خبر : هنية وأبو مازن زوجان من السماء \ بقلم: البروفيسور إيال زيسر \ اسرائيل اليوم

الخميس 24 أبريل 2014 08:14 م / بتوقيت القدس +2GMT



قام أبو مازن في السنة الاخيرة صلبا على رِجلين اثنتين. الاولى رِجل التفاوض مع اسرائيل، وأما الثانية فهي رِجل التفاوض مع حركة حماس. ومن هنا جاء الشرك الذي وقع فيه وهو التخلي عن احدى الرِجلين، لكن حركة رِجل واحدة فقط ستفضي الى سقوطه، ولهذا اختار البقاء مغروزا في مكانه واجراء تفاوض مع اسرائيل ومع حماس على ألا يتقدم الى أي مكان.

ومع ذلك كله اختار أبو مازن التقدم نحو حماس وأن يعرض نفسه لخطر رد من اسرائيل، وينبغي مع ذلك أن نتناول اتفاق المصالحة بين أبو مازن وقيادة حماس بحذر وشك. فقد نُكثت اتفاقات مشابهة توصل اليها الطرفان في الماضي مرة بعد اخرى، وانهارت حكومة الوحدة الاخيرة التي انشأها الاثنان في بداية 2006 مع صوت شديد بعد أن سيطرت حماس بالقوة على قطاع غزة، أما أبو مازن فعمل على ابعاد حماس عن الضفة. ومع كل ذلك توصل الطرفان بعد نحو من عشر سنوات اتصالات عقيمة الى اتفاق كانا يرفضانه الى الآن. فهو لذلك اتفاق لا خيار معه، ونشك في أن يفي الطرفان به كما قلنا آنفا.

تأتي حماس الى مظلة العروسين دون أي مهر. فقد أدارت سوريا وايران لها ظهرهما لدعمها المتمردين على نظام بشار الاسد، وفي مصر يُرى اسماعيل هنية وخالد مشعل عدوين خطيرين ليسا أفضل ألبتة من اخوتهم من الاخوان المسلمين في مصر الذين يوجدون اليوم وراء القضبان. وأصبحت شعبية حكومة حماس في قطاع غزة في هبوط بسبب صعوبة الانتقال لضمان أقل قدر من تأمين العيش للسكان الذين يعيشون ضمن سلطتها. فتحتاج حماس اذا الى أبو مازن كاحتياج التنفس الى الاوكسجين، وكما كان عرفات محتاجا بالضبط الى اتفاق اوسلو قبل عشرين سنة كي ينعش نفسه بعد سقوطه.

لكن أبو مازن ايضا يأتي الى مظلة العروسين فارغ اليدين لأنه لا أحد في العالم العربي يدعمه حقا، وهو يعلم أنه لا يوجد ما ينتظره من المجتمع الدولي. وإن الفشل الذي يلوح في الأفق للتفاوض مع اسرائيل سيثير في الشارع الفلسطيني طلب تجديد نضال اسرائيل وهو شيء يعلم أبو مازن المحنك أنه قد يجلب عليه كارثة.

من هنا اذا جاء المنطق الموجود في استعداد أبو مازن واسماعيل هنية المفاجيء للموافقة على الوساطة. لكن يبدو أن الحديث عن تمثيلية ترمي الى تمكينهما من البقاء في الداخل في مواجهة رأي عام يغلي، وربما ليعززا شيئا ما مكانتهما في الساحتين الاقليمية والدولية. ومع ذلك يصعب أن نفرض أن أبو مازن وقادة حماس يستطيعون في الحقيقة التغلب على رواسب الماضي ولا سيما التناقضات الاساسية في التصور العام ومصالحهما السياسية البعيدة المدى. وعلى ذلك ينبغي ألا نفرض أن تبقى حكومة الوحدة – اذا نشأت أصلا – وقتا طويلا.