائيلي مليء بالذرائع، وعلى من يريد السلام الاستعداد له، وهو ما لا تفعله حكومة نتنياهو. ولذلك يرى الكاتب ضرورة العودة الى مبدأ "البدء من النهاية".