القدس المحتلة / سما / شارك الأمين العام للهيئة الاسلامية المسيحية لنصرة القدس والمقدسات الدكتور حنا عيسى في مؤتمر الدوحة الحادي عشر لحوار الاديان بعنوان "دور الشباب في تعزيز قيم الحوار"، في العاصمة القطرية الدوحة، بدعوة من مركز الدوحة الدولي لحوار الاديان بالتعاون مع وزارة الخارجية.
وفي محاضرة مطولة للامين العام د. حنا عيسى بعنوان "ثقافة الحوار مع الاخر لدى الشباب ودورها في التواصل الحضاري"، اشار إلى أن الشباب هم الشريحة الأكثر أهمية في أي مجتمع، وإذا كانوا اليوم يمثلون نصف الحاضر فانهم في الغد سيكونون المستقبل، ومن هذه القاعدة جاء القول بأن الشباب عماد المستقبل وبأنهم وسيلة التنمية وغايتها، فالشباب يسهمون بدور فاعل في تشكيل ملامح الحاضر واستشراف آفاق المستقبل، والمجتمع لا يكون قوياً إلا بشبابه والأوطان لا تبنى إلا بسواعد شبابها.
وأكد أن الشباب العربي بؤرة وجوهر التغيير... فكما أن للآخر دوره فإن للشباب أدواره، تتوزع وتختلف تتصادم وتتكامل، لكنها في النهاية تبقى مرتعًا تنمويًّا يستدعي إعادة التكرير من أجل الاضطلاع بشباب قادر على تحمل أعباء المجتمع العربي، قادرٍ على التطوير والتطهير، قادرٍ على صناعة التعبير الحر غير المنمط وغير الملوث، بل تعبير مبني على إعمال الفكر من أجل حوار شبابي عربي-عربي أولاً، وحوار شبابي عربي-غربي ثانياًَ، غايته إعادة الاعتبار إلى الجوهر الاجتماعي للشباب لتحقيق مشاركته الفعلية في الحياة العامة بما في ذلك الحوار الثقافي.
وعدد د. عيسى أهداف الحور المتمثلة بـ "إيجاد حل وسط يرضي الأطراف، التعرف على وجهات نظر الطرف أو الأطراف الأخرى، البحث والتنقيب من أجل الاستقصاء والاستقراء في تنويع الرؤى والتصورات المتاحة، للوصول إلى نتائج أفضل وأمكن".
وأكد الامين العام على ان الحوار بين الثقافات ضرورياً وأساسياً من أجل إرساء السلام، فالإرادة المشتركة التي تحدو في الإسهام، من خلال تضافر الجهود، في سبيل صناعة المستقبل المزدهر للإنسانية، وتشبثنا بالقيم الإنسانية وتعلقنا بمبادئ القانون الدولي التي تستلهم روح الحضارات والثقافات الإنسانية المتعاقبة عبر العصور، تحتم علينا بذل جهود مضاعفة لتشجيع فكرة الحوار بين الحضارات والثقافات والإسهام في دعم جهود المجتمع الدولي المبذولة على أكثر من صعيد، من أجل إقرار الأمن والسلم في العالم، وإشاعة روح التسامح والتعايش بين الشعوب والأمم، من خلال تعزيز الحوار الموضوعي النزيه بين الحضارات والثقافات.
واشار الى جملة التحديات التي تواجهه الشباب في المجتمعات العربية والإسلامية، وعلى رأسها الازدواجية، تشتت القوى الفكرية في تحديد ماهية الحوار، افتقاد الرؤية المتوازنة للحوار التام والحوار الناقص. مؤكداً على ترسيخ مفهوم التنوع الثقافي لتعزيز التعايش والحوار، معتبراً التنوع الثقافي مصدراً مهماً في مجال هوية الإنسان وحقوقها الأساسية. فاختلاف الثقافات الذي يحيط بنا اليوم هو نتاج لآلاف الأعوام من تفاعل الإنسان مع الطبيعة والعلاقات بين شعوب ذوي أعراف ومعتقدات وأنماط عيش مختلفة.


