طولكرم سماأعرب ذوو الأسرى في محافظة طولكرم، عن قلقهم من الأوضاع الصعبة التي يعيشها الأسرى داخل سجون الاحتلال خاصة المرضية منها.
وأكدوا خلال اعتصامهم الأسبوعي اليوم الثلاثاء، أمام مكتب الصليب الأحمر بطولكرم، أن أعداد المرضى تتزايد يوماً بعد يوم، وأن أكثرها حالات خطيرة جداً، تتعرض لإهمال طبي متعمد، مطالبين بالإفراج الفوري عنهم.
وأكد المعتصمون أن الأسير يسري المصري من قطاع غزة الذي يقبع حالياً في سجن إيشيل في بئر السبع وقد قضى 10 سنوات من محكوميته البالغة 20 عاماً، ووضعه الصحي خطير جداً حيث يعاني من فشل كلوي بسبب مرض السرطان في الغدد الذي انتشر في أنحاء جسمه حتى وصل إلى النخاع الشوكي، مشيرين إلى أن إدارة السجن أوقفت إعطاءه إبر الكيماوي بسبب وضعه الخطير، مطالبين كافة الهيئات الحقوقية التدخل السريع لإنقاذ حياته قبل أن يخرج ملفوفا بالأكفان.
وأكدت والدة الأسير معتصم رداد، أنها تجهل أخبار ابنها الذي كان يقبع في مستشفى سجن الرملة، مشيرة إلى أنها عندما توجهت يوم الخميس الماضي لزيارته هناك، لم تجده، وتم إخبارها أنه تم نقله إلى سجن هداريم.
وأضافت أنها توجهت لمكتب الصليب الأحمر لقطع تذكرة زيارة لأبنها رفض المكتب منحها التصريح بسبب أنه لا يعلم مكانه، وهو ما أثار القلق عند عائلته، وناشدت الجميع من قيادة ومنظمات دولية وحقوقية إلى التدخل للإفراج عن ابنها الذي قارب الموت.
كما أشارت زوجة الأسير كفاح حطاب أن زوجها ما زال يقبع في مستشفى سجن الرملة وحالته الصحية سيئة حيث ما زال مضرباً عن الطعام ويطالب بتحقيق مطالبه المشروعة باعتباره أسير حرب.
وقال الأسير المحرر إياد جراد منسق الهيئة الوطنية العليا لمتابعة شؤون الأسرى في طولكرم، إن إدارة مصلحة السجون عمدت في الآونة الأخيرة إلى اتخاذ إجراء خطير بحق الأسرى المرضى وهو إجراء تجارب خطيرة على المرضى منهم بأدوية خطيرة وهذا ما يشكل خرقا واضحا للمواثيق الدولية وحقوق الإنسان.
وأضاف أن الأسير معتصم رداد في حالة خطيرة جداً وربما يكون قد دخل حالة احتضار، لافتاً إلى أن المحكمة الإسرائيلية رفضت الإفراج عنه أو إجراء عملية له، منوهاً إلى أن لجنة أممية ستحضر من أوروبا إلى فلسطين قريباً ستطلع على أوضاع الحركة الأسيرة، هذا إن سمحت لها سلطات الاحتلال بذلك، عندها ستنكشف قضايا خطيرة يعاني منها الأسرى.
وتطرق جراد إلى الهجمة الشرسة التي يتعرض لها الأسرى من قبل إدارة السجون والمتمثلة في التنقلات والعزل الانفرادي الذي يطال الجميع من أطفال وأسيرات وكبار السن، مطالباً بضرورة الضغط نحو الإفراج عن الأسيرات البالغ عددهن 20 أسيرة والأطفال البالغ عددهم 400 طفل أقل من السن القانوني وكبار السن وإنهاء الملف الإداري الذي يتضمن 35 معتقلاً إدارياً.
وثمن جراد موقف الرئيس محمود عباس الذي وضع قضية الأسرى على سلم أولوياته، وهذا مطلب وطني وثابت من الثوابت، مشيراً إلى أن مسيرة التأييد التي شهدتها طولكرم أمس هي عنوان الحركة الأسيرة التي تطالب بالإفراج عنها فوراً قبل مواصلة المفاوضات.
وعبر محافظ طولكرم عبد الله كميل عن الاعتزاز بموقف الرئيس محمود عباس خلال لقائه الرئيس الأميركي باراك أوباما الذي أكد أهمية إطلاق سراح الدفعة الرابعة من الأسرى القدامى، بالإضافة للإفراج عن دفعة من الأسرى في حال تمديد المفاوضات وعلى رأسهم مروان البرغوثي وأحمد سعدات وفؤاد الشوبكي.
وقال: إن قضيتهم قضية كل الفلسطينيين يضعها الرئيس على رأس أولوياته نظراً لنضالاتهم المستمرة داخل سجون الاحتلال، موضحاً أنه لا يمكن أن يكون هناك حل بدون الإفراج عن كامل الأسرى والمعتقلين.
وأكد كميل أن الرئيس عباس يتابع ملف الأسرى المرضى والمضربين عن الطعام ويهتم بالإفراج عنهم، كما يسعى للإفراج عن جميع الأسرى، موضحاً أن العذابات التي يتجرعها الأسرى والأسيرات والأطفال منهم كبيرة جداً، إلا أنه لا بد من وضع حد لمعاناتهم بتبيض سجون الاحتلال والإفراج عنهم جميعاً.
وثمن المحافظ الوقفة التي تنفذها جماهير طولكرم بكافة فئاتها، والتي جعلت الاعتصام الأسبوعي مناسبة وطنية للتضامن مع أبطالنا في سجون الاحتلال، داعياً في الوقت ذاته إلى توسيع المشاركة الجماهيرية لتطال كافة القطاعات المجتمعية لأن قضية الأسرى قضية شعبنا جميعاً.
وقالت أمل الأعرج مديرة مدرسة زهير المحسن الأساسية للبنات إن مشاركة الكشافة في هذا اليوم هو من أجل التضامن مع الأسرى وذويهم، ومساندتهم في ظل ما يتعرضون له من انتهاكات غير إنسانية من قبل سلطات الاحتلال، وفي نفس الوقت مواساة أمهاتهم من خلال تقديم وردة لكل أم بمناسبة 21 من آذار الذي يصادف العديد من المناسبات الوطنية وفي مقدمتها يوم الكرامة ويوم الأم.
كما قام مؤيد شعبان أمين سر حركة فتح إقليم طولكرم بتقديم الورود إلى أمهات الأسرى بمناسبة يوم الأم .


